كتاب ومقالات

وطن يغني بكل المقامات

عبده خال

هل خطر ببال الإمام محمد بن سعود امتداد دولته التي أسسها قبل ثلاثة قرون، أن أحفاده يحتفلون اليوم بوطن امتد جغرافياً وزمنياً بهذه الصورة المكتملة الزاهية؟ الإجابة تكمن في صدر كل قائد أراد أن تكون فترته لبنة أساس في قلب الديمومة، وهذه العزيمة تغرس في الأبناء والأحفاد، وهذا ما حدث لهذه الأسرة التي صانت كياناً بذرته الاستمرارية، وهكذا حدث حتى إذا جاء الملك عبدالعزيز آل سعود بهمة أعلى، وطموح توحيد الأماكن والنفوس، والبحث عن عصارة الاستمرارية والقوى الداعمة لذلك، وها نحن نحتفل بوطن شع نوره وقويت شوكته، من خلال الاستفادة من ثروته الطبيعية والبشرية.

نحن نحتفل بوطن قفز عالياً ليصبح دولة من ضمن 20 دولة، لها قوتها وسمعتها وقدرتها لأن تكون في مصاف الدول العالمية يحسب حسابها في أي قرار دولي.

** **

اليوم ونحن نحتفل بالتأسيس، نلحظ تحرك القوى الناعمة في كل المجالات، فخارطة بلادنا مزهرة، ونعيش تنوعاً ثقافياً وفنياً في كل مدننا على امتداد الوطن.

وهذه المناشط أحالت كل مدننا إلى أعراس ثقافية متنوعة.

وبهذه الأفعال تتسع الدائرة للتأكيد أن بلادنا منبع حضاري وثقافي منذ الأزل.

وهذا القول ليس منبعه حالة نشوة آنية، بل له قاعدة ربانية: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} آل عمران.

ومن خلال هذا العمق التاريخي يمكن كتابة أننا موطن فخر عبر العصور، فليرتفع الصوت، ونغني لوطننا بكل طبقاته، مضى زمن طويل ونحن صامتون عن الغناء مجداً، وفخراً، وما نحن عليه يستوجب الغناء بكل المقامات.