بنسعيد العلوي: غلق باب الاجتهاد كتم أنفاس القِيَم
الاثنين / 19 / رمضان / 1444 هـ الاثنين 10 أبريل 2023 20:43
عرض: علي الرباعي Al_ARobai@
يؤكد المفكر المغربي سعيد بنسعيد العلوي، أن القِيَم تعني جملة التصورات التي يمثلها الوعي الجمعي للأفراد، وتتصل بالأخلاق، والحقيقة، والجمال، والفن والاقتصاد والسياسة والتعليم والأدب، وعدّ (الحق، الخير، الجمال) موجهات ثابتة، فيما المضامين تتبدل وتتحول، خضوعاً للتاريخ من جانب، أو تأثراً بالأمكنة، أو التنظيم الاجتماعي، والأدبيات الجهوية. لافتاً إلى أنه، ورغم أن القيم مطلقة وخالدة، أو تطمح إلى ذلك، إلا أنه لارتباطها بالبشر فهي تتغير حسب تغيرات أحوال وأشكال وجودهم.
ويرى بنسعيد، أن القيم أيضاً تخضع للنسبية، متتبعاً مساراتها عبر التحقيب التاريخي، فالطور الأول متصل بالمجال الثقافي العربي الإسلامي في العصر الكلاسيكي، أي الزمن المرجعي الذي يجيز الحديث عن السلف الصالح والعصر الذهبي، وهو زمن القوة والاستنباط، حسب تعبير ابن خلدون، مشيراً إلى أن الثقافة في هذا العصر كانت حِوارية.
فيما عدّ الطور الثاني عصر الانحطاط والركود، والثالث زمن النهضة والانتفاض، واستعادة الوعي، والرابع عهد بناء الدولة العربية الإسلامية الحديثة، أو ما يعرف بدولة الاستقلال، والخامس، فضاء التأجج والعولمة، وهي مرحلة أزمة بامتياز، وحقبة خلط أوراق ترتبط بالاستهلاك وتتبع سلطان التجارة، دون أي اعتبارات، ولا إقامة وزن للحدود الجغرافية، ولا الخصوصيات المحلية، ولا السيادة القانونية.
ويذهب إلى أن العصر الأول (الكلاسيكي) تبنّى قيماً إسلامية خالصة، وأخرى ورثها عن حقب سالفة، منها قيم: المروءة، والحكمة، والعدل، والتقوى، والحق، والعقل. وخلص إلى أن القيمة الأساسية التي كانت سائدة في العصر الكلاسيكي هي قيمة العقل، فيما شهد عصر الانحطاط خنقاً للاجتهاد، وغياباً للحكمة، واستعلاء على العدل، لتتبوأ مكانها مفاهيم الاتباع، والطاعة، والتواكل، أي التقليد والاستبداد.
وأكد بنسعيد، أنه في فترة بناء الدولة لم يحدث أي تغيير على مستوى القيم، إلا أنه في عصر العولمة والتأجج كثرت التعريفات، التي أنتجت نسقاً جديداً من العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، تتجاوز الحدود وتختصر المسافات، ما أدى إلى إلغاء كل الحدود، وإلى الثورة التكنولوجية في العالم.
وأوضح، أن العالم العربي الإسلامي في ظل العولمة عاش صراعات بين: منظومة الحداثة والفكر المؤمنة بقيم الحرية وحقوق الإنسان، والقول بالذاتية، ومنظومة العولمة وقيم الثقافة الواحدة والاستهلاك المفروضة على العالم العربي الإسلامي من الخارج. ومنظومة إسلامية، داخلها منظومات متشظية متناسلة تمزقه، ما خلق أزمة كبيرة، وأفرز خطاب: الهوية، والإسلام الحقيقي، والتكفير، ما نتج عنه الانتكاسة والارتداد الذي نعيشه في العالم العربي الإسلامي.
ولفت إلى أنه في ظل المنظومة الأولى من القيم، منظومة «العولمة»، فالمجال الثقافي الإسلامي يتساوى مع غيره من المجالات الثقافية الأخرى. ولا نعدم نصوصاً كثيرة من الغرب الأوروبي يبدي فيها أصحابها قلقاً وخوفاً كبيرين من إرادة الهيمنة من قبل النموذج «العولمي» ومن الخطر المباشر للهوية الثقافية الوطنية.
