العالمين
الأربعاء / 20 / شوال / 1444 هـ الأربعاء 10 مايو 2023 00:02
مي خالد
ليس عالمنا عالماً واحداً، إنما هناك عوالم متعددة لا شك فيها لدى المؤمنين لكنها تتمايز وتختلف حسب كل عصر ونظرة كل مؤمن على حده.
غالباً في القرن السابق حين يتحدث أحد عن العوالم المتعددة يتبادر للذهن النظريات الفيزيائية وتفسيراتها للكون.
لكن في السنوات العشرين الأخيرة في ظني عرفنا إلى جانب العوالم الفيزيائية عوالم أخرى تتحاذى مع العالم الطبيعي الذي هو امتداد تاريخي للوجود المادي البشري، فعرفنا العالم الافتراضي والعالم الموازي والعالم المعزز وغيرها، فنحن الآن نعيش إرهاصات العالم الصناعي حيث الروبوت هو الرجل الآلي الذي يدخن هباب المصانع الأسود ويشرب كوباً من البترول كل صباح. وفي المساء نسمع خطواته الحديدية وأزيز ركبتيه ذات البراغي قبل أن ينتهي شحن طاقته ويضع نفسه على المزود الكهربائي ثم يخلد إلى النوم.
من الناحية التطورية، نحن نشهد تحولاً جيولوجياً من بيئة مواتية للحياة «الطبيعية» إلى بيئة تفضي إلى حياة «اصطناعية». نحن نسمي هذا العصر الذي نعيش فيه جيولوجياً بالعصر الهولوسيني (أي عصر الإنسان)، لكن هذه غطرسة بشرية غبية؛ لأن الانبعاثات الكربونية لا تخرج من أعقاب البشر، بل إنها تخرج من الآلات.
الزمن القادم هو زمانهم وليس زماننا وليس هذا المخيف فقط في الموضوع بل ما يخيف هو إن التاريخ يعلمنا أن كل عالم قضى على العالم الذي سبقه لكي يبتدئ عصره، فهل سيقضي علينا AI مثل ChatGPT أو Midjourney؟ إنها قصة يتم سردها وإعادة سردها كل حقبة تاريخية مندثرة، ولكن بطريقة ما يتم نسيانها دائماً في الوقت الذي تحدث فيه. ولا يتذكرها الناس إلا بين العوالم، عند نهاية عالم وبداية الآخر.
يتم إنشاء العوالم وتدميرها باستمرار. أعرف أنه من المخيف والمحزن أن يحدث ذلك لعالمك، لكن الحياة ستستمر.
وتستمر أشكال الحياة «المصطنعة» التي نعتقد أننا نسيطر عليها. لكننا في الحقيقة لسنا مسيطرين. فقط انظر حولك لتتأكد. نحن من نندثر، العالم الطبيعي يموت بينما يولد العالم الاصطناعي الذي تقوده الشركات.
يكفي أن تتصور أنهم يوقفون تربية المواشي في الريف الأوروبي بينما في هولندا لوحدها يطبعون 500 طن من شرائح اللحم شهرياً بالطابعة ثلاثية الأبعاد وتوزع على مئات المطاعم.
فسبحان الله رب العالمين.
غالباً في القرن السابق حين يتحدث أحد عن العوالم المتعددة يتبادر للذهن النظريات الفيزيائية وتفسيراتها للكون.
لكن في السنوات العشرين الأخيرة في ظني عرفنا إلى جانب العوالم الفيزيائية عوالم أخرى تتحاذى مع العالم الطبيعي الذي هو امتداد تاريخي للوجود المادي البشري، فعرفنا العالم الافتراضي والعالم الموازي والعالم المعزز وغيرها، فنحن الآن نعيش إرهاصات العالم الصناعي حيث الروبوت هو الرجل الآلي الذي يدخن هباب المصانع الأسود ويشرب كوباً من البترول كل صباح. وفي المساء نسمع خطواته الحديدية وأزيز ركبتيه ذات البراغي قبل أن ينتهي شحن طاقته ويضع نفسه على المزود الكهربائي ثم يخلد إلى النوم.
من الناحية التطورية، نحن نشهد تحولاً جيولوجياً من بيئة مواتية للحياة «الطبيعية» إلى بيئة تفضي إلى حياة «اصطناعية». نحن نسمي هذا العصر الذي نعيش فيه جيولوجياً بالعصر الهولوسيني (أي عصر الإنسان)، لكن هذه غطرسة بشرية غبية؛ لأن الانبعاثات الكربونية لا تخرج من أعقاب البشر، بل إنها تخرج من الآلات.
الزمن القادم هو زمانهم وليس زماننا وليس هذا المخيف فقط في الموضوع بل ما يخيف هو إن التاريخ يعلمنا أن كل عالم قضى على العالم الذي سبقه لكي يبتدئ عصره، فهل سيقضي علينا AI مثل ChatGPT أو Midjourney؟ إنها قصة يتم سردها وإعادة سردها كل حقبة تاريخية مندثرة، ولكن بطريقة ما يتم نسيانها دائماً في الوقت الذي تحدث فيه. ولا يتذكرها الناس إلا بين العوالم، عند نهاية عالم وبداية الآخر.
يتم إنشاء العوالم وتدميرها باستمرار. أعرف أنه من المخيف والمحزن أن يحدث ذلك لعالمك، لكن الحياة ستستمر.
وتستمر أشكال الحياة «المصطنعة» التي نعتقد أننا نسيطر عليها. لكننا في الحقيقة لسنا مسيطرين. فقط انظر حولك لتتأكد. نحن من نندثر، العالم الطبيعي يموت بينما يولد العالم الاصطناعي الذي تقوده الشركات.
يكفي أن تتصور أنهم يوقفون تربية المواشي في الريف الأوروبي بينما في هولندا لوحدها يطبعون 500 طن من شرائح اللحم شهرياً بالطابعة ثلاثية الأبعاد وتوزع على مئات المطاعم.
فسبحان الله رب العالمين.