أخبار

«بدائل السكّر»...في عين العاصفة !

دراسة تحذر من مخاطرها على القلب.. ونصائح بـ «الاعتدال» في تناولها

عبوات مختلفة المقادير من دواء أوزيمبك. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@

أثارت دراسة أجراها الباحثون في مستشفى كليفلاند كلينيك، ونشرتها مجلة «نايتشر ميديسين»، مخاوف من استخدام بدائل السكر، أي المُحَلِّيات الاصطناعية، التي يتعاطاها ملايين الأشخاص حول العالم، تفادياً لتناول السكر. وحضّ بعض الأطباء مرضاهم على خفض تعاطي بدائل السكر، مع تزايد التساؤلات في شأن تأثيراتها المحتملة على الصحة. وقال باحثو كليفلاند كلينيك إنهم توصلوا الى أن بديل السكر الشائع في الاستخدام ايريثريتول، الذي لا توجد فيه أية سعرة حرارية، له صلة بتزايد مخاطر النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والوفاة خلال ثلاث سنوات. ويستخدم الاريثريتول، وهو كحول سكرية ينتجها الجسم بشكل طبيعي، بديلاً من السكر في المنتجات المنخفضة السعرات الحرارية والمنخفضة الكربوهيدرات؛ وغالباً في المنتجات التي يكتب عليها أنها «ملائمة لحمية الكيتو»، مثل الآيسكريم، والمخبوزات. وغالباً يتم خلط الاريثريتول بالمُحَلّيات الأخرى. ومع تنامي شعبية حميات «الكيتو»، اتجه كثيرون الى تناول الأغذية المحلاة بغير السكر. لكن الباحثين يحذرون الآن من أن بدائل السكر قد تشكّل مخاطر صحية. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن عميد كلية فريدمان للتغذية والطب بجامعة تافتس الأمريكية البروفسور داريوش مظفريان قوله: «لا يسعنا أن نقول بشكل مطلق إن المحلّيات مأمونة. أعتقد أنها بحق مثيرة للقلق». وكان باحثون قد أشاروا سابقاً الى أن بعض بدائل السكر المحددة، مثل السكرالوز والسَكَرين، قد تزيد مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وتظهر معظم الدراسات، بما فيها هذه الأخيرة المتعلقة بالاريثريتول، صلةً بين بدائل السكر والمخاطر الصحية، لكنها لم تثبت أن المُحلّيات الاصطناعية يمكن أن تحدث مشكلات صحية. بيد أن ثمة أطباء يتمسكون بأنه باتت هناك أدلة كافية تحض الناس على خفض الكميات التي يتناولونها من المحليات الاصطناعية. وأكدوا أنهم ليس بمستطاعهم الزعم بأن السكر الطبيعي بديل جيد، بحكم صلته المعروفة بأمراض السكري، والبدانة، ومخاطر الإصابة بأمراض القلب. وينصحون بدلاً من ذلك بأن يعمد الإنسان الى ترشيد تناوله لكليهما، السكر العادي والسكر الاصطناعي. وأوضحت مجلة «نايتشر ميديسين» أن دراسة باحثي مستشفى كليفلاند كلينيك جاءت ثمرة لدراسة استغرقت عقداً من الزمان. وقال مشرف البحث رئيس قسم أمراض وعلوم القلب والأوعية الدموية والدورة الدموية بمستشفى كليفلاند كينيك ستانيل هازن إن الباحثين بدأوا دراستهم بالبحث عن مركّبات في الدم يمكن أن تتنبأ بحدوث مرض القلب والسكتات الدماغية. وبعد قيامهم بفحص دماء أكثر من ألف شخص، اتضح لهم أن المادة الكيماوية الأكثر قدرة على التنبؤ بالمخاطر الصحية هي الاريثريتول. وأوضح هازن أن العينات تم جمعها خلال الفترة 2044-2011، أي قبل أن يصبح الاريثريتول مادة