كتاب ومقالات

النصر وحالة الانتشار

بعد السلام

سلطان الزايدي

يعيش نادي النصر السعودي هذه الأيام حالة انتشار غير مسبوقة لأي نادٍ سعودي؛ والسبب هو وجود الظاهرة «كريستيانو رونالدو» ضمن صفوف الفريق، الذي يقاتل في هذا الموسم للحصول على «دوري روشن السعودي»، وعزز هذا الانتشار حالة التألق الفني التي يعيشها النجم البرتغالي مع الفريق، هذا الانتشار لا يلغي فكرة البحث عن البطولات والإنجازات في نادي النصر، بل يعزز من حظوظهم للفوز بالبطولات، مستفيدين من خبرة اللاعب وقدرته على توظيف إمكاناته لخدمة الفريق، قد تكون ضغوط تحقيق الإنجازات كبيرة، دون النظر لأي ظروف قد تحدث للفريق.

بطبيعة الحال نجوم العالم في كرة القدم قد يعدّون على أصابع اليد الواحدة، وهذه حقيقة، فحين ينجح أي نادٍ في التعاقد مع أحدهم، هذا يعني أن أنظار العالم ستتوجه لهذا الدوري وهذا النادي تحديدًا، ويصبح متابعًا من كل عشاق هذا النجم الأسطوري؛ لذلك مطلوب من النصر كفريق كرة قدم أن يستفيد من هذا الجانب بكل تفاصيله الاستثمارية منها والفنية، ولا يجب أن يتوقف عمل النصراويين عند نقطة التعاقد مع النجم البرتغالي، أو أي نجم آخر في المستقبل، بل إن الفرصة الآن أصبحت مواتية جدًّا لحصد الإنجازات وتحقيق البطولات، وهذا الأمر يحتاج عملًا كبيرًا من إدارة النادي، التي ربما يؤخذ عليها في الفترة الشتوية عدم القدرة على تعزيز بعض الجوانب الفنية في الفريق، على سبيل المثال: لم يكن قرار التعاقد مع حارس أجنبي قرارًا جيدًا يفي باحتياجات الفريق الفنية؛ لأن وجود الحارس السعودي الشاب المتألق «نواف العقيدي» أساسيًّا في الفريق يجعل الفائدة من الحارس الأرجنتيني «أغوستين روسي» ضعيفة جدًّا، ولو كان التعاقد مع لاعب آخر في مركز يحتاجه النصر، ربما تدارك النصر كثرة الغيابات في الجولات السابقة بسبب الإصابات. واليوم الكل يتفق ووفق الإحصائيات أن النصر هو أقل الأندية استفادة من العنصر الأجنبي هذا الموسم، ولا أظن الفريق شارك هذا الموسم بجميع أجانبه في أي جولة سابقة بعكس بقية الأندية.

عمومًا، النجم الظاهرة «كريستيانو رونالدو» - وبعيدًا عن حالة الانتشار التي حدثت للنصر عالميًّا وللدوري السعودي- يقدم حالة شغف نادرة لا توجد عند أي لاعب وصل لهذا العمر وإلى هذه الإنجازات، وهو ما زال يمارس دوره الفني على أكمل وجه، وكأنه لم يفعل شيئًا في مسيرته الرياضية، والمتابع له بعد تسجيله لأي هدف مع النصر وطريقة احتفاله وحبه الشديد لأن يجعل مدرج النصر سعيدًا، يعطي مؤشرًا على نجاح تجربته في قادم الأيام مع النصر، ويرفع من معنويات الجميع، حتى في أسلوب تعامله مع بقية أفراد الفريق يمنح الجميع روح العمل، والتخلص من حالة الكسل التي كنّا نلاحظها تحديدًا على بعض نجوم النصر المحليين قبل التعاقد مع «رونالدو»؛ لذلك فإن المكاسب عظيمة من وجود هذا الظاهرة في ملاعبنا وتحديدًا في النصر، وبكل صدق واقتناع لو استمر النصر يحقق البطولات بشكل مستمر لن يحظى بمتابعة عالمية وانتشار كبير كما يحدث له الآن؛ لذلك النصر يعيش مرحلة مهمة في مسيرته الكروية، وحاليًا لا أحد ينافسه عليها.

دمتم بخير،،،