ما قبل الإدمان
الخميس / 21 / شوال / 1444 هـ الخميس 11 مايو 2023 00:03
أريج الجهني
«ضربة تتلوها ضربات لن ينجو منها مروجو ومهربو المخدرات ومن يستهدفون مجتمعنا ووطننا».. هكذا أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، في مستهل حملة وطنية توعوية تكاد تكون الأضخم في تاريخ مكافحة المخدرات، دونت أبعادها في ترندات عديدة «بالمرصاد وبلغ عنهم والحرب على المخدرات»، مع تفاعل مشرف من كافة أفراد وأطياف المجتمع، فهي بالفعل حربنا جميعاً ونحن بفضل الله ثم بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ومنسوبيها حماة الوطن من نساء ورجال نعيش اليوم في حالة فريدة من الوعي والحذر، بل تكاد لا تخلو جلسة أسرية من الحديث عن هذا الإرهاب المحيط والمحدق بنا كوطن ودولة أعيت الكارهين بالنيل منها، فلم يجدوا سوى هذه الخساسة والدناءة في استهداف عقول الناس وصحتهم، ولا تأتي هذه الحروب القذرة إلا من أصحاب عقليات متدنية ومستوى ذكاء متأخر لا يختلفون عن انحطاط السحرة والمشعوذين بل من ذات الديموغرافيات التعيسة والمفلسة.
بالمقابل علينا أن نعيد قراءة المشهد الاجتماعي ونتأمل ما نسبة الوعي الحقيقية في خطورة المخدرات؟ كم عدد الحالات التي تم بالفعل اكتشافها، وهل كانت بالصدفة أم بالرصد من المحيط، وما هي السلوكيات الاجتماعية سواء الإيجابية أو السلبية التي قد تؤدي للإدمان ودخول هذه الدوامة؟ شباب وفتيات المناطق ما نسبة تمثيلهم في إمارة كل منطقة؟ استثني إمارة القصيم لوجود مجلس معلن ونشاطه معروف، لكن ماذا عن بقية المناطق؟ إن أخطر مصيبة يعيشها الفرد أن يشعر بأنه مهمش أو شخصية هامشية ليست ذات تأثير إيجابي، وعودة للسلوكيات السلبية فإن الإفراط في التدخين وعدم ممارسة الرياضة بشكل يومي تعطي مؤشرات لطبيعة نمط حياة هذا الفرد، فهو ببساطة شديدة (لا يأخذ نفسه على محمل الجد)، فالشخص الصحي لن يورط نفسه في تجريب جرعات تسمم جسده، وإن كان بالفعل هناك بعض الهوس لدى الرياضيين بالمكملات فهنا يتحول لسلوك سلبي إدماني، بالمقابل فإن صناعة السلوكيات الإيجابية لا تحدث بين عشية وضحاها، نعم هي ثقافة تحتاج لتغيير وتمتد لسنوات، ويندر أن تجد خطابات توعوية من الجهات المنوط بها رفع الوعي تحث الأفراد على الحركة والتوقف عن التدخين بل لا أتذكر أني شاهدت أي إعلان توعوي عنها منذ سنوات، وأخشى أن تكون التوعية رهينة اللحظة.
الأصدقاء.. نعم فتش عنهم فهم إما أن يكونوا داء أو دواء، فمن ناحية اجتماعية نجد أن الكثير من الفتيات تبدأ رحلتها مع التدخين أو المسكرات من تنمر صديقة (جربي لا تفشلينا)؛ أو إعلامياً حيث يتم تهيئة العقول بأن منظر المرأة المدخنة مثير وتجد ظهوراً مفرطاً لفنانات مدخنات من دول اشتهر عنها ترويج المخدرات، وهن يعكسن حياتهن كأفراد عصابات ومروجات، كذلك ما يحدث في الأوساط الذكورية (خلك رجال)، فيندفع الشاب للتجربة التي تقضي على عقله وكيانه وتجرده من كل فرص الحياة العادلة. قد يفسر هذا إلى حد ما زيادة العزلة الاجتماعية مؤخراً، فالكثير من الأفراد يفضلون نمط حياة رياضي متزن وصحي ويتعرضون للتنمر بسبب فطنتهم وذكائهم، وقد تجد الكثير يدخلون في تجمعات لكسب علاقات لصالح مهنتهم أو حياتهم وينتهي بهم الأمر خلف القضبان!
