كتاب ومقالات

ماذا لو خسر الهلال بسباعية؟

بعد السلام

سلطان الزايدي

في كرة القدم يحدث الفوز، وتحدث الخسارة، وكل النتائج متوقعة داخل المستطيل الأخضر، والخسارة بطبيعة الحال مؤلمة للجمهور وللاعب، ولكل منظومة العمل في الفريق، لكنها واقع، فهناك من يملك القدرة على تقبلها، ويطمح لأن تكون الأخيرة، وهناك من يرفضها، وأعني بالتحديد الأندية الجماهيرية؛ هذه الثقافة التي أصبحنا نفتقدها في بعض المدرجات لم تعد بذات المستوى من الوعي، فالأندية الكبيرة رغم قوتها تخسر، وأحيانًا بنتيجة كبيرة في كل دوريات العالم، ولعل آخرها الخسارة الكبيرة التي تلقاها «مانشستر يونايتد» من «ليفربول» في الدوري الإنجليزي في الجولة السابقة، وهي خسارة كبيرة جدًّا، لا يمكن أن تجد من يتوقعها لفريق كبير وعريق مثل اليونايتد، لكنها حدثت وجلبت معها الكثير من ردة الفعل الغاضبة من جمهور النادي وإعلامه؛ هذه النتيجة قد تحدث في أي مكان، ومن أندية متنافسة، لكنها غير متوقعة، ولن تجد أحدًا يتوقع أن تنتهي مباراة (النصر والهلال) أو (الشباب والنصر) أو (الهلال والاتحاد) بنتيجة كبيرة تتجاوز الأربعة أهداف، لكنها قد تحدث وهذا ما يجعل الأمر صعبًا على جمهور أي فريق؛ لذلك فإن ثقافة الفوز والخسارة في مدرجات الأندية يجب ألا تقتصر على الخسارة بعدد قليل من الأهداف، رغم أن الخسارة واحدة، لكن درجة الغضب متفاوتة، وهذا ما يفرض على كل ناد كبير أن يحسب حسابه جيدًا في كل مباراة، وبالخصوص المباريات الكبيرة أمام المنافسين المباشرين على البطولة، فالهلال خسر مع الفتح بنتيجة منطقية لحدٍّ ما، لكن جمهوره رفض الخسارة، ولم يقبل أي عذر للفريق، رغم أن الفريق راجع للتوّ من مشاركة عالمية مشرفة، ومتأهل لنهائي القارة، وجميعها لم تشفع للفريق أمام جمهوره، فكيف لو أن الهلال قد خسر بنتيجة تاريخية أمام النصر أو الاتحاد، ماذا سيحدث، ومن هم ضحايا هذه الخسارة؟!

وتبقى منافسات كرة القدم صعبة جدًّا على الأندية المنافسة على البطولات، والخسارة مؤلمة جدًّا لهم ولمدرجاتهم مهما حاول الجميع التقليل منها؛ ولذا من المهم أن يدرك لاعب كرة القدم والمنتمي لناد جماهيري أن أي غلطة أو تهاون قد يكلفه الكثير، وقد يفقده التركيز في القادم من المباريات، وجميع هذه التفاصيل قد تكون سببًا في ردة فعل عكسية تحرمه من الاستمرار مع الفريق.

إن منافسات كرة القدم لم تعد سهلة، وليس بمقدور الجميع تحمل كل وسائل الضغط المصاحبة لها، ومن المهم أن تعمل الأجهزة الفنية والإدارية على تجهيز مواهب كرة القدم نفسيًّا، واختبار هذا الأمر جيدًا قبل الزجّ بهم في معترك المنافسات القوية، فالموهبة والمستوى الفني الجيد لا يكفيان لأن يقدم هذا اللاعب نفسه بشكل جيد في الملعب.

ودمتم بخير،،،