فرضت المملكة العربية السعودية سيادتها ودستورها وأنظمتها في كل ما يتعلق بتمكين المرأة في هذه البلاد ورسخت حقيقة كفاءتها وقدراتها التي لطالما كانت محل جدل وسجالات واسعة، وأغلقت الأفواه المفتوحة بتواتر اللفظ المكذوب عن كل ما يدعم هذه الأفكار السوداوية، متخذةً بذلك منهجاً قويماً متحضراً في ترسيخ ضرورة وجود المرأة السعودية في المشهد العام والتشارك الوظيفي وصولاً إلى نجاحها في الأمور القيادية. ومن هذا المنطلق جاء الاهتمام الكبير في ملتقى «بيبان 23» بهذا التمكين ووضعها في قائمة الأولوية التي لا تفرق عنها غيرها.

وحين تتردد على أسماعنا مقولة (المرأة نصف المجتمع) فإن ذلك حقيقة تتجلى في ملتقى سخّر كل الإمكانيات لتحقيق ذلك عبر الجلسات المتعددة وورش العمل والمسابقات في ملتقى بيبان الذي يواكب التطلعات عبر تعزيز التواصل بين أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال لحثهم على تبادل الأفكار المبتكرة والخبرات، وتقديم أفضل الحلول لمواجهة التحديات، ولم يأتِ ذلك انصياعاً، بل جاء تحلياً بالفكرة وإيماناً بها، ومعتقداً راسخاً بإمكانات العنصر المبدع والمتجدد في بلادنا وثقة بعطاء وإمكانات المرأة السعودية في شتى المجالات، ثم تطبيقاً على أرض الواقع بالانسجام والتفاعل من غير النظر بجندرية أو عنصرية النوع أو الكم.

يفتح «بيبان 23» أبوابه لجميع رواد ورائدات الأعمال والمستثمرين والمستثمرات، وإطلاق جوائز ومسابقات عدة تعنى بتحفيز المرأة على الابتكار وريادة الأعمال، ويمثل باب الفرص للشركات النسائية من حيث عرض الشركات المملوكة من المرأة منتجاتها وخدماتها في باب الشركات الناشئة وباب السوق؛ بهدف خلق فرص جديدة لهن وفرص للتطور والتعريف بخدماتهن للمستثمرين، ومن أبرز تلك المسابقات: مسابقة كأس العالم لريادة الأعمال التي تضم مساراً كاملاً عن المرأة، إضافة لجوائز أخرى سيتم الإعلان عنها خلال الملتقى ومزامنةً مع اليوم العالمي للمرأة، فيما سيضم الملتقى حضوراً متميزاً وإبرازاً لجهود المرأة في ممارسة الأعمال الريادية، وقيادة ملفات بعض القطاعات التجارية المحورية التي تنعكس على تحقيق الأهداف الاقتصادية، حيث تقام بجلسات الملتقى عدة عناوين عن دور المرأة في سوق العمل وأهم الممكنات التي تمّت عالمياً لتحقيق أعلى النسب في زيادة وتحفيز مشاركة المرأة في عدة مجالات: سواء عاملة، أو قيادية، أو رائدة أعمال، أو مستثمرة؛ لتكون شريكة فاعلة في التنمية ودفع الاقتصاد والإسهام في بناء هذا الوطن العظيم.