كتاب ومقالات

المحامي الرياضي

ماجد قاروب

دخول المحامين إلى عالم الرياضة في معظم الحالات من خلال مصادفات وفق طبيعة العمل كأن يكون مختصاً بالعمل في مجال الإعلام أو الدعاية وحتى القضايا والعقود العمالية وبسببها يكون بطلب لاعب لحقوقه المالية أو النادي أو الاتحاد الرياضي يطلب إبرام عقد رعاية وحقوق إعلامية فيكون بذلك دخل الوسط الرياضي الذي يتميز بالشغف والحماس والشهرة؛ لأن أهم وأخطر ما في الرياضة هو قوة الإعلام الرياضي حيث الأضواء والجماهير والمحبون والمعجبون باللاعبين واللعبة والنادي وطبعاً المنتخبات الوطنية.

المحامون كما هو حال جميع القيادات الرياضية على مستوى الأندية أو الاتحادات يجدون أنفسهم أمام واقع اجتماعي جديد بأنهم من أصحاب النفوذ الاجتماعي ولهم مكان وحظوة في المجتمع وداخل العائلة وكذلك النادي والجماهير.

الواقع التاريخي تغير مع وجود دراسات عليا في القانون الرياضي تؤهل إلى وجود محامين متخصصين علمياً في الرياضة وليس فقط بالممارسة والخبرة.

محامي الرياضة أو مكتب المحاماة المعروف بالشأن الرياضي يقوم بالعديد من الأعمال ذات الطابع التشريعي والقانوني والأعمال التجارية والاستثمارية ذات العلاقة المباشرة بالرياضة مثل عقود الرعاية والاستثمار والحقوق التجارية وعقود اللاعبين وحقوق الملكية الفكرية والعلامات والصور والأسماء التجارية الخاصة باللاعبين والنادي وحتى المدربين، وكذلك عقود التشغيل والتشييد والبناء الخاصة بمنشآت النادي، إضافة لحقوق البث التلفزيوني، وإضافة إلى الأعمال الأساسية من نظام ولوائح وطبعاً مباشرة القضايا الرياضية والانضباطية والتجارية حسب الأصول التي قد تصل إلى التحكيم المحلي أو الدولي أمام محكمة التحكيم CAS التي تغطي جميع أنواع المنازعات في جميع الرياضات والألعاب.

كرئيس لجنة العلاقات الدولية للجمعية الدولية لقانون الرياضة IASL وعضويتي في لجنة القانون الرياضي بالاتحاد الدولي للمحامين UIA وغيرها من الجمعيات الدولية الأخرى المختصة بمحامي الرياضة تعرفت على أهم محامي الرياضة في العالم مع مختلف تخصصاتهم النوعية الدقيقة، فنجد أن محامي الفروسية يختلف عن محامي كرة القدم وكذلك الألعاب المائية والألعاب القتالية إلى السيارات، فاختلاف تخصصاتهم يختلف بطبيعة اختلاف الألعاب حتى داخل القطاع الرياضي الواحد لدقة وأهمية التخصص، ولكن العامل المشترك الرئيسي الذي يجمعهم هو حب الرياضة وشغف وحماس اللعب والتنافس الشريف الذي يطور ويحمس التنافس بين اللاعبين والفرق والمنتخبات.

الخلاصة أن المحامي الرياضي إما أن تسمح له الظروف بالتخصص الحقيقي والفعلي في الرياضة أو أنه يحصل عليها من خلال الدراسات القانونية العليا في القانون الذي يقدم في بعض الجامعات العالمية فقط.

لا يكفي أن تكون مشجعاً للنادي لتكون محامي النادي في الشأن الرياضي، وهذا أكبر خطأ من إدارة النادي لاختيار مشجع ليكون محامي النادي أو الاتحاد الرياضي.

الحديث الإعلامي عن الرياضة وما بها من قضايا غير مقبول ويحتوي على الكثير من التجاوزات التي يجب اتخاذ إجراءات صارمة لوقفها.

الاتحاد فاز بالدوري، والهلال ظفر بكأس الوالد سلمان بن عبدالعزيز في أقوى موسم رياضي من الناحية الفنية، ولكن الأسوأ من الناحية الإدارية والقانونية وتأخر البت في الفصل بالقضايا أمر يجب معالجته بشكل جذري لأنه يهدد نزاهة وسلامة البطولات.