مجاهد عبدالمتعالي: التاريخُ ليس بريئاً
الثلاثاء / 06 / رمضان / 1444 هـ الثلاثاء 28 مارس 2023 03:32
عرض: علي الرباعي Al_ARobai@
يؤكد الباحث المتخصص في الفكر الإسلامي مجاهد عبدالمتعالي، أن إشكالية التاريخ تكمن في أن «علم التاريخ» هو الوسيلة الوحيدة التي تتيح لنا قراءة الماضي، الذي شكّلنا وعياً وذائقة دون أن ندري، كونه فرض نفسه على آبائنا، وهكذا دواليك مع آباء آبائنا وأسلافنا، ثم فرض نفسه علينا.
ويطرح عبدالمتعالي سؤالاً: ما التاريخ؟ إن كان هو «الجغرافيا البشرية عبر الزمان»، فلماذا لا نثق بعلم الاجتماع الحديث، أكثر من ثقتنا بعلم التاريخ في شكله الكلاسيكي، فملاحظات ابن خلدون في مقدمته أثمن بكثير من تاريخه، الذي انداح فيه راوي أخبار كلاسيكياً، فكأنما علم الاجتماع هو إفراز ديالكتيكي لجدلية العقل التاريخي مع الزمن، فيتولد منها «المجتمع بدل الناس»، فمن خلال هذا العقل في أولى خطواته باتجاه «علم الاجتماع» بدأ سؤال «الحضارة/العمران/المدينة»، وهذا تحول له أثره العميق جداً بين من يطرح على نفسه «سؤال السياسة» وفي عقله «إدارة المدينة»، مع ما في المدينة من تجارة واختلاف صنائع وطبائع، ومن يطرح على نفسه «سؤال السياسة» وفي عقله ثنائية البادية في «الراعي والرعية».
ويوضح عبدالمتعالي، أنه بتعدد القراءات التاريخية تكتشف أن قراءة الماضي تحولت إلى قراءات، تنتج سرديات تاريخية متنوعة ليست مشغولة بالحقيقة التاريخية، قدر انشغالها بإثبات أن «الحقيقة نسبية»، وبما أنها نسبية فإن سردية التاريخ بالنسبة لرجل الدين الصوفي مثلاً، ستختلف عن سردية التاريخ.
ويرى صاحب «حجامة العقل»، أن نسبية الحقيقة التاريخية لا تعني عند البعض سوى صناعة سرديات حسب الطلب، وهذه الصناعة تحتاج إلى عُمَّال إنتاج وكفاءة اليد العاملة في الإنتاج التاريخي غير مهمة، بقدر أهمية إغراق السوق التاريخية بالمنتج، فلا يجد المستهلك سوى تنويعات كثيرة بأسماء مؤلفين كثر، لكنها في مجموعها لا تخرج عن نطاق «سردية قررها المصنع»، التي يشير لها البعض بعبارة مكرورة: «التاريخ يكتبه المنتصر»، ويصل أحياناً إلى فرضه ورسم حدوده، متناسين أن تاريخ «اكتشاف الكهرباء» على البشرية أهم من تاريخ نابليون، وأن ولادة الطاحونة، وموت الرحى كان بالنسبة لكارل ماركس، مؤشر «ثورة عالمية» وميلاد رأسمالية، ولهذا فإن علم التاريخ الحديث اهتم بروايات المهزومين، كما اهتم بروايات المنتصرين، ليجد أن الحقيقة التاريخية لا يمكن القفز عليها، عند كل الأطراف.
ولفت عبدالمتعالي إلى تداخل علم التاريخ مع علم الاجتماع، مشيراً إلى أن الجهل بتداخل العلوم في هذا الزمن يعتبر نوعاً من الأمية، مبدياً تحفظه على كتب «التفاخر العربي» التي يسميها البعض تاريخاً، فالتاريخ الحديث أصبح «تاريخ الإنسان»، ولهذا كان كتاب «العاقل» تاريخاً مختصراً للنوع البشري «ليوفال نوح»، من أهم الكتب التي تورث الحكمة والتواضع والحس الإنساني لمن يستطيعها، فمهمة القراءة في التاريخ «أن تعطينا طريقة جديدة لإدراك العالم من حولنا».
