كتاب ومقالات

أيام الوطن

حمود أبو طالب

كان هناك يوم واحد، نحتفل به بتحفظ وتوجس. التحفظ لأنهم كانوا يقولون إن أيام الله سواء ولا داعي للترميز، والتوجس لأن صوت الإنكار كان عالياً، والذين يعترضون على الاحتفاء باليوم الوطني كانت لهم سطوة عاتية، يجرفون بها كل من خالفهم، أو حتى لمّح بأن له رأياً آخر. انطلى المكر على كثير من البسطاء المخدوعين بتلك النماذج المتشددة التي تصور لهم أنها تحافظ على نقاء العقيدة، لكن الوقت كشف مشروعهم المناهض للوطن ومعناه والمضاد لأمنه واستقراره، وأصبح اليوم الوطني احتفالية كبرى تعم كل أرجاء الوطن.

وترسيخاً لذكرى تأسيس الدولة السعودية أصبح لنا يوم آخر هو يوم التأسيس الذي تم إقراره للاحتفاء بالعمق التأريخي لها، وأيضاً لإزالة اللبس حول بعض المفاهيم والآراء بخصوص ظروف تأسيسها، وأصبح يوم التأسيس تظاهرة وطنية أخرى يحتفي بها الكبار والصغار بفرح واعتزاز.

ويوم أمس صدر أمر ملكي بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم باسم يوم العلم، باعتباره شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.

وبذلك تعلو قيمة الوطن ورمزيته أكثر وأكثر، وبدلاً من أن يكون له يوم واحد فقط أصبحت له أيام، بل إن أيامه كلها أصبحت شاهداً على رفعته وقوته ومكانته في القلوب.