مضافة شائعة في صناعة الأغذية. ويعتقد الباحثون أن الاريثريتول الذي تمكنوا من قياس وجوده أنتجه الجسم بشكل طبيعي. وبعد ذلك قام الباحثون بفحص دماء أكثر من ألفي شخص في الولايات المتحدة، وأكثر من 800 شخص في أوروبا؛ راوحت أعمارهم بين 60 و70 سنة، إما كانوا يعانون من مرض القلب، أو كانوا يواجهون مخاطره نتيجة حالات صحية، كارتفاع ضغط الدم، أو السكري. وقال إن أكبر مشكلة تعاب على البحث أن معظم المشاركين فيه من المتطوعين هم أشخاص كانوا يواجهون أصلاً مخاطر الإصابة بمرض القلب، لكن بينهم نحو 4 آلاف شخص لم يكونوا من تلك الفئة. وأضاف الدكتور هازن -بحسب «وول ستريت جورنال»- أنه في كل مجموعة متطوعين تم فحصهم، كان الذين يعانون من وجود معدلات مرتفعة من مادة الاريثريتول أكثر احتمالاً للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو الوفاة في غضون ثلاث سنوات. كما أجرى الباحثون تجارب على حيوانات مخبرية توصلوا من خلالها الى أن الاريثريتول أدى الى مزيد من مخاطر الإصابة بالتجلط لدى الفئران، وفي عينات من الدم. وقال هازن إنه ينصح مرضاه بضرورة قراءة النشرات الملصقة على المواد الغذائية قبل الإقدام على شرائها، على رغم أنه لاحظ أن كثيراً من المنتجات الغذائية تغفل ذِكر الاريثريتول، ولا تعتبره أحد المقومات التي تتكون منها المادة الغذائية. وأضاف أن المنتجات التي يكتب عليها أنها تتضمن «سكراً كحولياً»، أو «مُحلّيات طبيعية» قد تنطوي على وجود الاريثريتول. وقال إنه يوصي بتفادي المشروبات المحلاة ببدائل للسكر. وزاد: استخدموا الفواكه والعسل بشكل معتدل، أو كمية ضئيلة من السكر العادي إذا أردت تحلية شيء تريد أن تتناوله. ومن جانبه؛ أكد مجلس التحكم في السعرات الحرارية -وهي جماعة تمثل صناعة الأطعمة والمشروبات المنخفضة السعرات الحرارية- في رسالة الى «وول ستريت جورنال»، أن أبحاثاً استغرقت سنوات تؤكد مأمونية الاريثريتول. ورأى المجلس أن الخلاصات التي توصلت إليها الدراسة التي ركّزت على أشخاص يعانون أصلاً من أمراض في القلب والشرايين ينبغي ألا يتم تعميمها على بقية السكان. وذكرت أستاذة علم النفس بجامعة يال الأمريكية مديرة مركز أبحاث النظام الغذائي الجديد الدكتورة دانا سمول، أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تعتمد في تأكيدها مأمونية المُحلّيات الاصطناعية على تناول كميات ضئيلة من تلك البدائل. ويقول الأطباء إن عدداً كبيراً من المحليات الاصطناعية تستخدم بكميات ضئيلة جداً في الأغذية والمشروبات، لأنها أكثر حلاوة من السكر الطبيعي. غير أنه بما أن الاريثريتول أقل حلاوة من بقية البدائل، فهو لذلك يستخدم بكميات أكبر في المنتجات الغذائية. ويؤكد العلماء أن حجم كمية الاريثريتول التي يستهلكها الأفراد بشكل يومي أكبر كثيراً من بقية المحليات الاصطناعية. وكانت دراسات سابقة، نشرتها مجلة «سل» في 2022، حذرت من أن المُحلِّيين الاصطناعيين سكرالوز وسَكَرين لهما صلة بارتفاع مستوى السكر في الدم، وهو أحد العوامل التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بالنوع الثاني من السكري.

• أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (الجمعة) أنها اقترحت قاعدة للسماح باستخدام بدائل الملح في الأطعمة التي يتم تناولها يومياً، بما فيها الأجبان، والبازلاء المجمدة، والتونا المعلبة، في مسعى لخفض استهلاك الأمريكيين للملح. وكانت الهيئة طلبت من شركات الأغذية وسلاسل المطاعم في 2021 أن تقوم بخفض الملح في منتجاتها بنسبة لا تقل عن 12%. وأوضحت الهيئة أن الدراسات أكدت صلة الإفراط في تناول الملح بارتفاع ضغط الدم، وهو أحد الأسباب الرئيسية وراء النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

• حذرت وكالة الأمن الصحي البريطانية المستهلكين من مغبة تناول جبن «بارونيت»، بعد إصابة عدد ممن تناولوه بالتسمم بالليستريا، ما أدى الى وفاة أحدهم. وتم سحب هذا الجبن من الأرفف بعدما ثبت تلوثه بتلك البكتيريا. وذكرت الوكالة أنها رصدت ثلاث إصابات بالليستريا، توفي أحد ضحاياها. وذكرت الوكالة أن التحقيقات بهذا الشأن لا تزال مستمرة.

• أشارت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول الى أن البيت الأبيض يزمع أن يعلن في مايو القادم تسريح فريق مكافحة وباء كوفيد-19. وأضافت أنه يتوقع أن يغادر منسق الفريق الدكتور أشيش جها البيت الأبيض فور إعلان القرار. وتتمسك الإدارة الأمريكية بأن وباء كوفيد-19 لم ينته بعد، لكنه لم يعد يتسبب في الإخلال بأوجه الحياة المختلفة، وأن الإدارة ستظل تواصل جهودها لمكافحة كوفيد-19.

• قرر صغار الأطباء في بريطانيا الإضراب عن العمل لمدة أربعة أيام خلال أبريل القادم، للضغط على حكومة حزب المحافظين لزيادة أجورهم. وقال اتحاد أطباء بريطانيا إن الإضراب سيتم في 11 و15 أبريل. واتهمت وزير الصحة البريطاني ستيف باركلاي بالصدود عن تقديم أي عرض ملائم لحل المشكلة. كما اتهمت الحكومة بوضع شروط مسبقة لا يمكن قبولها لبدء محادثات معها بهذا الشأن. وقال مسؤولو الخدمة الصحية الوطنية إنهم قلقون من التأثيرات المغايرة للإضراب على المرضى، خصوصاً أنه سيبدأ بعد عطلة مصرفية تستغرق 4 أيام في أبريل.

• رفضت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، الأربعاء الماضي، الموافقة على علاج للبالغين المصابين بالشلل الرعاش (باركنسون)، مطالبة شركة أبفي، التي ابتكرته، بمزيد من البيانات عن الجهاز الذي يقوم بتوصيل هذا العلاج للجسم. ويتم حقن الدواء المسمى ABBV-951 تحت الجلد من خلال مضخة صغيرة. وأسست الشركة طلبها لفسح علاجها الجديد بناء على بيانات أكدت أنه زاد بنسبة كبيرة طول الفترة التي لا يشعر فيها المريض بنوبات الارتعاش، مقارنة بالدواء الذي يتم تناوله بالفم. وقالت الشركة إن الهيئة لم تطلب منها مزيداً من البيانات المتعلقة بالفعالية والمأمونية. وذكرت أنها تنوي إعادة التقدم بطلبها الى الهيئة في أقرب فرصة ممكنة.

«عكاظ» تتابع جديد الأدوية والتطورات الصحية

دواء السمنة يضاعف قيمة نوفو نورديسك

أدى تزايد الإقبال على عقار «ويغوفي»، الذي ابتكرته شركة نوفو نورديسك الدوائية الدنماركية لتخسيس الوزن، خصوصاً بعدما انبهر بنتائجه نجوم هوليوود وأقطاب وادي السيليكون، الى تضاعف قيمة الشركة الدنماركية، حتى غدت أكبر قيمة من شركة نستله. وكان عقار «ويغوفي» ظهر على أرفف الصيدليات الأمريكية في يونيو 2021، بعدما وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء، جنباً الى جنب عقار «أوزيمبك»، وهو دواء للسكري يستخدم أيضاً باعتباره كابحاً للشهية. وارتفعت قيمة شركة نوفو نورديسك الى 336 مليار دولار، لتصبح الشركة الثانية الأعلى قيمة في أوروبا. وأطاحت بشركة نستله السويسرية التي يزيد عمرها على 160 سنة، لتتدنى الى المرتبة الثالثة. لكن الشركة الدنماركية لا تزال قيمتها أقل من 440 مليار دولار، وهي قيمة الشركة الأولى في أوروبا من حيث القيمة السوقية، وهي شركة ال في ام اتش مويت هينيسي لوي فيتون. بيد أن نوفو نورديسك قفزت للمرتبة الثانية من السابعة خلال سنتين فحسب. وارتفع سعر سهمها الخميس إلى 150 دولاراً. ويرى المحللون أن هذين العقارين سيقومان بالدور الأكبر في مكافحة البدانة في أرجاء العالم. ويعتقدون أنهما سيحققان مداخيل للشركة الدنماركية قد تصل الى 30 مليار دولار بحلول سنة 2030. ووصل بعضهم بالرقم الى 50 ملياراً. وقال باحثون إن دواء «أوزيمبك» يساعد البدناء على فقدان ما يراوح بين 3.6 و6.3 كيلوغرام من أوزانهم. وأثبت دواء «ويغوفي» أنه قادر على تخسيس وزن متعاطيه بنسبة تصل الى 15%. ويعتمد العقاران على مادة كابحة للشهية تعرف بـ GLP-1.