لمحات من مآثر «الكاتب العمري»
الاثنين / 18 / شوال / 1444 هـ الاثنين 08 مايو 2023 02:57
محمد داوود mdawood77@
ودعت الأوساط الطبية (الأربعاء الماضي) أحد رجالات المجتمع الجداوي ورموز الوطن الغالي، إنه الدكتور عبدالرحمن بن عمر العمري «رحمه الله» وأسكنه فسيح جناته.
كان الفقيد الراحل أحد كُتاب الصفحة الطبية في «عكاظ»، والتي كنت أشرف عليها حينذاك، إذ حرصت الصحيفة على استقطابه ككاتب أسبوعي تحت عنوان «من أجلك».
والكلام عن العمري ذو شجون، فهذه الشخصية، التي جمعتني به علاقة صداقة امتدت أكثر من 25 عاماً، تتمتع بصفات نادرة قلما نجدها في أحد، فقد أشعرني في أول مكالمة له بأنه شخص يعرفني من سنوات طويلة، فدماثة أخلاقه وتواضعه الجم وهدوؤه وروحه المرحة كلها صفات وهبها وغرسها الله في شخصيته الجميلة.
كان الفقيد يحرص كل الحرص على مقاله الطبي الأسبوعي، لدرجة تفوق الوصف، ولحرصه الشديد على وصول مقالته عبر الفاكس والحديث قبل (هيمنة الإنترنت والإيميلات ومواقع التواصل الاجتماعي)، كان يرسل مقالته إلى فاكس القسم الطبي، والآخر إلى المتابعة ضماناً لوصوله، ويستكمل متابعته بالاتصال الهاتفي.
لم تقتصر علاقته بي فقط، بل شملت كل الزملاء في قسم التصحيح، حيث كان يحرص على مراجعة مقاله مع الزميل في قسم التصحيح، إذ تبادل معه الزملاء أيضاً كل المودة والاحترام.
كان يكتب مقاله الأسبوعي بدم قلبه، والأجمل خطه الجميل الذي ما زال راسخاً في ذهني، إذ سألته في أحد الأيام ما سر جمال خطك يا دكتور قال «قلبي»، فكل ما أكتبه نابع عن مشاعر صادقة، فهذه المقالة التي أبعثها إليك تستغرق مني ثلاثة أيام إلى أن تصلك بصورتها النهائية.
من المواقف التي أستذكرها، اتصاله بي في العاشرة مساء في العمل على هاتف المكتب (قبل زمن الجوالات)، وبصوت هادئ يناديني «حمادة»، أنت في المكتب، قلت له نعم، قال: كم أمامك من الزمن؟ قلت ساعة، قال طيب وأقفل السماعة، وبعد مرور نصف ساعة أجده أمامي، يسلمني مقاله الأسبوعي، إذ تعطل جهاز الفاكس لديه، ومن شدة حرصه على مقاله الأسبوعي جاء بنفسه ولم يبعثه مع سائقه الخاص، ورغم أنه كان بالإمكان إرساله بعد يومين كمهلة زمنية، إلا أن حرصه الشديد وقلقه جعله يأتي بنفسه في وقت متأخر.
رحمك الله أبا هاني، ففقدانك خسارة كبيرة، أسأل الله أن يرحمك ويجعل مثواك الجنة.
كان الفقيد الراحل أحد كُتاب الصفحة الطبية في «عكاظ»، والتي كنت أشرف عليها حينذاك، إذ حرصت الصحيفة على استقطابه ككاتب أسبوعي تحت عنوان «من أجلك».
والكلام عن العمري ذو شجون، فهذه الشخصية، التي جمعتني به علاقة صداقة امتدت أكثر من 25 عاماً، تتمتع بصفات نادرة قلما نجدها في أحد، فقد أشعرني في أول مكالمة له بأنه شخص يعرفني من سنوات طويلة، فدماثة أخلاقه وتواضعه الجم وهدوؤه وروحه المرحة كلها صفات وهبها وغرسها الله في شخصيته الجميلة.
كان الفقيد يحرص كل الحرص على مقاله الطبي الأسبوعي، لدرجة تفوق الوصف، ولحرصه الشديد على وصول مقالته عبر الفاكس والحديث قبل (هيمنة الإنترنت والإيميلات ومواقع التواصل الاجتماعي)، كان يرسل مقالته إلى فاكس القسم الطبي، والآخر إلى المتابعة ضماناً لوصوله، ويستكمل متابعته بالاتصال الهاتفي.
لم تقتصر علاقته بي فقط، بل شملت كل الزملاء في قسم التصحيح، حيث كان يحرص على مراجعة مقاله مع الزميل في قسم التصحيح، إذ تبادل معه الزملاء أيضاً كل المودة والاحترام.
كان يكتب مقاله الأسبوعي بدم قلبه، والأجمل خطه الجميل الذي ما زال راسخاً في ذهني، إذ سألته في أحد الأيام ما سر جمال خطك يا دكتور قال «قلبي»، فكل ما أكتبه نابع عن مشاعر صادقة، فهذه المقالة التي أبعثها إليك تستغرق مني ثلاثة أيام إلى أن تصلك بصورتها النهائية.
من المواقف التي أستذكرها، اتصاله بي في العاشرة مساء في العمل على هاتف المكتب (قبل زمن الجوالات)، وبصوت هادئ يناديني «حمادة»، أنت في المكتب، قلت له نعم، قال: كم أمامك من الزمن؟ قلت ساعة، قال طيب وأقفل السماعة، وبعد مرور نصف ساعة أجده أمامي، يسلمني مقاله الأسبوعي، إذ تعطل جهاز الفاكس لديه، ومن شدة حرصه على مقاله الأسبوعي جاء بنفسه ولم يبعثه مع سائقه الخاص، ورغم أنه كان بالإمكان إرساله بعد يومين كمهلة زمنية، إلا أن حرصه الشديد وقلقه جعله يأتي بنفسه في وقت متأخر.
رحمك الله أبا هاني، ففقدانك خسارة كبيرة، أسأل الله أن يرحمك ويجعل مثواك الجنة.