مقبرة الضمائر !
الأحد / 29 / ذو القعدة / 1444 هـ الاحد 18 يونيو 2023 00:04
خالد السليمان
بعد قضاء إجازة شهرين في إحدى المدن الأمريكية، قال جاري الأمريكي لا بد أنك تشعر بالحزن لأنك ستغادر أمريكا، قلت له بل أشعر بشوق عظيم للعودة، فلدي حياة رائعة أعيشها في وطني، فبعض الأمريكيين يظنون أن بلادهم حلم كل إنسان يعيش على وجه الأرض، وقد تكون كذلك بالنسبة للكثيرين ممن يعيشون في بؤر الحروب والفقر، لكن هناك مجتمعات أخرى في العالم تصنع وتحقق أحلامها !
جهل بعض الأمريكيين بالعالم الخارجي وغرورهم، يجعلهم يطرحون مثل هذه الأسئلة المستفزة، ويقعون في وهم الانطباعات المحرجة، يشاهدون على شاشات الشبكات الإخبارية قصص اللاجئين وأخبار غرق قوارب تهريبهم، لكنهم لا يتعمقون في التفاصيل عن هوياتهم وأسباب لجوئهم، حتى موظفي الهجرة في المطارات الأمريكية والأوروبية يتعاملون أحياناً مع السائح على أنه لاجئ محتمل، رغم أن هذا السائح هو رافد لاقتصادهم وداعم لرخائهم !
في الغالب معظم حالات البؤس والشقاء في بعض المجتمعات ناشئة عن حروب وفشل اقتصاد وفساد حكومات، للدول الكبرى ضلع فيها، فالتحكم بالسياسات الدولية وفرض معايير تعاملات الدول وحياة الشعوب يجعلها مسؤولة بشكل أو بآخر عن الكثير من مآسي العالم، لذلك لا يمكن أن تتصرف الدول الكبرى في قضايا الهجرة والفقر وكأنها ضحية لما أنتجته هذه السياسات والتدخلات !
هؤلاء الذين يركبون مراكب الموت للوصول إلى أوروبا أو يعبرون الصحاري المقفرة للوصول إلى الحياة الأمريكية لم يكونوا يسعون لدخول الجنة بقدر الخروج من الجحيم، ولو فتشت في حدائق جحيمهم لما وجدت صعوبة في التعرف على من زرع وسقى بذور المعاناة !
باختصار.. العالم غابة تملأها الوحوش، ومساحة يحكمها الأقوياء ومقبرة تدفن فيها الضمائر !
جهل بعض الأمريكيين بالعالم الخارجي وغرورهم، يجعلهم يطرحون مثل هذه الأسئلة المستفزة، ويقعون في وهم الانطباعات المحرجة، يشاهدون على شاشات الشبكات الإخبارية قصص اللاجئين وأخبار غرق قوارب تهريبهم، لكنهم لا يتعمقون في التفاصيل عن هوياتهم وأسباب لجوئهم، حتى موظفي الهجرة في المطارات الأمريكية والأوروبية يتعاملون أحياناً مع السائح على أنه لاجئ محتمل، رغم أن هذا السائح هو رافد لاقتصادهم وداعم لرخائهم !
في الغالب معظم حالات البؤس والشقاء في بعض المجتمعات ناشئة عن حروب وفشل اقتصاد وفساد حكومات، للدول الكبرى ضلع فيها، فالتحكم بالسياسات الدولية وفرض معايير تعاملات الدول وحياة الشعوب يجعلها مسؤولة بشكل أو بآخر عن الكثير من مآسي العالم، لذلك لا يمكن أن تتصرف الدول الكبرى في قضايا الهجرة والفقر وكأنها ضحية لما أنتجته هذه السياسات والتدخلات !
هؤلاء الذين يركبون مراكب الموت للوصول إلى أوروبا أو يعبرون الصحاري المقفرة للوصول إلى الحياة الأمريكية لم يكونوا يسعون لدخول الجنة بقدر الخروج من الجحيم، ولو فتشت في حدائق جحيمهم لما وجدت صعوبة في التعرف على من زرع وسقى بذور المعاناة !
باختصار.. العالم غابة تملأها الوحوش، ومساحة يحكمها الأقوياء ومقبرة تدفن فيها الضمائر !