منوعات

غوايش «المليونيرة المتسولة» تسيطر على مواقع التواصل في مصر

تركت مليون جنيه لأسرتها بعد وفاتها..

المليونيرة المتسولة غوايش

محمد حفني (القاهرة)

وصف رواد موقع «الفيس بوك» السيدة التي عثر عليها جثة هامدة داخل «عشة» تقيم بها بإحدى مدن محافظة قنا بصعيد مصر على مدار 10 سنوات بـ«المليونيرة المتسولة» بعدما تم العثور على نحو مليون جنيه ما بين عملات ورقية وأخرى معدنية حصيلة «التسول» داخل أشولة وأكياس بلاستيك وعلب صفيح، الأمر الذي أذهل عقول الأهالي، كما عثر على بطانيات ومفروشات حصلت عليها من أهل الخير، ما أدى بهم إلى إبلاغ الجهات الأمنية بالمحافظة لمتابعة الأمر.

التسول أصبح مهنة للكثير من الشخصيات في مصر، وذلك أمام أبواب المساجد وفي الطرقات وإشارات المرور وبعض الأماكن العامة، وفي وسائل المواصلات المختلفة، وهو ما كانت تقوم به «خيرية علي عبد الجليل» وشهرتها «غوايش» في التسول بمدينة «الوقف» التابعة لمحافظة قنا، كما كانت تستجدي المارة بمقر سكنها بقرية «المداكير»، وهو ما أدى إلى قيام أسرتها المكونة من «شقيقاتها الأربع وشقيقها» بالتبرؤ منها، ووصل الأمر إلى عدم تكفينها، أو الحضور لصلاة الجنازة عليها، ما دفع أهل القرية إلى التكفل بمصاريف دفنها كاملة، قبل اكتشاف ثروتها الهائلة التي عثر عليها داخل العشة التي كانت تقيم بها.

وبعد معرفة ثروتها الكبيرة، ظهر أشقاؤها للمطالبة بحقهم في الميراث، ما دفع إلى عمل لجنة أهلية بالتعاون مع الجهات الأمنية بالمحافظة لفحص المقتنيات وحصر الأموال لتقسيمها وفق الشرع على المستحقين من ذويها.

يذكر أنه خلال السنوات الأخيرة في مصر، تم القبض على أكثر من شخص يمتهنون التسول، على رغم امتلاكهم عقارات وسيارات وأموالا بالملايين في البنوك ومكاتب البريد، من خلال ارتدائهم ملابس «رثة» وبالية خلال فترة عملهم، كوسيلة لاستجداء الأهالي في الشحاتة، وسرعان ما يقومون بتغييرها عقب انتهاء أعمالهم. وهناك مقاطع فيديو كثيرة صورت لمتسولين دون ملاحظتهم، يتحدثون عن مكاسبهم الكبيرة جراء عمليات التسول واستغلال المواطنين.

من جانبه قال عضو اللجنة المشكلة من الأهالي لفحص مقتنيات وميراث «غوايش» ويدعى محمود ياسين، إن المتوفاة ليست من أهل القرية بل جاءت منذ نحو 10 سنوات من مدينة دشنا إحدى مدن محافظة قنا، وكانت تقيم في «عشة» لأحد الأهالي، ومنذ إقامتها وحتى وفاتها لم يتعرض لها أحد من أهل القرية، بل الجميع كان يتعاطف معها مادياً وتقديم الطعام والملبس لها، وتقديم الغطاء لها خلال فصل الشتاء، ومن الممكن أن تغيب أياماً وتعود لمكانها مرة أخرى، مؤكداً أن أهلها تبرؤوا منها، وكان هذا الأمر أحد أسباب تعاطف الأهالي معها، وبعد وفاتها تم الاتصال بأهلها ولكن رفضوا استلام جثمانها، وتكفل الأهالي بتشييع جثمانها على نفقتهم.

وطالبت عضوة البرلمان المصري جيهان البيومي بضرورة التصدي لظاهرة التسول، واصفة إياها بأنها «ظاهرة اجتماعية سلبية وغير حضارية» وأنهم ينتشرون في الشوارع العامة وأمام المساجد، كما أن عددهم يزداد في المواسم الدينية خصوصا خلال شهر رمضان، حيث يكثر فيه إخراج الصدقات، وأيضا أيام الأعياد، حيث يتجولون على المحلات العامة في الشوارع وأيضا المنازل.

وتشير البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية المصرية إلى زيادة قضايا التسول خلال أغسطس 2022 بنسبة 40%، حيث بلغت قضايا التسول 2280 قضية ارتفاعاً من 1689 قضية خلال الشهر السابق يوليو 2022، وذلك من خلال الحملات الأمنية التي تقوم بها في الميادين والشوارع الرئيسية في مختلف المحافظات.

وذكرت وزارة التضامن الاجتماعي في إحصائية أنه بين أكتوبر 2020 وحتى مطلع 2021 ضبطت قوات الأمن 1690 متسولاً ومتسولة، منهم 870 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، أي ما يشكل نحو 52% من إجمالي المتسولين، وتشكل النساء والأطفال معاً نحو 90% من المتسولين المضبوطين، ويزداد انتشار التسول على رغم الحملات الأمنية، وسط دعوات بتشديد التشريعات لردع المتسولين عن تحقيق مزيد من الأرباح على حساب أصحاب القلوب الرحيمة.