ممنوع الوقوف !
الجمعة / 20 / ذو القعدة / 1444 هـ الجمعة 09 يونيو 2023 00:04
ريهام زامكه
كنت قبل أيام عدة (معزومة) على العشاء ولستُ عازمة في أحد المطاعم الراقية و(الغالية) وهذا الأهم والمهم وأحب ما على قلبي لأني لن (أكُع) ريالاً واحداً، فمبدئي في الحياة عُض قلبي ولا تعض (جيبي).
ركبت سيارتي وانطلقت للمكان، وكنت في حالة تجلي و(سلطَنة) على الآخر، فقد رافقني طول الطريق وقصر المسافات صوت فوزي محسون وهو يغني:
«روح أحمد الله وبس.. زيّي أنا ما تلاقي
سهران كأني العسَس.. واشكي عليك ما الاقي».
وبعد أن وصلت إلى المكان المنشود بدأت أصعب رحلة في الحياة وهي البحث عن موقف (parking)، وأنا أتلفت يميني ويساري عل وعسى أن أجد مكاناً يسع حبيبة قلبي سيارتي لفت نظري (الله يقويه) لوحة أمام محل مكتوب عليها:
(ممنوع الوقوف لغير زبائن المحل)!
وليس هذا فحسب، بل وضعوا أمام المكان سلاسل حديدية وأقماعاً (مخروطية) حتى يمنعوا الوقوف وقد أخذوا حيزاً كبيراً!
وإذا بي أرى حارس الأمن (security) وهو يُؤشر لي بيده أن ابتعد، ففتحت نافذتي وقال لي وهو يُحدثني من (راس خشمه):
«يا أختي ممنوع الوقوف أمام المحل»!
فقلت له: ولكن هذه مخالفة، ولا يحق للمحل التجاري إغلاق المواقف أو وضع قيود ولوحات تمنع الوقوف لغير الزبائن، وهناك قرار يمنع إغلاقكم للمواقف لأنها ضمن المرافق العامة وتعتبر من «التعديات»، وهذا مخالف لاشتراطات البلدية إن كنت لا تعلم.
فقال لي: لا غلطانة، يحق لنا إغلاقها وهذا الكلام غير صحيح ولن افتحها وأرجوكِ توكلي!
في الواقع كان إنساناً غير مُهذب إطلاقاً، ولم أرد على وقاحته، ولكني على الفور رفعت جوالي وصورت المحل وقمت بتقديم بلاغ عبر (تطبيق بلدي 940) التابع لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وهذا التطبيق لمن لا يعرفه يتيح للمستخدم تقديم البلاغات ومتابعتها حتى يتم إغلاقها النهائي ومعالجتها.
وقد ذُهلت وصُدمت من تلك الخدمة، فقد استلمت رسالة عند تقديم البلاغ تفيد بأنه «تحت المعالجة»، وبعدها بسويعات قليلة وفي نفس اليوم وصلتني رسالة أخرى تفيد بأنه «قد تم معالجة وإغلاق بلاغكم»!
ولا أخفيكم، سرعة اتخاذ الإجراءات جعلتني أشك للحظة أن تلك الرسائل تُرسل بشكل إلكتروني وعشوائي لمقدمي البلاغات!
ولم أستطع صبراً، فمنسوب (اللقافة) والفضول عندي قد وصل حده، وكنت أريد أن أتأكد وأتحقق من صحة الأمر بعيني، وأنه قد تم التجاوب مع بلاغي وقد أُزيلت القيود والرسالة التي وصلتني صحيحة 100%.
فذهبت في اليوم التالي إلى نفس المكان، وعندما وجدت أن اللوحة قد أزيلت، والسلاسل قد قُطعت، والأقماع قد قُمعت، وسيارات الناس قد رُصت رصاً في المواقف، ابتسمت ووقفت بسيارتي في وسطهم، وأنا أردد في نفسي:
(عمار يا بلادي عمار).
ولا أكذب عليكم بحثت عن حارس الأمن لكنه (فص ملح وذاب) ولا أدري أين (ذلف)!
وفي الحقيقة لا يسعني إلا أن أقول لمنسوبي وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان شكراً لكم على اهتمامكم وجهودكم وتعاونكم وسرعة استجابتكم وتحرككم الفوري لإزالة كل تعدٍّ وكل ما يُشوه المظهر العام.
ومن اليوم ورايح وباعتباري مواطنة صالحة، صدقوني سوف (أبلشكم)، ولن أترك مخالفة أجدها في طريقي إلا صورتها ورفعتها عبر «تطبيق بلدي»، وهذا لأني أحب (بلدي) حباً جمّاً.
