كتاب ومقالات

جوائز التلميع الساطع !

خالد السليمان

هناك هوس عند البعض بجوائز ومؤشرات التقييم، بدأ مع بعض الجامعات قبل عدة سنوات دون أن يقنع أحداً، ويستمر اليوم مع بعض شركات الطيران دون أن يقنع أحداً أيضاً، بعض شركات الطيران حصلت على تقييمات منخفضة في بعض مؤشرات الأداء المحلية الرسمية، تفاجئنا بحصولها على مراتب متقدمة في مؤشرات تقييم إقليمية ودولية، ومثل هذا التناقض والتفاوت يثير الريبة !

مشكلة أي مؤسسة تعمل في قطاع خدمي متصل بالجمهور أن التقييم الحقيقي ينعكس من تجارب الناس، وبالتالي لا يمكن أن تقنع مسافراً يخوض تجارب سيئة متكررة مع شركة طيران أنها الأفضل، لمجرد أن تقييماً قد يكون تسويقياً أو دعائياً ذكر ذلك !

بعض التقييمات القائمة على التصويت المفتوح للعموم تشهد نشاطاً محموماً بين المتنافسين للحصول على الأصوات، ليس بجودة المنتج أو حسن التجربة وإنما بتسول الأصوات وربما شرائها، وعندما تلقيت رسالة عبر الإيميل من إحدى شركات الطيران تطلب التصويت للشركة من خلال رابط مرفق لإحدى المنظمات المتخصصة في تقييم تجربة المسافر، وجدت الطلب مستفزاً خاصة وأنه حدد التصويت بالتقييم الأعلى، فبدا لي أقرب إلى التوجيه من الطلب !

الأمر لا يقف عند شركات الطيران أو أي شركات في أي قطاع خدمي أو تجاري تقدم الخدمات والمنتجات للجمهور، بل حتى بعض المؤسسات الحكومية المتصلة بخدمة المجتمع، تنخدع بحصولها على جوائز وتقييمات عالية في مجالات تجد انتقادات واسعة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فتبدو وكأنها تخدع نفسها مما يعطل فرص تطوير أدائها وتصحيح أخطائها !

باختصار.. الجائزة الحقيقية لأي جهة خدماتية عامة أو خاصة يمنحها الجمهور، وليس منظمات المجاملات وشركات التلميع !