جائحة الذكاء الصناعي !
الخميس / 14 / شوال / 1444 هـ الخميس 04 مايو 2023 00:28
علي محمد الحازمي
ما زال الخوف من الآلة باقياً على حاله منذ أكثر من ستة عقود. أعرب هربرت سيمون، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، في عام 1956 عن قلقه قائلاً: «في غضون عشرين عاماً القادمة ستكون الآلات قادرة على القيام بأي عمل يمكن للرجل القيام به». وهذا ما أكده واسيلي ليونتيف، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1973، عندما علق: «أن العمل سيصبح أقل أهمية وسيتم استبدال المزيد من العمال بالآلات وأن الصناعات الجديدة لا يمكن أن توظف كل من يريد وظيفة». وبالمثل، علق المدعي العام الأمريكي روبرت كينيدي في عام 1964: «توفر لنا الأتمتة زيادات مذهلة في الإنتاج والمعلومات، ولكن إلى الآن لم تخبرنا ماذا نفعل بالرجال الذين تزيحهم تلك الآلات!، حتماً تمنحنا الصناعة الحديثة القدرة على تكوين ثروة لا مثيل لها، ولكن أين قدرتنا على جعل هذه الثروة ذات منفعة لفقراء كل أمة؟»، في تأكيد أن التقنيات الجديدة ستلغي العديد من الوظائف التي عفا عليها الزمن بما يتجاوز العمل التقليدي.
اليوم، لم نعد نخاف من الكمبيوتر الذي كان البروفيسور سيمون يخاف منه، ولكننا نخشى شيئاً أكثر عمقاً: الذكاء الاصطناعي (AI) أو قدرة الآلات على إجراء تنبؤات باستخدام كميات كبيرة من البيانات التي تتخذ إجراءات في بيئات معقدة وغير منظمة. وحتى تتضح الرؤية فإن عملية صنع القرارات المعقدة في ظل عدم اليقين من صميم الاقتصادات الحديثة، سواء كنت مستهلكاً يقرر المنتجات والخدمات التي يجب استهلاكها، أو موظفاً عندما يتعلق الأمر باختيار الوظيفة المناسبة، أو مديراً يدير العمليات اليومية أو التخطيط لبناء مصنع جديد، نواجه جميعاً مشاكل معقدة ومترابطة باستمرار، وفي الوقت نفسه يبدو أن ذكاءنا الطبيعي جعلنا مجهزين بشكل جيد. حتى وقت قريب، لم يتم اعتبار أية آلة قادرة على أن تضاهي قدرتنا العقلية، على الرغم من أن فكرة الآلة الذكية ظهرت فور اختراع الكمبيوتر في ثلاثينيات القرن الماضي، لكن الحال اختلفت تماماً.
قلق صانعي السياسات بشأن مستقبل العمل في كل من الاقتصادات المتقدمة والنامية في جميع أنحاء العالم هو قلق مبرر، وربما يعود السبب لكون ثورة الذكاء الصناعي مختلفة تماماً عن الثورات السابقة. فعلى سبيل المثال، تجعل دول كثيرة، يأتي في مقدمتها الصين، من التكنولوجيا التي يحركها الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في خطتها للتنمية الاقتصادية. السؤال الذي يطل علينا برأسه حاداً كالسهم: كيف يمكن لصانعي السياسات تهيئة فرص العمل للجيل القادم في ظل تعقيدات النظم الاقتصادية والتأثير التفاضلي للذكاء الاصطناعي على أنواع مختلفة من العمالة؟!
اليوم، لم نعد نخاف من الكمبيوتر الذي كان البروفيسور سيمون يخاف منه، ولكننا نخشى شيئاً أكثر عمقاً: الذكاء الاصطناعي (AI) أو قدرة الآلات على إجراء تنبؤات باستخدام كميات كبيرة من البيانات التي تتخذ إجراءات في بيئات معقدة وغير منظمة. وحتى تتضح الرؤية فإن عملية صنع القرارات المعقدة في ظل عدم اليقين من صميم الاقتصادات الحديثة، سواء كنت مستهلكاً يقرر المنتجات والخدمات التي يجب استهلاكها، أو موظفاً عندما يتعلق الأمر باختيار الوظيفة المناسبة، أو مديراً يدير العمليات اليومية أو التخطيط لبناء مصنع جديد، نواجه جميعاً مشاكل معقدة ومترابطة باستمرار، وفي الوقت نفسه يبدو أن ذكاءنا الطبيعي جعلنا مجهزين بشكل جيد. حتى وقت قريب، لم يتم اعتبار أية آلة قادرة على أن تضاهي قدرتنا العقلية، على الرغم من أن فكرة الآلة الذكية ظهرت فور اختراع الكمبيوتر في ثلاثينيات القرن الماضي، لكن الحال اختلفت تماماً.
قلق صانعي السياسات بشأن مستقبل العمل في كل من الاقتصادات المتقدمة والنامية في جميع أنحاء العالم هو قلق مبرر، وربما يعود السبب لكون ثورة الذكاء الصناعي مختلفة تماماً عن الثورات السابقة. فعلى سبيل المثال، تجعل دول كثيرة، يأتي في مقدمتها الصين، من التكنولوجيا التي يحركها الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في خطتها للتنمية الاقتصادية. السؤال الذي يطل علينا برأسه حاداً كالسهم: كيف يمكن لصانعي السياسات تهيئة فرص العمل للجيل القادم في ظل تعقيدات النظم الاقتصادية والتأثير التفاضلي للذكاء الاصطناعي على أنواع مختلفة من العمالة؟!