ويمكنكم من هذه اللحظة أن تُسموني وتُنادوني:
(ريهام بلاغات).
ألا قد بلغت، اللهم فاشهد.
ركبت سيارتي وانطلقت للمكان، وكنت في حالة تجلي و(سلطَنة) على الآخر، فقد رافقني طول الطريق وقصر المسافات صوت فوزي محسون وهو يغني:
«روح أحمد الله وبس.. زيّي أنا ما تلاقي
سهران كأني العسَس.. واشكي عليك ما الاقي».
وبعد أن وصلت إلى المكان المنشود بدأت أصعب رحلة في الحياة وهي البحث عن موقف (parking)، وأنا أتلفت يميني ويساري عل وعسى أن أجد مكاناً يسع حبيبة قلبي سيارتي لفت نظري (الله يقويه) لوحة أمام محل مكتوب عليها:
(ممنوع الوقوف لغير زبائن المحل)!
وليس هذا فحسب، بل وضعوا أمام المكان سلاسل حديدية وأقماعاً (مخروطية) حتى يمنعوا الوقوف وقد أخذوا حيزاً كبيراً!
وإذا بي أرى حارس الأمن (security) وهو يُؤشر لي بيده أن ابتعد، ففتحت نافذتي وقال لي وهو يُحدثني من (راس خشمه):
«يا أختي ممنوع الوقوف أمام المحل»!
فقلت له: ولكن هذه مخالفة، ولا يحق للمحل التجاري إغلاق المواقف أو وضع قيود ولوحات تمنع الوقوف لغير الزبائن، وهناك قرار يمنع إغلاقكم للمواقف لأنها ضمن المرافق العامة وتعتبر من «التعديات»، وهذا مخالف لاشتراطات البلدية إن كنت لا تعلم.
فقال لي: لا غلطانة، يحق لنا إغلاقها وهذا الكلام غير صحيح ولن افتحها وأرجوكِ توكلي!
في الواقع كان إنساناً غير مُهذب إطلاقاً، ولم أرد على وقاحته، ولكني على الفور رفعت جوالي وصورت المحل وقمت بتقديم بلاغ عبر (تطبيق بلدي 940) التابع لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وهذا التطبيق لمن لا يعرفه يتيح للمستخدم تقديم البلاغات ومتابعتها حتى يتم إغلاقها النهائي ومعالجتها.
وقد ذُهلت وصُدمت من تلك الخدمة، فقد استلمت رسالة عند تقديم البلاغ تفيد بأنه «تحت المعالجة»، وبعدها بسويعات قليلة وفي نفس اليوم وصلتني رسالة أخرى تفيد بأنه «قد تم معالجة وإغلاق بلاغكم»!
ولا أخفيكم، سرعة اتخاذ الإجراءات جعلتني أشك للحظة أن تلك الرسائل تُرسل بشكل إلكتروني وعشوائي لمقدمي البلاغات!
ولم أستطع صبراً، فمنسوب (اللقافة) والفضول عندي قد وصل حده، وكنت أريد أن أتأكد وأتحقق من صحة الأمر بعيني، وأنه قد تم التجاوب مع بلاغي وقد أُزيلت القيود والرسالة التي وصلتني صحيحة 100%.
فذهبت في اليوم التالي إلى نفس المكان، وعندما وجدت أن اللوحة قد أزيلت، والسلاسل قد قُطعت، والأقماع قد قُمعت، وسيارات الناس قد رُصت رصاً في المواقف، ابتسمت ووقفت بسيارتي في وسطهم، وأنا أردد في نفسي:
(عمار يا بلادي عمار).
ولا أكذب عليكم بحثت عن حارس الأمن لكنه (فص ملح وذاب) ولا أدري أين (ذلف)!
وفي الحقيقة لا يسعني إلا أن أقول لمنسوبي وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان شكراً لكم على اهتمامكم وجهودكم وتعاونكم وسرعة استجابتكم وتحرككم الفوري لإزالة كل تعدٍّ وكل ما يُشوه المظهر العام.
ومن اليوم ورايح وباعتباري مواطنة صالحة، صدقوني سوف (أبلشكم)، ولن أترك مخالفة أجدها في طريقي إلا صورتها ورفعتها عبر «تطبيق بلدي»، وهذا لأني أحب (بلدي) حباً جمّاً.
ويمكنكم من هذه اللحظة أن تُسموني وتُنادوني:
(ريهام بلاغات).
ألا قد بلغت، اللهم فاشهد.