كتاب ومقالات

مبادرتنا والعالم

منى العتيبي

شاهدت مقطعاً متداولاً يعلن فيه وزير الخارجية السعودي انطلاقة مبادرة لتعلم اللغة العربية لفئة غير الناطقين بها، وأننا بحاجة الآن مع ما تعيشه المملكة من نهضة وتطور في المجالات الاقتصادية المتنوعة وعلاقاتنا الإستراتيجية السعودية والعربية مع العالم والدول المتقدمة، إلى نشر تعليم اللغة العربية لفئة غير الناطقين بها اختصارًا للجهد والوقت في الوصول إلى الملايين، ومساهمة لدعم التوسع في مجالات سوق العمل الاقتصادية والثقافية العالمية، كما أن تعلم اللغة العربية لهذه الفئة سيقوي مكانة هذا البلد المعطاء عالميا على كافة الأصعدة.

وبلا شك لدينا في جامعاتنا معاهد لتعليم اللغة العربية، كما أن وزارة الثقافة لديها اهتمام عميق وبرامج متنوعة تعزز تعلم اللغة العربية ولكن كل هذا يحتاج إلى التوسع من خلال إشراك الملحقيات الثقافية السعودية كلها في تأسيس معاهد تستهدف تعليم اللغة العربية خاصة للجمهور الذي لاينطقها ولا يتقنها؛ لأنه من المهم أن تصل ثقافتنا وأصالتنا السعودية ورسالتنا التطويرية إلى كافة شعوب العالم.. فاللغة تعد قوى ناعمة نستطيع أن نستثمرها لمصالحنا ومنافعنا مع الشعوب والدول الأخرى.

وفي مقابل هذا وحتى تبلغ المبادرة مبتغاها لا بد أن نواجه الصورة الذهنية المجتمعية التي يتصورها المجتمع بأن اللغات الأجنبية هي الأهم والأولى للتوظيف مع أنها تعد لغات مساندة للغة العربية في التوظيف لا أكثر ولا أقل والمواجهة التوعوية هذه من مسؤولية التعليم والعمل والإعلام وكذلك وزارة العمل ووزارة التجارة ينبغي أن يكون لها أدوار فاعلة في صناعة أنظمة تساعد على تعديل الصورة الذهنية وتعزز من مكانة اللغة العربية محليًا وعالميًا.

ختامًا كما قال معالي وزير الخارجية للمملكة العربية السعودية: «لدينا مبادرة تعليم اللغة العربية من غير الناطقين؛ لأننا نريد أن يسمعنا العالم بلغتنا لا أن نترجم لهم أنفسنا وكل ما استطعنا نشر اللغة العربية حول العالم كل ما فتحنا آفاقًا جديدة للمحتوى العربي: الفني والثقافي والاقتصادي، مما يدعم وجودنا حول العالم».