شارع «حسّان» بديلاً عن حي «أبو لهب»
الثلاثاء / 20 / رمضان / 1444 هـ الثلاثاء 11 أبريل 2023 22:08
سلمان السلمي (مكة المكرمة) salma0n@
احتفى أبو لهب (عبدالعزى بن عبدالمطلب) بمولد ابن أخيه محمد بن عبدالله، الرسول الكريم عليه أكمل صلاة وأتم تسليم، وأعتق جاريته (ثويبة) لَمَّا بشَّرته بميلاده فرحاً به، وزوّج ابنيه عتبة وعتيبة من ابنتي المصطفى (أم كلثوم ورُقَيَّة)، وكانت السيدة رُقَيَّة عند عُتْبَة، والسيدة أم كلثوم عند عُتَيْبَة، فلما جاءه الوَحيُ قال أبو لهب وزوجته: أشغلوا محمداً بنفسه، وأمَرا ابنيهما بالطلاق. وسرعان ما ناصبا القريب النسيب العِداء، بل كانا من أشرس الناس عداوة، وكان أبو لهب وزوجته (أم جميل)، وهي أروى بنت حرب بن أمية شقيقة أبو سفيان، يسكنان في بيت مجاور للنبي، إلا أنهما لم يرعيا حقاً للقرابة والجوار، ولم يكتفيا بتخاذلهما عن نصرته، بل عاداه وحارباه واجتهدا في صَدِّ الناس عنه، ومن بغض وشراسة زوجته، حملت أغصان الشَّوك بالليل، ووضعتها في طريق النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يسلك منه إلى بيته ليعثر أو يُجرح، وكانت تردد في الطرقات «مذمماً عصينا، وأمره أبَيْنا، ودينه قَلَيْنا».
فنزلت فيهما سورة المسد، قبل أن يهلك في السنة الثانية من الهجرة النبوية بالطاعون، وقيل إن جسده تعفّن، ونتنت رائحته، وتخلى عنه كل قرابته، ليحمله نفر على خشب مخافة العدوى، ويلقونه في حفرة احتفظت بذاكرة المكان، في ريع أبي لهب وردموا عليه الحجارة.
ورغم مرور 14 قرناً على رحيل (رمز الإيذاء وقطيعة الرحم)، لا يزال الجدل دائراً حول استمرار تسمية حي «أبو لهب» في مكة المكرمة بالاسم ذاته أم ينبغي تغييره..!
وفي حين يرجح كثيرون من سكان الحي، أن قبر أبي لهب يقع بالقرب من جبل أبي لهب، إلا أن الموقع لم يعد معروفاً على وجه التحديد، وكان أي حاج أو معتمر يمر من جوار الجبل، يقوم برمي حصى أو حجارة - كما يفعل عند رمي الجمرات - على موضع يقال إنه قبر أبي لهب.
فيما تولت أمانة العاصمة المقدسة تبديل اللوحات التي كانت تحمل اسم أبي لهب في الحي وتبديلها بلوحات جديدة، كتب عليها شارع حسان بن ثابت، إلا أن اللوحات الحديثة لم تلغِ ما حفظته الذاكرة الشعبية، من الاسم الدارج «حي أبي لهب»، وهو من أشهر الأحياء بمكة المكرمة. ويُعرف اليوم بـ«مسجد أبي لهب».
ولعمدة حي التيسير السابق طلال بن حسان الحساني بحث معمق عن منطقة جرول في مكة المكرمة، التي تحتضن حي وشارع وجبل أبي لهب. ذكر فيه أن جبل أبي لهب يقع بين ريع أبي لهب «المدرج» وريع الكحل، الذي يشرف على حي الزاهر من جهة الغرب، وذي طوى شرقاً، وكان المواطنون في مكة المكرمة يقومون وحتى عهد قريب بتكسير الحجارة من هذا الجبل لبناء مساكنهم.
وذكر ياقوت الحموي في وصف الجبل، أنه «حن أبي لهب» وليس في مكة جبل يضرب إلى البياض عالٍ سواه، وكانت حجارته موصوفة بالصلابة والمتانة ويطلق عليها «الحجر الزراقي»، وكان الأهالي منذ زمن بعيد يأخذون الحجارة منه لبناء مساكنهم حتى كادت قمته تزول.
ووصف الأصمعي الجبل أيضاً، بأنه الجبل المشرف على حن أبي لهب وحن إبراهيم بن محمد بن طلحة، وكان يسمى في الجاهلية (المستنذر).
فنزلت فيهما سورة المسد، قبل أن يهلك في السنة الثانية من الهجرة النبوية بالطاعون، وقيل إن جسده تعفّن، ونتنت رائحته، وتخلى عنه كل قرابته، ليحمله نفر على خشب مخافة العدوى، ويلقونه في حفرة احتفظت بذاكرة المكان، في ريع أبي لهب وردموا عليه الحجارة.
ورغم مرور 14 قرناً على رحيل (رمز الإيذاء وقطيعة الرحم)، لا يزال الجدل دائراً حول استمرار تسمية حي «أبو لهب» في مكة المكرمة بالاسم ذاته أم ينبغي تغييره..!
وفي حين يرجح كثيرون من سكان الحي، أن قبر أبي لهب يقع بالقرب من جبل أبي لهب، إلا أن الموقع لم يعد معروفاً على وجه التحديد، وكان أي حاج أو معتمر يمر من جوار الجبل، يقوم برمي حصى أو حجارة - كما يفعل عند رمي الجمرات - على موضع يقال إنه قبر أبي لهب.
فيما تولت أمانة العاصمة المقدسة تبديل اللوحات التي كانت تحمل اسم أبي لهب في الحي وتبديلها بلوحات جديدة، كتب عليها شارع حسان بن ثابت، إلا أن اللوحات الحديثة لم تلغِ ما حفظته الذاكرة الشعبية، من الاسم الدارج «حي أبي لهب»، وهو من أشهر الأحياء بمكة المكرمة. ويُعرف اليوم بـ«مسجد أبي لهب».
ولعمدة حي التيسير السابق طلال بن حسان الحساني بحث معمق عن منطقة جرول في مكة المكرمة، التي تحتضن حي وشارع وجبل أبي لهب. ذكر فيه أن جبل أبي لهب يقع بين ريع أبي لهب «المدرج» وريع الكحل، الذي يشرف على حي الزاهر من جهة الغرب، وذي طوى شرقاً، وكان المواطنون في مكة المكرمة يقومون وحتى عهد قريب بتكسير الحجارة من هذا الجبل لبناء مساكنهم.
وذكر ياقوت الحموي في وصف الجبل، أنه «حن أبي لهب» وليس في مكة جبل يضرب إلى البياض عالٍ سواه، وكانت حجارته موصوفة بالصلابة والمتانة ويطلق عليها «الحجر الزراقي»، وكان الأهالي منذ زمن بعيد يأخذون الحجارة منه لبناء مساكنهم حتى كادت قمته تزول.
ووصف الأصمعي الجبل أيضاً، بأنه الجبل المشرف على حن أبي لهب وحن إبراهيم بن محمد بن طلحة، وكان يسمى في الجاهلية (المستنذر).