ندى ناجي: المراجعات تحتاج إلى فهمٍ جديدٍ للآيات
الثلاثاء / 06 / رمضان / 1444 هـ الثلاثاء 28 مارس 2023 23:20
عرض: علي الرباعي Al_ARobai@
حررت الباحثة المغربية ندى ناجي عوامل التطرف الديني لدى المنتسبين للحركات الإسلامية المتطرفة أو المتأثرين بفكرها، من خلال تحليل الظاهرة، واستعراض الاستشهادات التي يرتكز عليها المتطرفون، وعبر تحليل المعطيات التي توصلت إليها، من خلال أبحاث ميدانية وحوارات أجرتها مع اختصاصيين نفسيين واجتماعيين، ولقاءات بمتطرفين سابقين قاموا بمراجعات فكرية.
وأوضحت، أن من خصائص التطرف لدى الإسلام الحركي خلطه بين الديني والسياسي والاجتماعي، كونه يتدخل في الحريات الفردية، كما يتدخل في سياسات الدولة وعلاقاتها الاقتصادية، بل وفي نظام البنوك نفسه، ويدعم كل فكرة أو طرح بآيات قرآنية وبأحاديث نبوية، ما يُضفي على الممارسات صبغة وصيغة شرعية دينية تبرر التجاوزات والجرائم، ما يصور الدين الإسلامي، عند البعض، بصورة دين دموي يقتات على الذبح والقتل والسبي.
وترى ناجي، أن الاجتهادات التجديدية والمراجعات - وإن كان هدفها إنسانياً طامحاً لتجديد الخطاب الديني، وإلى تنقيح التراث الإسلامي، من التفاسير التي تمس بصورة الإسلام والمسلمين من جهة، وبأمن المواطنين داخل الدول الإسلامية وخارجها من جهة أخرى - إلا أنها تظل غير كافية، إذ نجد بعضها لا يتناسب مع سياق الآيات، والبعض الآخر يسقط في محاولة التبرير على حساب المعطيات التاريخية.
وتذهب إلى أن النص القرآني عامر بآيات تحث على القتال والقتل، معززة بشواهد من تاريخ المعارك التي خاضها الرسول وصحابته، موضحةً أن التعامل مع الآيات بالتأويلات ربما يخرج بها عن حدودها اللغوية، مبنى ومعنى، مثل ما يكون التعاطي معها قاصراً، إن نحن جردناها عن حيثيات واقعها المكاني والزماني.
واقترحت منهجية جديدة في التعامل مع النصوص الدينية بتقديم تفاسير معاصرة، تقوم أساساً على ملاحظة تنوع الآيات واختلافها، من منظور وظيفتها والمراد بها. فالله تعالى لم ينزل آياته عبثاً، بل أنزلها لأسباب معينة، تختلف الغاية منها حسب السياق وطبيعة الخطاب الديني، وحسب دورها الاجتماعي والعقدي.
وتؤكد ناجي، أن القرآن شامل من حيث تطرقه لكافة جوانب حياة الإنسان المسلم، ومن حيث تأطيره لها، وهو صالح لكل زمان ومكان، من حيث أهمية ما أتى به للمسلم في كل العصور وحيثما كان، إلا أن التطبيق يحتاج إلى إدراك الغايات، فليس كل القرآن نواهيَ وأوامر، بل فيه من المعاني والمقاصد ما هو أعمق من ذلك.
وتطلّعت إلى التعامل مع الآيات بحسب سياقاتها، فمنها الموجب للعمل، وهي آيات الفرائض وأمور العقيدة والعبادات، وآيات تقتضي التسليم والتصديق، وهي تتحدث عن الحياة الأخرى وما يجري فيها، وآيات تنصب على حالات معينة، في ظروف وشروط خاصة، تستدعي - بحكم تغير الظروف وتبدلِ الشروط - إعادة قراءتها، في ضوء مستجدات واقع الإنسان المسلم، قراءةً تمكنه من مواكبة عصره والانخراط فيه ثقافياً وعلمياً محلياً ودولياً دون عوائق، وبعيداً عن إحالة الحاضر على الماضي.
وباركت جهود معظم المجددين في الخطاب الديني، بدعوتهم لضرورة مراجعة التراث الإسلامي بما هو تراث، وتفادي الغلو في الدين، ووجوب تجنب أي تفسير بعيد عن السياق الأخلاقي الذي يهدف إلى الارتقاء بالبشرية وبالقيم الإنسانية، وتعزيز التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات والأمم، والأفراد، إلا أنها تؤكد الاعتراف بالحقائق التاريخية التي عرفها المسلمون خلال وبعد فترة نبي الإسلام، وإرجاعها إلى سياقها التاريخي وظروف الحياة القبلية التي كان يعيشها المسلمون آنذاك.
