كتاب ومقالات

مخطوف في بلد مختطف

حمود أبو طالب

نحمد الله أولاً على تحرير المواطن السعودي الذي تم اختطافه في لبنان قبل يومين، وهي قضية اختطاف لا تخلو من رسالة تود جهة ما توجيهها إلى جهة أخرى داخل لبنان ضمن المسلسل الطويل الكئيب الذي يحدث في بلد تم اختطافه بأكمله سياسياً وأمنياً واقتصادياً، ودخل حالة انهيار لكل مقوماته يدفع ثمنها اللبنانيون البسطاء البعيدون عن دهاليز المناكفات والمقايضات والتصفيات بين بارونات الأحزاب والفصائل والطوائف السياسية التي لا يدخل أمن البلد واستقراره، وانتشاله من الهاوية ضمن اهتماماتها.

لا نعرف ما هي الظروف التي جعلت المواطن السعودي المختطف يتواجد في لبنان، ولكن في ظل الظروف المضطربة التي يعيشها لبنان وغيره من البلدان الأخرى يتوجب على كل مواطن عدم السفر إليها، ودائماً تحث الحكومة السعودية مواطنيها على تجنب سفرهم إليها، وفي ظروف معينة تمنع السفر إلى إشعار آخر، وإذا اضطر أي مواطن لذلك فلا بد من اتخاذ كافة وسائل الحذر والحيطة بالترتيب مع سفارة بلاده، والإسراع في العودة إلى وطنه بمجرد انتهاء السبب الذي دفعه للسفر.

نعود للإشارة إلى لبنان البلد العزيز علينا، الذي كانت تتزاحم الطائرات بزواره من المملكة والخليج وكثير من دول العالم، ونقول كم يؤسفنا ما آلت إليه أحواله، فقد خلت فنادقه ومنتجعاته وجبله وبحره من السواح والزوار، فلا أمن ولا خدمات ولا بيئة جاذبة. عُملته في الحضيض وبُنيته التحتية تتآكل واقتصاده يترنح، ملايين المواطنين يواجهون المعاناة في أبسط ضرورات الحياة، بينما قصور النخبة السياسية ترفل في البذخ، وعلى موائدها يتم كل ليلة وضع حلقة جديدة في مسلسل تدمير لبنان.