أخبار

باحث يشترط «تعديل الباحثين» بتاريخ وآثار المدينة

«مآثر النبوة في شمال المدينة»

سامي المغامسي (المدينة المنورة) @sami4086

أكد أستاذ التاريخ الإسلامي الباحث بتاريخ المدينة الدكتور عبدالله بن سكات الرشيدي أن الحديث عن معالم المدينة المنورة ومأثر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها يجب أن يحاط بالقداسة ولا يقبل إلا من مؤرخين ثقات تتوفر شروط أهل الحديث فيهم كونه جزء من سيرة الحبيب الذي صح عنه أنه قال «إن كذباً عليَّ ليس ككذبِ على أحد، من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

الجرح والتعديل:

قال الرشيدي في المحاضرة التي أقامها نادي تاريخ المدينة المنورة ليلة أمس: مؤرخون جهابذة «كبار» ثبت أنهم نقلوا أحاديث ضعيفة في تحديد مواقع تاريخية في المدينة، مشيراً إلى أن نقل النصوص التاريخية عن المدينة المنورة يختلف عنه في أي مكان آخر لارتباط بعض المواقع بأحكام فقهية مثل المواقع التي تتعلق بحدود الحرم مما يجعل تطبيق نظرية الجرح والتعديل للتحقق من سلامة المتحدث عن التاريخ والسيرة في المدينة ضرورة ملحة لأن من لا يعرف قداسة المدينة لا يحق له الحديث عنها.

قصور تاريخي:

ذهب الباحث في ورقته التي ألقاها تحت عنوان «مآثر النبوة في شمال المدينة المنورة» أن المعالم والمأثر النبوية شمال المدينة كانت أقل حظاً في البحث والتحقيق من نظيراتها من المعالم ولآثار في الجهات الأخرى، والمدقق لما دون بتاريخ المدينة يلاحظ قصوراً في رصد المأثر التاريخية الواقعة شمال المدينة مقارنة بغيرها، داعيا الباحثين للنزول ميدانياً لرصد المعالم التاريخية لوجود معالم وآثار لا تزال بحاجة للبحث والتحقيق فيها لخدمة الباحثين بالتاريخ والسيرة النبوية.

معالم وأحداث شمالية:

عدد الرشيدي أكثر من 12 معلماً وجملة من الآثار التاريخية التي وقعت شمال المدينة المنورة، مؤكداً أن مسجد ذباب أو مسجد الراية بجبل سلع، يعد أول المعالم والمآثر النبوية، وأن غزوة أحد التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة وكانت انتصاراً صورياً للمسلمين لم يهزموا بعدها في المعارك والغزوات بسبب ما أخذه المسلمون من دروس في هذه المعركة كانت أكبر الأحداث التاريخية التي وقعت شمال المدينة في العهد النبوي.

البحث الميداني:

أشار الرشيدي إلى أن الباحث إبراهيم بن علي العياشي أبرز المؤرخين الذين اهتموا بالتاريخ المكاني للمدينة المنورة و يعد مؤسس مدرسة البحث التاريخي الميداني لمعالم المدينة رسم خلال بحثه خرائط يدوية لتحديد المواقع والمعالم التاريخية وحدودها مما أثرى المكتبة العلمية.

مشيراً إلى أن من أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الباحث بالتاريخ هو نقل التاريخ ووصف المواقع بكل تجرد و أمانة علمية بعيدا عن العصبيات بكل أنواعها لينجح في مهمته لخدمة التاريخ والسيرة النبوية.

نادي تاريخ المدينة

وكان نادي تاريخ المدينة المنورة قد جمع بين التاريخ والتراث الإسلامي عندما استهل أمسياته الرمضانية أمس بمحاضرة «مآثر النبوة في شمال المدينة المنورة» بقلعة عروة بن الزبير التاريخية بالمدينة بحضور لفيف من المؤرخين والإعلاميين والمهتمين بتاريخ المدينة المنورة، وختم الباحث الأمسية بقصيدة شعرية نالت إعجاب الحضور.

بدوره أكد رئيس نادي تاريخ المدينة الدكتور صالح السلمي أن النادي يسعى لتحقيق انتشار ثقافي نوعي من خلال التنوع في الطرح الثقافي الشامل لشرائح المجتمع كافة، ويساهم في إثراء الحراك الثقافي وفق رؤية المملكة التي تهتم ببناء الشخصية السعودية بناءً يواكب ما وصلت له المملكة من تفوق في شتى المجالات.