كتاب ومقالات

البحث عن أكتاف تساند بعضها

عبده خال

انتهت القمة العربية بتفاؤل كبير، وفرحنا بما حدث من تقارب لأحداث كتلة عربية يمكن لها التجمع وتقديم نفسها كأمة، وإذا كنا نعيش الآن في تكتلات متعددة وبصيغ مختلفة سواء سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً، فإن الأمة العربية كادت أن تنسى فكرة الوحدة بسبب عواصف الحروب المتوزعة في كل ركن من أركان هذه الأمة، مع رقة الحالة الاقتصادية، والعملين (الحروب، والضعف الاقتصادي) بالضرورة ينتجان ركوداً بحيث تصبح التنمية في أدنى سلالم تلك الدول.

وإذا كان التفاؤل حاضراً في القمة العربية 32، فهذا يستوجب على كل دولة إيجاد إدارة واعية وقادرة على إحداث تنمية مستدامة من خلال الثروات الوطنية وتدويرها بخطط مستحدثة لتحويل كل مورد طبيعي إلى عنصر يسهم في الدخل الوطني، فزمن المساعدات والهبات من الدول الغنية لم يعد له وجود، وإن تدفقت الأموال فتدفقها قائم على الاستثمار الوطني على المدى البعيد والمتوسط لتلك الدول الغنية.

ولأننا نعيش مرحلة تنبئ بتعدد القطبية كان لزاماً تجاور السياسي مع الاقتصادي لكي لا يفسد أي منهما التنمية المرجوة لأي بلد، واحتمالية بقاء القطب الواحد أو المتعدد أو فوضى الأقطاب يصبح على كل دولة تهيئة نفسها أن تكون قوية في كل الحالات، وقوتها تتأتى من استغلال كل عناصر الثروة الوطنية لتكون دعامة اقتصادها، مع ضرورة أن تقوم كل دولة بتنقية أجوائها من الحروب أو ظلالها.

ومع تأكيد القمة على المساندة، فهذا يعني أن تنهض كل دولة بنفسها، أي أن تكون واقفة على قدميها ليكون الكتف بالكتف، أما الجالس على الأرض فلن يكون له كتف يسنده على كتف من يجاوره.