كتاب ومقالات

محمد عبده متنبي الغناء..!

أحمد الشمراني

يكاد لا يمر حديث للفنان الكبير محمد عبده إلا ويتم من خلاله اجتزاء بعض إجاباته ووضعها في غير سياقها الطبيعي ومن ثم يتم تعميمها والبناء عليها آراء الغاية فيها تبرر الوسيلة..!

محمد عبده -كما نحن- له آراء تقبل وأخرى نتفق ونختلف عليها، لكن أن نحاصر كل حوار له بعبارات سلبية نصفها يبنى على مجهول فهذا فيه ظلم واضح وربما أمور أخرى مرتبطة بحب وكراهية..!

منذ أن عرفت الإعلام، ولدي تجربة فيه تخولني على الأقل أن أفرق بين رأي ورأي آخر، وهناك من نذروا أنفسهم لمطاردة محمد عبده، ولم أقل محاربته؛ لأنهم إن قدروا سيفعلون، لكن هم أقل من ذلك.

محمد عبده عندما يتحدث عن تجربته وفنه بكل ثقة واعتزاز لا أرى في ذلك مشكلة، بل المشكلة فيمن يعتبرون ذلك خروجاً عن المألوف..!

لم يخرق محمد عبده طبقة الأوزون، ولم يتجاوز على الثوابت؛ ولهذا أتمنى منكم معشر المراقبين بل حراس كلام محمد عبده أن تهدئوا من روعكم وتبحثوا عمّا يمكن أن يكون رأياً يستفاد منه، أما محمد عبده فكل ما يقوله مبرر عند من يحسنون الظن فيه، وهم كثر.

حتى كلامه عن والدته -عليها رحمة الله- تم اجتزاؤه؛ لكي تكتمل مقاطع التشويه، وهذا امتداد لماضيكم الطيب مع عاصمة الفن العربي.

من أبسط حقوقه أن يعتد ويعتز بنفسه، فهو -أي محمد عبده- يملك إرثاً فنيّاً وتجربة فنيه تجعله يقول بكل فخر «محمد عبده صانع الأغنية السعودية»، وإن أردتم بكل تواضع أو دون تواضع فماذا أغضبكم من حقيقة أنصف فنّه من خلالها، فقبله فعلها المتنبي عن شعره:

سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مجلسُنا

بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ

أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي

‏وأسمعَتْ كلماتي من بهِ صَمَمُ

أنامُ مِلءَ جُفُوني عن شوارِدِها

‏ويَسهرُ الخلقُ جرَّاها ويَختَصِمُ

محمد عبده -إن جاز التشبيه- هو متنبي الغناء، بل الفن، ومن سيغضب من التشبيه يرجع ويراجع الألف أغنية فمن خلالها سيعرف أين يقف محمد عبده، وأين يقف غيره.

أحبابي (المتحلطمين) نعم محمد عبده صانع الأغنية السعودية، ولن نبخس الروّاد حقوقهم.

أخيراً: اجعل خططكَ مبهمةً مثل قطع الليل لا سبيل لفهمها، وعندما تتحرك كن خاطفاً مثل صاعقة من السماء.