لذا كن عضواً فاعلاً في محيطك، ساهم في أن تمتلك سلوكاً إيجابياً، اتجه لأقرب صالة رياضية، راقب تغذيتك وساعات نومك، ساهم في أنشطة الحي، ولا تتردد في تقديم يد العون للمحتاجين وإيصالهم لوجهتهم. امنح نفسك ومن حولك فرصة العيش بدون إدمان، وتذكر أن الإدمان ليس مجرد سموم قاتلة بل يسبقها سموم نفسية واجتماعية أنت في غنى عنها، وحفظنا الله وإياكم.. ولحماة الوطن نقول قواكم الله ونحن معكم.
بالمقابل علينا أن نعيد قراءة المشهد الاجتماعي ونتأمل ما نسبة الوعي الحقيقية في خطورة المخدرات؟ كم عدد الحالات التي تم بالفعل اكتشافها، وهل كانت بالصدفة أم بالرصد من المحيط، وما هي السلوكيات الاجتماعية سواء الإيجابية أو السلبية التي قد تؤدي للإدمان ودخول هذه الدوامة؟ شباب وفتيات المناطق ما نسبة تمثيلهم في إمارة كل منطقة؟ استثني إمارة القصيم لوجود مجلس معلن ونشاطه معروف، لكن ماذا عن بقية المناطق؟ إن أخطر مصيبة يعيشها الفرد أن يشعر بأنه مهمش أو شخصية هامشية ليست ذات تأثير إيجابي، وعودة للسلوكيات السلبية فإن الإفراط في التدخين وعدم ممارسة الرياضة بشكل يومي تعطي مؤشرات لطبيعة نمط حياة هذا الفرد، فهو ببساطة شديدة (لا يأخذ نفسه على محمل الجد)، فالشخص الصحي لن يورط نفسه في تجريب جرعات تسمم جسده، وإن كان بالفعل هناك بعض الهوس لدى الرياضيين بالمكملات فهنا يتحول لسلوك سلبي إدماني، بالمقابل فإن صناعة السلوكيات الإيجابية لا تحدث بين عشية وضحاها، نعم هي ثقافة تحتاج لتغيير وتمتد لسنوات، ويندر أن تجد خطابات توعوية من الجهات المنوط بها رفع الوعي تحث الأفراد على الحركة والتوقف عن التدخين بل لا أتذكر أني شاهدت أي إعلان توعوي عنها منذ سنوات، وأخشى أن تكون التوعية رهينة اللحظة.
الأصدقاء.. نعم فتش عنهم فهم إما أن يكونوا داء أو دواء، فمن ناحية اجتماعية نجد أن الكثير من الفتيات تبدأ رحلتها مع التدخين أو المسكرات من تنمر صديقة (جربي لا تفشلينا)؛ أو إعلامياً حيث يتم تهيئة العقول بأن منظر المرأة المدخنة مثير وتجد ظهوراً مفرطاً لفنانات مدخنات من دول اشتهر عنها ترويج المخدرات، وهن يعكسن حياتهن كأفراد عصابات ومروجات، كذلك ما يحدث في الأوساط الذكورية (خلك رجال)، فيندفع الشاب للتجربة التي تقضي على عقله وكيانه وتجرده من كل فرص الحياة العادلة. قد يفسر هذا إلى حد ما زيادة العزلة الاجتماعية مؤخراً، فالكثير من الأفراد يفضلون نمط حياة رياضي متزن وصحي ويتعرضون للتنمر بسبب فطنتهم وذكائهم، وقد تجد الكثير يدخلون في تجمعات لكسب علاقات لصالح مهنتهم أو حياتهم وينتهي بهم الأمر خلف القضبان!
لذا كن عضواً فاعلاً في محيطك، ساهم في أن تمتلك سلوكاً إيجابياً، اتجه لأقرب صالة رياضية، راقب تغذيتك وساعات نومك، ساهم في أنشطة الحي، ولا تتردد في تقديم يد العون للمحتاجين وإيصالهم لوجهتهم. امنح نفسك ومن حولك فرصة العيش بدون إدمان، وتذكر أن الإدمان ليس مجرد سموم قاتلة بل يسبقها سموم نفسية واجتماعية أنت في غنى عنها، وحفظنا الله وإياكم.. ولحماة الوطن نقول قواكم الله ونحن معكم.