كتاب ومقالات

السعودية.. من أكبر المانحين!

هيلة المشوح

كشف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) عن أكبر المانحين في التمويل الإنساني لزلزال تركيا وسوريا، وقد جاءت المملكة العربية السعودية على قمة المانحين بنسبة بلغت 27% من إجمالي المساعدات الدولية لتحتل المملكة بذلك إحدى أكثر الدول التي تفاعلت مع الكارثة بشكل كبير وذلك ضمن الولايات المتحدة، والمفوضية الأوروبية، وصندوق الأمم المتحدة للطوارئ، وهذا جزء من العطاء الذي تميزت به المملكة خلال مسيرتها الإنسانية ومنذ تأسيسها فقد احتلت المملكة الترتيب الثالث عالميًا في تقديم المساعدات الإنسانية وأكبر المانحين لليمن خلال العام 2021م وفق منصة التتبع المالي للأمم المتحدة، فضلاً عن تجاوبها السريع لأي كارثة إنسانية والتزامها التاريخي لتقديم المساعدات لعدة دول شقيقة أو منكوبة.

خلال مؤتمر المانحين لدعم متضرري زلزال سوريا وتركيا في بروكسل في مارس الماضي قال المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة» الدكتور عبدالله الربيعة إن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وجّها مباشرةً ومنذ وقوع الزلزال بتسيير جسر جوي مجهز بطواقم إنقاذ وفرق طوارئ طبية وإغاثية تضمنت 16 طائرة تحمل المواد الإيوائية والغذائية والصحية، وقد تم ذلك بمشاركة «الدفاع المدني» و«الهلال الأحمر» السعوديين كتجسيد واقعي لالتزام المملكة الدائم وتضامنها الوثيق مع المجتمعات المتضررة حول العالم، وقد عمل المركز أثناء ذلك على إنشاء 3000 مسكن مؤقت في كل من سوريا وتركيا ونفذ عدة مشروعات إغاثية بلغت تكلفتها نحو 73.3 مليون دولار، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية ومحلية.

عندما نعود للوراء قليلاً، قبل شهر من الآن وخلال الزلزال المروع الذي ضرب تركيا وأجزاء من سوريا والكوارث الإنسانية التي صاحبت هذا الحدث فلن نتجاوز الحملات الإعلامية والحزبية المغرضة التي حاولت الطعن في جهود المملكة وتفاعلها المباشر مع الحدث، فلغة الأرقام لا تكذب، وإحصائيات الأمم المتحدة لا تجامل، والبذل الذي تنفقه السعودية على الشعوب المنكوبة حول العالم كالشمس في رابعة النهار لا تغطى بغربال الجحود والتلفيق والاستفزازات والابتزازات المسيسة ضد المملكة وقيادتها، وهي حملات ضمن دوائر إعلامية ودولية موجهة لهذا الكيان العظيم منذ تأسيسه تنتقص من جهود قيادته وتعتم على أعمالها التطوعية وتشوه توجهاتها الإنسانية ولكنها لا تلبث أن تتطاير كالهباء أمام جحافل المساعدات وأطنان الأغذية وجسور الطائرات الإغاثية وسخاء العطاء!