ويطرح عبدالمتعالي سؤالاً: ما التاريخ؟ إن كان هو «الجغرافيا البشرية عبر الزمان»، فلماذا لا نثق بعلم الاجتماع الحديث، أكثر من ثقتنا بعلم التاريخ في شكله الكلاسيكي، فملاحظات ابن خلدون في مقدمته أثمن بكثير من تاريخه، الذي انداح فيه راوي أخبار كلاسيكياً، فكأنما علم الاجتماع هو إفراز ديالكتيكي لجدلية العقل التاريخي مع الزمن، فيتولد منها «المجتمع بدل الناس»، فمن خلال هذا العقل في أولى خطواته باتجاه «علم الاجتماع» بدأ سؤال «الحضارة/العمران/المدينة»، وهذا تحول له أثره العميق جداً بين من يطرح على نفسه «سؤال السياسة» وفي عقله «إدارة المدينة»، مع ما في المدينة من تجارة واختلاف صنائع وطبائع، ومن يطرح على نفسه «سؤال السياسة» وفي عقله ثنائية البادية في «الراعي والرعية».
ويوضح عبدالمتعالي، أنه بتعدد القراءات التاريخية تكتشف أن قراءة الماضي تحولت إلى قراءات، تنتج سرديات تاريخية متنوعة ليست مشغولة بالحقيقة التاريخية، قدر انشغالها بإثبات أن «الحقيقة نسبية»، وبما أنها نسبية فإن سردية التاريخ بالنسبة لرجل الدين الصوفي مثلاً، ستختلف عن سردية التاريخ.
ويرى صاحب «حجامة العقل»، أن نسبية الحقيقة التاريخية لا تعني عند البعض سوى صناعة سرديات حسب الطلب، وهذه الصناعة تحتاج إلى عُمَّال إنتاج وكفاءة اليد العاملة في الإنتاج التاريخي غير مهمة، بقدر أهمية إغراق السوق التاريخية بالمنتج، فلا يجد المستهلك سوى تنويعات كثيرة بأسماء مؤلفين كثر، لكنها في مجموعها لا تخرج عن نطاق «سردية قررها المصنع»، التي يشير لها البعض بعبارة مكرورة: «التاريخ يكتبه المنتصر»، ويصل أحياناً إلى فرضه ورسم حدوده، متناسين أن تاريخ «اكتشاف الكهرباء» على البشرية أهم من تاريخ نابليون، وأن ولادة الطاحونة، وموت الرحى كان بالنسبة لكارل ماركس، مؤشر «ثورة عالمية» وميلاد رأسمالية، ولهذا فإن علم التاريخ الحديث اهتم بروايات المهزومين، كما اهتم بروايات المنتصرين، ليجد أن الحقيقة التاريخية لا يمكن القفز عليها، عند كل الأطراف.
ولفت عبدالمتعالي إلى تداخل علم التاريخ مع علم الاجتماع، مشيراً إلى أن الجهل بتداخل العلوم في هذا الزمن يعتبر نوعاً من الأمية، مبدياً تحفظه على كتب «التفاخر العربي» التي يسميها البعض تاريخاً، فالتاريخ الحديث أصبح «تاريخ الإنسان»، ولهذا كان كتاب «العاقل» تاريخاً مختصراً للنوع البشري «ليوفال نوح»، من أهم الكتب التي تورث الحكمة والتواضع والحس الإنساني لمن يستطيعها، فمهمة القراءة في التاريخ «أن تعطينا طريقة جديدة لإدراك العالم من حولنا».