كتاب ومقالات

فوضى لا تليق بمطاراتنا !

خالد السليمان

استلمت حقيبتي من سير العفش بصالة وصول الطيران الأجنبي بمطار الملك خالد، وظننت أن عناء رحلة سفري انتهى، لكن كان عليَّ أن أشق طريقي بصعوبة عند بوابة الاستقبال بين جمهرة من المواطنين والأجانب الذين يعرضون خدمات التوصيل، وعبثاً تتجاهل بعضهم أو ترد على البعض الآخر بأن هناك سيارة تنتظرك، فالإلحاح والطلبات المتكررة ترافقك حتى باب خروج الصالة لتستلمك جمهرة أخرى، وعند الرصيف لا تجد سيارتك مكاناً للتوقف لإركابك، فسيارات «الكدادة» تسبب زحاماً شديداً حتى اضطررت للسير بعيداً عن مكان تحميل الركاب ليجد سائقي فسحة للتوقف!

هذا المنظر أزعجني كمواطن من أهل الرياض، فكيف بالزائر الأجنبي الذي يجد هذه الفوضى في استقباله لتخلق لديه الانطباع الأول عن عاصمة الدولة التي تحمل اليوم عنوان مستقبل رؤيتها الطموحة؟!

قبل يومين احتفت شركة مطارات الرياض بنمو أعداد المسافرين من مطار الملك خالد بنسبة ١١٪، وارتفاع عدد شركات الطيران التي تقدم خدماتها بنسبة ٤٧٪ وعدد الرحلات بنسبة ٦٪ وارتفاع نسبة نمو الوجهات الدولية والمحلية ٩٪، لكن في المقابل هل انخفضت نسبة تشوهات خدمات سيارات الأجرة والتوصيل وتنظيم حركة السيارات عند بوابات صالات المطار؟! للأسف لا، حتى يتم هذا التنظيم، فإن الصورة تبقى مشوهة مهما بُذل من جهود في تحسين خدمات وتشغيل المطار، والأمر ينسحب على بقية المطارات بما فيها مطار الملك عبدالعزيز في جدة؛ أحدث المطارات السعودية وأنشطها استقبالاً لضيوف البلاد!

اليوم يجد المسافر عند وصوله ومغادرته للطائرة سرعة لافتة في إنهاء إجراءات الجوازات واستلام الحقائب والمرور من الجمارك، لكن ما إن يغادر بوابة الصالة حتى يعود به الزمن إلى الحال القديم من فوضى تجمهر الأشخاص غير المرخصين لتقديم خدمات التوصيل، وهذا أمر مؤسف وقد يترك انطباعاً أولياً سلبياً لا يمحى في ذهن الزائر والسائح!

سيقول قائل تغلبه عاطفته لا تقطع رزق أحد، فأقول له، من قُطع رزقه هو سائق الأجرة الذي دفع قيمة سيارته ورسوم رخصة تشغيلها كسيارة أجرة أو أوبر وكريم، وينتظر لساعات في النقطة المخصصة له ينتظر راكباً يتخاطفه الكدادة!