بعد مذكرة «الجنائية الدولية».. ما سيناريوهات توقيف بوتين ؟
السبت / 26 / شعبان / 1444 هـ السبت 18 مارس 2023 22:09
«عكاظ» (موسكو، جدة، عواصم) okaz_online@
على رغم إعلان المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية أن مذكرة توقيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست إدانة، وإنما دعوة للمثول والتحقيق فقط، ما يعني أن أمر الاعتقال لن ينفّذ إلا إذا أرادت دولة معنية بالمعاهدة فعلاً تنفيذه، فإن التنديدات الروسية لم تتوقف منذ إصدار مذكرة التوقيف مساء (الجمعة). ورفضت موسكو، على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، مذكرة التوقيف، مؤكدة أن المحكمة لا معنى لها لروسيا باعتبارها ليست عضواً في نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة، مؤكدة أنها لا تتحمل أي التزامات بموجبه. واعتبرت أن «المذكرات المحتملة للاعتقال الصادرة عن محكمة العدل الدولية باطلة من الناحية القانونية بالنسبة لنا».
ومن هنا فإن الرئيس بوتين لا يواجه أي خطر في ما يتعلق بالقبض عليه طالما بقي داخل روسيا، لكن ماذا لو غادر البلاد؟
اللافت أن تحرّكات الرئيس الروسي باتت محدودة بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليه بسبب حرب أوكرانيا، ومن ثم فإنه من المتوقع عدم سفره إلى أية دولة قد تكون لديها الرغبة في تقديمه للمحاكمة.
لكن احتمالات حضور بوتين قمة «البريكس» المقامة في جنوب أفريقيا، خلال أغسطس القادم، تثير المخاوف، خصوصاً أن جنوب أفريقيا عضو في المحكمة الجنائية الدولية، وأحد الموقعين على معاهدة روما، وسيكون عليها التزام قانوني بتنفيذ أوامر التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية، إلا أن سوابق جنوب أفريقيا، التي رفضت عام 2015 تسليم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال زيارته لها، رغم صدور قرار دولي باعتقاله بتهمة «الإبادة الجماعية»، تشير إلى أنها لن تلتزم بقرار المحكمة.
وبررت حينها عدم اعتقال البشير بأنه باطل بموجب قانون معمول به في جنوب أفريقيا يمنح الحصانة من المحاكمة لزعماء الدول، وهو ما يتفق مع القانون الدولي.
يذكر أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا العام الماضي، سافر بوتين إلى 8 دول؛ 7 منها كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق الذي انهار عام 1991، والثامنة كانت إيران.
وزعمت مذكرة التوقيف التي صدرت بحق بوتين ومفوضة حقوق الطفل الروسية ماريا ألكسييفنا لفوفا بيلوفا بأنهما متهمان بالترحيل القسري للأطفال من أوكرانيا إلى روسيا، وهو ما يعد جريمة بموجب معاهدة روما الأساسية التي أنشأت هذه المحكمة.
وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي، رفض منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الإفصاح عما إذا كان الرئيس جو بايدن سيطلب من سلطات إنفاذ القانون اعتقال بوتين إذا جاء إلى الولايات المتحدة، وقال إنه من «غير المرجح» أن يسافر الرئيس الروسي إلى الولايات المتحدة.
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستطلب من دول أخرى ليست من أعضاء المحكمة الدولية توقيف بوتين، قال كيربي إن «الأمر من القرارات السيادية التي يتخذها قادة تلك الدول».
يذكر أن الولايات المتحدة من الدول التي ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.