كتاب ومقالات

لأنه النصر.. للصبر حدود!

بعد السلام

سلطان الزايدي

في عالم المستديرة من السهل جدًّا تبرير أي إخفاق، وقد يكون هذا التبرير حقيقيًّا، لكن في الوقت نفسه لا تستطيع أن تعتمد على هذه التبرير طويلًا؛ لأن الأندية الجماهيرية في نهاية الأمر لن تبقى طويلًا دون بطولات، ولن يقبل الجمهور هذا الوضع، وكما يقولون «للصبر حدود»، ستبقى النتائج الإيجابية المرتبطة بتحقيق البطولات هدفًا أساسيًّا لكل الأندية الجماهيرية، قد تصبر أحيانًا وتستمر في الدعم، لكنها في كل الأحوال ستشعر بغصَّة ومرارة الإخفاق مع كل موسم ينتهي دون تحقيق أي إنجاز.

في هذا الموسم طار الاتحاد والهلال ببطولات الموسم، الاتحاد حقق السوبر، وكأس دوري روشن، والهلال حقق كأس الملك، بينما خرج النصر المنافس الرئيس على كل هذه البطولات دون تحقيق أي شيء، هذا الخروج المحزن والمخجل لم يكن له ما يبرره، فالإمكانات كانت متاحة لأن يصبح النصر هذا الموسم بطل الثلاثية؛ لأنه يعتبر خارج إطار الظروف القاهرة التي عاشها الاتحاد والهلال بسبب فترات الإيقاف والمنع من التسجيل، وبالتالي كانت كل المبررات التي طرحها بعض النصراويين غير مقنعة، وهذا ما جعلنا نلمس حالة الغضب الشديد التي صدرت عن جمهور النصر.

إن إدارة أي منظومة عملٍ تحتاج رؤيةً استراتيجيةً مرتبطةً بالواقع والظروف المحيطة بالمنافسة والمنافسين، بمعنى أنه كان بمقدور النصراويين استغلال حالة الإيقاف والمنع من التسجيل لدى منافسيه، واستثمارها في السعي لحسم البطولات في هذا الموسم، لكن مع الأسف لم يحدث ذلك، وهذا دليلٌ واضحٌ على أن العمل في منظومة كرة القدم في النصر غير جيد، طالما أن النتائج مخيبةٌ للآمال؛ لذلك كان من الصعب قبول أي تبرير، لدرجة أن رئيس النادي الأستاذ «مسلي آل معمر» لم يخرج في أي لقاءٍ صحفيٍّ يشرح فيه سبب هذا الإخفاق؛ لأن أي مبرر سيطرح الآن، وبعد كل الظروف التي عانى منها المنافسون لن يكون له قبول!

وفي تصوري متى ما وُجِد الثواب والعقاب من جمهور أي نادٍ ستتغير النتائج وتصبح الأمور أكثر ضبطًا، لكن متى ما شعر اللاعب أو حتى منظومة العمل بشكل عام بقدرة الجمهور على منح الفرص واستمرار الدعم دون أن تصدر أي ردة فعلٍ منهم تجاه ما يحدث، لن تتشكل الدافعية الحقيقية عند الجميع، وسيظل هذا النادي يدور في المكان نفسه دون أن تحدث أي نقلة تعيد الأمور إلى طبيعتها.

دمتم بخير،،،