أخبار

الخلافات تستعر.. «الإخوان» مزيد من التشرذم

بعد تعيين «قيادي قطبي» قائما بأعمال المرشد

صلاح عبدالحق

محمد حفني (القاهرة) okaz_online@

تتجه جماعة «الإخوان» الإرهابية نحو مزيد من التفكك والانهيار، بعد قرار جبهة لندن تعيين القيادي القطبي صلاح عبدالحق (78 عاما) قائما بأعمال مرشد الجماعة، خلفا لإبراهيم منير الذي توفي في نوفمبر الماضي، ما أشعل نار الخلافات مجددا بين جبهتي التنظيم المنقسم، إذ رفضت جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين الاعتراف بانتخاب عبد الحق قائما بعمل المرشد.

وبات التنظيم الإرهابي منقسما إلى ثلاث جبهات تتصارع على المال والسلطة ومقاليد السيطرة على الجماعة وهي: جبهة إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق محمود حسين، جبهة لندن ويرأسها عبد الحق، وجبهة المكتب العام أو ما يسمى «تيار التغيير».

وتنذر تلك الخلافات بالمزيد من التشرذم والانقسامات بين الجبهات المتصارعة في المستقبل القريب، وبدأ الانشقاق فعلياً داخل الجماعة في ديسمبر عام 2021، مع إعلان جبهة إسطنبول تكليف قائم بمهمات المرشد العام للجماعة وعزل إبراهيم منير زعيم جبهة لندن، وفصله نهائياً وأعضاء جبهته، وهو ما ردت عليه جبهة لندن بتشكيل مجلس شورى جديد للجماعة، وتصعيد عدد من الشخصيات ليكونوا أعضاء بمجلس الشورى.

مختصون في شؤون الحركات الإرهابية اعتبروا أن تعيين عبدالحق مجرد واجهة يتخفى وراءها تنظيم دموي قاتل، ولفتوا إلى أن القائم بأعمال المرشد ليس له مكانة داخل التنظيم، وجاء من الصفوف الخلفية، وسط مخاوف من شباب التنظيم بتقويض دورهم، في ظل تحولات إقليمية ودولية، خصوصا أن تلك الفئة كانت ترغب بالدفع بتعيين حلمي الجزار القائم بأعمال المرشد، وتوقع المختصون مزيدا من الانقسام داخل جبهة لندن، وظهور جبهة إخوانية رابعة.

وحول ما حدث داخل تنظيم الإخوان خلال الساعات الماضية، قال القيادي الإخواني السابق والمتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية الدكتور إسلام الكتاتني: «إن جبهة إسطنبول ليست الوحيدة المعترضة على تعيين عبدالحق بل إن عددا كبيرا من جبهة لندن رفض الأمر، وحاولوا بشكل كبير أثناء المجموعة عن هذا القرار خلال الفترة الماضية». ولفت إلى أن البعض يراه مجرد «ديكور» فقط، وأسباب الرفض لها دلالات عدة من بينها أنه ليس عضواً بمكتب الإرشاد، وليس له موقع تنظيمي أو سياسي أو إداري ملحوظ، كونه خارج البلاد منذ سنوات ويفتقد للتوافق العام، وغير ملم بالأمور التنظيمية، وشخصية غير معروفة، وكان يعمل بـ «قسم الدعوة» فقط، كما أنه مسن، فضلا عن افتقاده للعلاقات التنظيمية والقدرة على التواصل مع قواعد التنظيم، كل ذلك جعله محل خلاف شديد.

وأوضح الكتاتني لـ«عكاظ» أن كل تلك الدلالات أوجدت حالة من الغليان داخل التنظيم، وهو ما يشير إلى المزيد من الخلافات والانقسامات في صفوف الجماعة، لافتا إلى أنه بجانب الجبهات الثلاث المتصارعة، ربما تظهر جبهة رابعة خلال الأيام القادمة، مشدداً على أن الكثير من أعضاء جبهة لندن ترى أن تعيين «عبد الحق» جرى دون اتفاق وبعيداً عن رغبة مجموعات فاعلة داخل الجبهة.

أزمة قيادة داخل الجماعة

من جهته، يرى القيادي الإخواني السابق والباحث في الجماعات الإسلامية الدكتور سامح عيد أن التأخير في اختيار القائم بأعمال المرشد من قبل «جبهة لندن» الذي استمر ما يقرب من 5 شهور بعد وفاة إبراهيم منير في نوفمبر الماضي، يؤكد وجود أزمة داخل الجماعة، حتى في حالة طرح أي اسم من الأسماء.

واعتبر أن اختيار عبدالحق يدل على تأخر القرارات على عكس ما كان يحدث خلال السنوات الماضية، متوقعاً أن تشهد الفترة القادمة المزيد من الانقسامات والخلافات والاتهامات المتبادلة بين جبهتي لندن وإسطنبول التي ظهرت بالفعل خلال الساعات الماضية، وهو ما يعني حدوث انقسام أكبر داخل الجماعة، إضافة إلى أن التقارب بين مصر وتركيا سوف يهدد جبهة إسطنبول بشكل كبير، كما أن جبهة منير معرضة للتفكك والانقسام بشكل أكبر.

وأضاف عيد لـ«عكاظ» أنه بتعيين «عبد الحق»، أصبح التنظيم له قائمان بأعمال المرشد، واحد في لندن والثاني في إسطنبول، ولكل منهما متحدث إعلامي ومجلس شورى، علاوة على بروز جبهة ثالثة «تيار التغيير» في تركيا، وهو ما سوف يعمق الخلافات ويقود الجماعة نحو مزيد من التشرذم.