لماذا هذا الجنوح عن المصالحة العربية ؟
الأربعاء / 07 / رمضان / 1444 هـ الأربعاء 29 مارس 2023 00:29
رامي الخليفة العلي
في بداية تسعينيات القرن الماضي قام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بغزو دولة الكويت بما اعتبر أكبر خرق للأمن القومي العربي وبما مثّل ضرباً للعلاقات العربية - العربية في لحظة مأساوية وشديدة القتامة في التاريخ العربي الحديث، وقد كان موقف المملكة العربية السعودية واضحاً وصريحاً بضرورة الانسحاب العراقي من الكويت، ولكن القيادة العراقية آنذاك تعنتت في مواقفها وأصرت على الخطأ، هذا الخطأ جعل صدام في مواجهة مع مختلف دول العالم، فحدثت حرب تحرير الكويت وكل ما ترتب على ذلك من حصار للعراق. بقيت العلاقات الأمريكية - العراقية تنوس بين عقوبات وضربات جوية هنا وهناك كان أبرزها عملية ثعلب الصحراء. وبالرغم من الجراح الغائرة تعالت المملكة العربية السعودية عن الماضي وآلامه وعمد المغفور له الملك عبد الله إلى مصافحة نائب الرئيس العراقي عزت إبراهيم الدوري في العام ٢٠٠٢ في قمة بيروت وكان آنذاك ولياً للعهد، وبذلك رفعت المملكة أي غطاء سياسي عربي عن الغزو الأمريكي المزمع والذي كان قد تقرر بالفعل من قبل إدارة جورج بوش الابن.
هناك الكثير من التفاصيل التي يمكن سوقها في هذا الإطار نتركها للباحثين والمؤرخين، ولكن المؤكد أن المملكة عارضت هذه الحرب لذلك كانت غرفة العمليات في بلد آخر. مناسبة هذا الكلام هو الذكرى العشرين لدخول القوات الأمريكية لبغداد في التاسع من شهر نيسان/أبريل، أما السبب الآخر فهي تصريحات لمسؤول خليجي سابق جافت الواقع وجافت التاريخ. خصوصاً في أجواء المصالحة التي تعم المنطقة والتي أطلقتها المملكة العربية السعودية في قمة العلا. حيث تركت هذه القمة ارتياحاً لدى شعوب المنطقة والمراقبين. غير أن هذا المسؤول أبى إلا أن يغرد على طريقته خارج السرب، فراح يلقي الاتهامات يمنة ويسرة، بأن دول الخليج أيدت الغزو الأمريكي، ولم يكلف المسؤول نفسه عناء الإتيان بدليل واحد يؤكد ما ذهب إليه أما معارضة المملكة للغزو الأمريكي فعليها عشرات الأدلة منها حديث لوزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل مع تلفزيون (سي إن إن) وعبر فيه عن معارضته لهذا الغزو بشكل واضح لا يقبل اللبس واللقاء متوفر على مختلف المنصات ومنها (يوتيوب).
قراءة التاريخ مهمة صعبة وشاقة وهي بحاجة إلى مؤرخين وباحثين لديهم الخبرة، أما اقتطاع جزء منه وتوظيفه في خدمة أهداف سياسية فهو يرقى إلى مستوى التزوير والقراءة المغلوطة، خصوصاً إذا كان الهدف هو الإساءة إلى علاقة الأخوة التي تجمع بلدين عربين شقيقين عبر إلقاء الاتهامات جزافاً. تعيش منطقة الخليج العربي حقبة جديدة من تاريخها ومن المناسب استخدام أدوات جديدة في العمل السياسي والإعلامي وهذا ما يجب أن يعرفه المسؤول السابق، فما هكذا تورد الإبل.
هناك الكثير من التفاصيل التي يمكن سوقها في هذا الإطار نتركها للباحثين والمؤرخين، ولكن المؤكد أن المملكة عارضت هذه الحرب لذلك كانت غرفة العمليات في بلد آخر. مناسبة هذا الكلام هو الذكرى العشرين لدخول القوات الأمريكية لبغداد في التاسع من شهر نيسان/أبريل، أما السبب الآخر فهي تصريحات لمسؤول خليجي سابق جافت الواقع وجافت التاريخ. خصوصاً في أجواء المصالحة التي تعم المنطقة والتي أطلقتها المملكة العربية السعودية في قمة العلا. حيث تركت هذه القمة ارتياحاً لدى شعوب المنطقة والمراقبين. غير أن هذا المسؤول أبى إلا أن يغرد على طريقته خارج السرب، فراح يلقي الاتهامات يمنة ويسرة، بأن دول الخليج أيدت الغزو الأمريكي، ولم يكلف المسؤول نفسه عناء الإتيان بدليل واحد يؤكد ما ذهب إليه أما معارضة المملكة للغزو الأمريكي فعليها عشرات الأدلة منها حديث لوزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل مع تلفزيون (سي إن إن) وعبر فيه عن معارضته لهذا الغزو بشكل واضح لا يقبل اللبس واللقاء متوفر على مختلف المنصات ومنها (يوتيوب).
قراءة التاريخ مهمة صعبة وشاقة وهي بحاجة إلى مؤرخين وباحثين لديهم الخبرة، أما اقتطاع جزء منه وتوظيفه في خدمة أهداف سياسية فهو يرقى إلى مستوى التزوير والقراءة المغلوطة، خصوصاً إذا كان الهدف هو الإساءة إلى علاقة الأخوة التي تجمع بلدين عربين شقيقين عبر إلقاء الاتهامات جزافاً. تعيش منطقة الخليج العربي حقبة جديدة من تاريخها ومن المناسب استخدام أدوات جديدة في العمل السياسي والإعلامي وهذا ما يجب أن يعرفه المسؤول السابق، فما هكذا تورد الإبل.