نصيحة للشيخ عايض القرني
الجمعة / 22 / شوال / 1444 هـ الجمعة 12 مايو 2023 00:02
عبدالله بن بخيت
أول ما سيتبادر إلى ذهنك: كيف تنصح إنساناً يعد من أكبر منتجي النصائح في القرنين العشرين والواحد والعشرين؟ قد ترى في هذا العنوان تناقضاً بيد أن هذا التناقض من لزوميات هذا المقال كما سترى بعد قليل.
في تغريدة قدم الشيخ نصيحة تستحق التأمل. هذا نصها: «يا أبنائي وصيّة عمّكم في الله بعد تجربة، بحثنا عن السعادة في السفريات والمناسبات والأفراح والمهرجانات لم أجدها إلّا في العبادة والخلوة بالكتاب النافع المُفيد،
كما قال امبراطور الشعراء المتنبي:
أعزُّ مكانٍ في الدُنى سرج سابح
وخير جليسٍ في الزمان كتابُ» انتهت التغريدة.
لا شك أن هناك سعادة في العبادة عند المؤمنين، ولكن لا أدري أي سعادة ستجلبها الخلوة مع الكتاب في مقابل ترك المرح والحياة السعيدة.
كل دقيقة منحها لنا الرب علينا أن نعيشها ونستمتع بها. من واجبنا كأسوياء أن نطلب السعادة في كل شيء أحله الله، فالعيش الحقيقي لا يتم إلا بالصحبة والسفر والتجوال وحضور الحفلات والاستمتاع بالموسيقى. فالإنسان لا ينتهي من الحياة حتى تنتهي الحياة. ما الفائدة من القراءة إذا لم نتصل بالناس ونتبادل معهم تجاربنا وقراءتنا وآراءنا. القراءة عملية تشاركية كما أنها ليست المصدر الوحيد للمعرفة والوعي. السفر وصحبة الناس وحضور المناسبات والبقاء دائماً على صلة بكل شيء ربما يكون أجدى وأهم من قراءة الكتب. يطالني إحساس أن الشيخ مصدوم، كيف مضت أجمل أيام جيلنا وهم محرومون من السعادة ورحنا نتطفل على سعادات الآخرين في كل بلد تطاله أموالنا. كان الشاب منا يستلقي على فراشه لا يهوجس في الجمال والموسيقى وبنت الجيران ونكت الأصدقاء. كل هواجيسه تدور حول الشجاع الأقرع الذي سيحطم عظامه وكيف سيصرخ عند سماع قرع نعال من دفنوه. ينتقل من كآبة إلى أخرى حتى يغفو فتتناوله الأحلام المفزعة والكوابيس والطنين المكتوم المخيف الذي يهز حدبات المقابر السلفية.
ليس من العدل اليوم أن ننصح أبناءنا والأجيال الجديدة بالابتعاد عن متع الحياة وحبسهم في خلوة مع كتاب، فكلمة قراءة لا معنى لها. فالقراءات تتنوع وتتضارب. بعضها يوسع مداركك وبعضها يسعدك وبعضها قد يدفعك أن تفجر نفسك في الآخرين.
لا أعرف في الحقيقة ما هي الكتب التي ينصح الشيخ بقراءتها. إذا كان يقصد بها هذه الكتب التي ترتص خلفه في الصورة المرفقة مع التغريدة، فضخامتها ومنظرها وزخارفها وتجليداتها تؤكد أنها نفس الكتب التي تليت علينا أربعين عاماً. سمعناها في الليل، في النهار، في المدارس، في المساجد، في الاستراحات، في حلقات الذكر، في المراكز الصيفية، في مراكز تحفيظ القرآن، في الإذاعة، في التلفزيون، في المستشفيات، في السجون، في المقابر، في الأعراس، في المآتم. أينما ألقينا أسماعنا لم نكن نسمع سواها، أربعين عاماً تتلى علينا ولم نتعلم منها حتى تركيب برغي في صامولة.
في تغريدة قدم الشيخ نصيحة تستحق التأمل. هذا نصها: «يا أبنائي وصيّة عمّكم في الله بعد تجربة، بحثنا عن السعادة في السفريات والمناسبات والأفراح والمهرجانات لم أجدها إلّا في العبادة والخلوة بالكتاب النافع المُفيد،
كما قال امبراطور الشعراء المتنبي:
أعزُّ مكانٍ في الدُنى سرج سابح
وخير جليسٍ في الزمان كتابُ» انتهت التغريدة.
لا شك أن هناك سعادة في العبادة عند المؤمنين، ولكن لا أدري أي سعادة ستجلبها الخلوة مع الكتاب في مقابل ترك المرح والحياة السعيدة.
كل دقيقة منحها لنا الرب علينا أن نعيشها ونستمتع بها. من واجبنا كأسوياء أن نطلب السعادة في كل شيء أحله الله، فالعيش الحقيقي لا يتم إلا بالصحبة والسفر والتجوال وحضور الحفلات والاستمتاع بالموسيقى. فالإنسان لا ينتهي من الحياة حتى تنتهي الحياة. ما الفائدة من القراءة إذا لم نتصل بالناس ونتبادل معهم تجاربنا وقراءتنا وآراءنا. القراءة عملية تشاركية كما أنها ليست المصدر الوحيد للمعرفة والوعي. السفر وصحبة الناس وحضور المناسبات والبقاء دائماً على صلة بكل شيء ربما يكون أجدى وأهم من قراءة الكتب. يطالني إحساس أن الشيخ مصدوم، كيف مضت أجمل أيام جيلنا وهم محرومون من السعادة ورحنا نتطفل على سعادات الآخرين في كل بلد تطاله أموالنا. كان الشاب منا يستلقي على فراشه لا يهوجس في الجمال والموسيقى وبنت الجيران ونكت الأصدقاء. كل هواجيسه تدور حول الشجاع الأقرع الذي سيحطم عظامه وكيف سيصرخ عند سماع قرع نعال من دفنوه. ينتقل من كآبة إلى أخرى حتى يغفو فتتناوله الأحلام المفزعة والكوابيس والطنين المكتوم المخيف الذي يهز حدبات المقابر السلفية.
ليس من العدل اليوم أن ننصح أبناءنا والأجيال الجديدة بالابتعاد عن متع الحياة وحبسهم في خلوة مع كتاب، فكلمة قراءة لا معنى لها. فالقراءات تتنوع وتتضارب. بعضها يوسع مداركك وبعضها يسعدك وبعضها قد يدفعك أن تفجر نفسك في الآخرين.
لا أعرف في الحقيقة ما هي الكتب التي ينصح الشيخ بقراءتها. إذا كان يقصد بها هذه الكتب التي ترتص خلفه في الصورة المرفقة مع التغريدة، فضخامتها ومنظرها وزخارفها وتجليداتها تؤكد أنها نفس الكتب التي تليت علينا أربعين عاماً. سمعناها في الليل، في النهار، في المدارس، في المساجد، في الاستراحات، في حلقات الذكر، في المراكز الصيفية، في مراكز تحفيظ القرآن، في الإذاعة، في التلفزيون، في المستشفيات، في السجون، في المقابر، في الأعراس، في المآتم. أينما ألقينا أسماعنا لم نكن نسمع سواها، أربعين عاماً تتلى علينا ولم نتعلم منها حتى تركيب برغي في صامولة.