فيما المنظومة الثانية، تلك التي يصح القول عنها، إن العالم العربي الإسلامي لا يزال يعيش تأثيرها منذ أول عصر النهضة، ويضطرب في التوتر الذي تحدثه في المجال الثقافي الإسلامي المعاصر، ويتخذ أشكالاً متعددة من التعبير منذ «اكتشاف الغرب» تختلف بين الرفض التام للقيم التي حملها الفكر الاجتماعي والسياسي الحديث والإقبال عليها. بين الرفض التام لكل مشروع تحديثي بدعوى الحفاظ على الأصالة، والاجتهاد في الأخذ بين أطراف من هذا الجانب وأطراف من الآخر، لتظل أبواب نزاع الحداثة والتحديث مفتوحة، والصراع بين أنصار هذه الجهة أو تلك محتدماً، فيما تستمر الإشكالات وتتداعى تحت مظلة المنظومة الثالثة.
ويرى بنسعيد، أن القيم أيضاً تخضع للنسبية، متتبعاً مساراتها عبر التحقيب التاريخي، فالطور الأول متصل بالمجال الثقافي العربي الإسلامي في العصر الكلاسيكي، أي الزمن المرجعي الذي يجيز الحديث عن السلف الصالح والعصر الذهبي، وهو زمن القوة والاستنباط، حسب تعبير ابن خلدون، مشيراً إلى أن الثقافة في هذا العصر كانت حِوارية.
فيما عدّ الطور الثاني عصر الانحطاط والركود، والثالث زمن النهضة والانتفاض، واستعادة الوعي، والرابع عهد بناء الدولة العربية الإسلامية الحديثة، أو ما يعرف بدولة الاستقلال، والخامس، فضاء التأجج والعولمة، وهي مرحلة أزمة بامتياز، وحقبة خلط أوراق ترتبط بالاستهلاك وتتبع سلطان التجارة، دون أي اعتبارات، ولا إقامة وزن للحدود الجغرافية، ولا الخصوصيات المحلية، ولا السيادة القانونية.
ويذهب إلى أن العصر الأول (الكلاسيكي) تبنّى قيماً إسلامية خالصة، وأخرى ورثها عن حقب سالفة، منها قيم: المروءة، والحكمة، والعدل، والتقوى، والحق، والعقل. وخلص إلى أن القيمة الأساسية التي كانت سائدة في العصر الكلاسيكي هي قيمة العقل، فيما شهد عصر الانحطاط خنقاً للاجتهاد، وغياباً للحكمة، واستعلاء على العدل، لتتبوأ مكانها مفاهيم الاتباع، والطاعة، والتواكل، أي التقليد والاستبداد.
وأكد بنسعيد، أنه في فترة بناء الدولة لم يحدث أي تغيير على مستوى القيم، إلا أنه في عصر العولمة والتأجج كثرت التعريفات، التي أنتجت نسقاً جديداً من العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، تتجاوز الحدود وتختصر المسافات، ما أدى إلى إلغاء كل الحدود، وإلى الثورة التكنولوجية في العالم.
وأوضح، أن العالم العربي الإسلامي في ظل العولمة عاش صراعات بين: منظومة الحداثة والفكر المؤمنة بقيم الحرية وحقوق الإنسان، والقول بالذاتية، ومنظومة العولمة وقيم الثقافة الواحدة والاستهلاك المفروضة على العالم العربي الإسلامي من الخارج. ومنظومة إسلامية، داخلها منظومات متشظية متناسلة تمزقه، ما خلق أزمة كبيرة، وأفرز خطاب: الهوية، والإسلام الحقيقي، والتكفير، ما نتج عنه الانتكاسة والارتداد الذي نعيشه في العالم العربي الإسلامي.
ولفت إلى أنه في ظل المنظومة الأولى من القيم، منظومة «العولمة»، فالمجال الثقافي الإسلامي يتساوى مع غيره من المجالات الثقافية الأخرى. ولا نعدم نصوصاً كثيرة من الغرب الأوروبي يبدي فيها أصحابها قلقاً وخوفاً كبيرين من إرادة الهيمنة من قبل النموذج «العولمي» ومن الخطر المباشر للهوية الثقافية الوطنية.
فيما المنظومة الثانية، تلك التي يصح القول عنها، إن العالم العربي الإسلامي لا يزال يعيش تأثيرها منذ أول عصر النهضة، ويضطرب في التوتر الذي تحدثه في المجال الثقافي الإسلامي المعاصر، ويتخذ أشكالاً متعددة من التعبير منذ «اكتشاف الغرب» تختلف بين الرفض التام للقيم التي حملها الفكر الاجتماعي والسياسي الحديث والإقبال عليها. بين الرفض التام لكل مشروع تحديثي بدعوى الحفاظ على الأصالة، والاجتهاد في الأخذ بين أطراف من هذا الجانب وأطراف من الآخر، لتظل أبواب نزاع الحداثة والتحديث مفتوحة، والصراع بين أنصار هذه الجهة أو تلك محتدماً، فيما تستمر الإشكالات وتتداعى تحت مظلة المنظومة الثالثة.