كتاب ومقالات

نونو.. متى تكبر؟

«أكشن»

خالد سيف

سقف الطموح توقف؟ طبعا لا.. ولكن أمام هذا الترصد والإصرار على السطو المسلح بكل الألوان وحيل اللجان.. فنحن بانتظار معجزة إلهية تكمل فرحتنا المسلوبة من سنوات.. وتنهي معاناتنا مع حصار المكاتب.. ولا نعلم من أين نجدها.. ليكملها النونو في الملاعب..

التاريخ يعيد نفسه، نفس التوقيت.. ونفس النتائج.. ونفس الأخطاء.. وضياع الأهداف ونفس اللجان والمتنفذين وفرص تكافؤ المنافسة المعدومة وفئران الهدايا بالمجان.. الجديد فقط.. الاستعانة بمدير فني علته منه وفيه.. نعم أنت هو الجديد يا نونو على طبخة كل موسم.. ولكن الطباخين لم يتغيروا.. وكل ما نتمناه أن تتخلى عن المكابرة أمامهم.. وحاول أن تأخذهم بالحيلة وتباغتهم بكل ما لديك من قوة.. وتنتزع الحقوق انتزاعا.. ولا تنتظر المنح فهي محدودة.. وفريقك ليس في القائمة.. فلماذا تدع الخوف يسيطر على قلبك وتنكمش على أطرافك؟.. نزعة الفزع هذه لن تجدي معهم يا نونو، هؤلاء ماهرون في الحروب النفسية والغدر.. فدع عنك القلق ولا تقف أمامهم بنزعة دفاعية تتخوف من الانقضاض عليهم مبكرا.. تلك سياسة عقيمة قد لا تنجح في كل مواجهة.. واترك عنك مقولة أن الدفاع خير وسيلة للهجوم.. الطريقة التي تعطي الفرصة للخصوم في حصارك والتجرؤ عليك ومباغتتك في ملعبك، فلماذا تحرمنا من متعة كرة القدم وفنونها وأهدافها؟.. وتصيبنا أحيانا بحالة من الملل... نونو سانتو لابد أن تكبر وتتخلص من عقدة هذا النهج الدفاعي الذي يتسبب في زيادة الحمل على اللاعبين.. ويفقدهم التركيز في تنفيذ مهامهم الأصلية.. اترك عنك يا نونو هذا الخوف.. وأنصت للنصيحة الكروية التي تخدم الفريق وطبقها غالبية المدربين بنجاح.. وهي «أن الهجوم خير وسيلة للدفاع»، حيث تسهم هذه الطريقة في تخفيف الضغط على الفريق.. خاصة أنك تملك محاور قادرة على صناعة اللعب وخط هجوم لو فعلت أطرافه قد يستفيد من أنصاف الفرص.. إذا لماذا تحرق جهودهم بالتراجع والتحول إلى مدافعين؟..

‏فريق يحمل هوية البطل.. حتى قبل قدومك تصدر.. وعناصر تخدم الخطط الهجومية ولكن لا يستفاد منها.. والتمسك بتكتيك فاشل يحبط القدرات الهجومية التي يمتلكها الفريق بتفعيل الأطراف والتخلي عن الإصرار على طريقة الاختراق والوصول إلى مرمى الخصم من العمق.. بعناصر أضاعت الفريق برعونتها أمام المرمى.. ولابد أن تعرف أن الخماسي الدفاعي يتحمل عبء خططك المكشوفة.. والتغييرات غير المجدية التي تحاول بها ترميم الأخطاء وفي الأوقات الحرجة والاستعانة بعناصر مغيبة... لتنفذ مهمات مبهمة... بالعربي يا نونو طريقتك شربها المنافسون.. ولا تخدم الفريق في كل مرة.. وإذا نجحت بعض الأحيان.. الفضل يعود من المؤكد لسوء مستوى الفرق المقابلة..

ومباراة التعاون.. كانت درسا.. وجرس إنذار وبعدها غرك الفوز على أبها وبالعودة لملخص الأهداف التي حققها الفريق.. في تلك المباراة، تدرك أنها كرات طويلة من العمق خلف المدافعين الذين كانوا السبب الرئيسي في كشف مرماهم أمامك.. وفي لقاء الهلال تأكدت النظرية.. وكيف قزمت فريقك أمام فريق جاءك مرهقا وسبق أن واجهته وفشلت في الفوز عليه مرتين.. إلى هنا وكفى.. ثقتنا فيكم إدارة وجهاز فني ولاعبين تتجدد مع كل مباراة ولكن ما نخاف منه هو أن تنهار ثقتكم بأنفسكم.. وتتكرر المأساة..

وهل تذكر يا نونو كيف كنت قبل عامين تعيش أسوأ مرحلة في مسيرتك الكروية؟ ولم تنجح مع الفرق الأوروبية بهذا النهج.. لذلك ما زلنا نترقب أن تقاتل معنا وتحقق طموحنا لا أن تستسلم للخوف.. لا إحباط لا تراجع لا خذلان.. مدرج الذهب لا يتوقف على أحد في الانتصار موجود وفي الانكسار مولود.. سيعود العميد ويستعيد توهجه وهيبته ويتزين شارع الصحافة.. ويعيد كتابة التاريخ وينتزع لقبا غاب قسرا عن خزانة البطولات 14 عاما.

ولن يقبل تكرار سيناريو السقوط في الأمتار الأخيرة..

ونتمنى منك قليلا من التنازل عن بعض القناعات.. وتستمد أنت وكتيبة النمور.. القوة والشجاعة والقتالية والروح من هذا المدرج المشتعل عشقا وطربا وحياة..