وتطلّعت لقراءة تتناغم مع عصر الدولة والمؤسسات والعلاقات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، للتصالح مع المتغيرات، وقراءة الدين على النحو الذي يكون فيه قابلاً لاستيعاب مبدأ التطور والتجاوب مع الحاضر واستشراف المستقبل. وهذا هو مصداق القول: «إن القرآن صالح لكل زمان ومكان»، إذ الصلاحية تعني التوافق مع مختلف العصور والمجتمعات، وتتنافى مع تشبث المسلم بوقائع القرون الهجرية الأولى والتمسك بالإحالة عليها.
وأوضحت، أن من خصائص التطرف لدى الإسلام الحركي خلطه بين الديني والسياسي والاجتماعي، كونه يتدخل في الحريات الفردية، كما يتدخل في سياسات الدولة وعلاقاتها الاقتصادية، بل وفي نظام البنوك نفسه، ويدعم كل فكرة أو طرح بآيات قرآنية وبأحاديث نبوية، ما يُضفي على الممارسات صبغة وصيغة شرعية دينية تبرر التجاوزات والجرائم، ما يصور الدين الإسلامي، عند البعض، بصورة دين دموي يقتات على الذبح والقتل والسبي.
وترى ناجي، أن الاجتهادات التجديدية والمراجعات - وإن كان هدفها إنسانياً طامحاً لتجديد الخطاب الديني، وإلى تنقيح التراث الإسلامي، من التفاسير التي تمس بصورة الإسلام والمسلمين من جهة، وبأمن المواطنين داخل الدول الإسلامية وخارجها من جهة أخرى - إلا أنها تظل غير كافية، إذ نجد بعضها لا يتناسب مع سياق الآيات، والبعض الآخر يسقط في محاولة التبرير على حساب المعطيات التاريخية.
وتذهب إلى أن النص القرآني عامر بآيات تحث على القتال والقتل، معززة بشواهد من تاريخ المعارك التي خاضها الرسول وصحابته، موضحةً أن التعامل مع الآيات بالتأويلات ربما يخرج بها عن حدودها اللغوية، مبنى ومعنى، مثل ما يكون التعاطي معها قاصراً، إن نحن جردناها عن حيثيات واقعها المكاني والزماني.
واقترحت منهجية جديدة في التعامل مع النصوص الدينية بتقديم تفاسير معاصرة، تقوم أساساً على ملاحظة تنوع الآيات واختلافها، من منظور وظيفتها والمراد بها. فالله تعالى لم ينزل آياته عبثاً، بل أنزلها لأسباب معينة، تختلف الغاية منها حسب السياق وطبيعة الخطاب الديني، وحسب دورها الاجتماعي والعقدي.
وتؤكد ناجي، أن القرآن شامل من حيث تطرقه لكافة جوانب حياة الإنسان المسلم، ومن حيث تأطيره لها، وهو صالح لكل زمان ومكان، من حيث أهمية ما أتى به للمسلم في كل العصور وحيثما كان، إلا أن التطبيق يحتاج إلى إدراك الغايات، فليس كل القرآن نواهيَ وأوامر، بل فيه من المعاني والمقاصد ما هو أعمق من ذلك.
وتطلّعت إلى التعامل مع الآيات بحسب سياقاتها، فمنها الموجب للعمل، وهي آيات الفرائض وأمور العقيدة والعبادات، وآيات تقتضي التسليم والتصديق، وهي تتحدث عن الحياة الأخرى وما يجري فيها، وآيات تنصب على حالات معينة، في ظروف وشروط خاصة، تستدعي - بحكم تغير الظروف وتبدلِ الشروط - إعادة قراءتها، في ضوء مستجدات واقع الإنسان المسلم، قراءةً تمكنه من مواكبة عصره والانخراط فيه ثقافياً وعلمياً محلياً ودولياً دون عوائق، وبعيداً عن إحالة الحاضر على الماضي.
وباركت جهود معظم المجددين في الخطاب الديني، بدعوتهم لضرورة مراجعة التراث الإسلامي بما هو تراث، وتفادي الغلو في الدين، ووجوب تجنب أي تفسير بعيد عن السياق الأخلاقي الذي يهدف إلى الارتقاء بالبشرية وبالقيم الإنسانية، وتعزيز التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات والأمم، والأفراد، إلا أنها تؤكد الاعتراف بالحقائق التاريخية التي عرفها المسلمون خلال وبعد فترة نبي الإسلام، وإرجاعها إلى سياقها التاريخي وظروف الحياة القبلية التي كان يعيشها المسلمون آنذاك.
وتطلّعت لقراءة تتناغم مع عصر الدولة والمؤسسات والعلاقات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، للتصالح مع المتغيرات، وقراءة الدين على النحو الذي يكون فيه قابلاً لاستيعاب مبدأ التطور والتجاوب مع الحاضر واستشراف المستقبل. وهذا هو مصداق القول: «إن القرآن صالح لكل زمان ومكان»، إذ الصلاحية تعني التوافق مع مختلف العصور والمجتمعات، وتتنافى مع تشبث المسلم بوقائع القرون الهجرية الأولى والتمسك بالإحالة عليها.