العالم لا يحترم الضعفاء
الجمعة / 05 / ذو الحجة / 1444 هـ الجمعة 23 يونيو 2023 00:03
محمد مفتي
دأبت الولايات المتحدة على التعامل مع الكثير من الدول العربية -وغيرها- انطلاقاً من منطق واحد فقط وهو منطق القوي والضعيف، فهي ترى أنها الدولة ذات الثقل الاقتصادي والعسكري خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة، وفي الواقع رغبت الولايات المتحدة في القيام بدور شرطي العالم والقيّم على أحواله، وبخلاف ذلك فقد سعت لأن تقوم بدور راعية حقوق الإنسان في الشرق والغرب، وهو الدور الذي ظلت تمارسه لما يقرب من ثلاثة عقود عقب سقوط وانهيار الاتحاد السوفييتي وحتى يومنا هذا.
وقد بالغت الولايات المتحدة كثيراً في هذا الشأن إلى درجة أنها سعت لأن تصبح مركز العالم الذي تدور في فلكه بقية الدول، غير أن المؤسف أنها استغلت نفوذها لتحقيق أجندة معينة توافق هوى الإدارات الأمريكية، وهو ما ظهر جلياً في الفترة الماضية من خلال التراشق اللفظي الذي تابعناه بين رؤساء الولايات المتحدة السابقين، فكل رئيس ينتقد ويصف إدارة الرئيس الآخر بأنها الأسوأ، ولا شك أن التاريخ يزخر بالعديد من التجارب المريرة التي تم خلالها الانتصار للمصالح الأمريكية على حساب حقوق الأمم الأخرى.
خلال العقد الأخير طرأت على العالم الكثير من التغيرات، فظهرت الصين على سبيل المثال كقوة اقتصادية عظمى صاعدة، كما مرت المنطقة العربية بالكثير من الأحداث وأبرزها فوضى الدمار العربي، مما ساهم في انتشار بعض المنظمات الإرهابية، ومع تولي الأمير الشاب محمد بن سلمان ولاية العهد خطت المملكة خطوات عملاقة نحو مسيرة التنمية بالتوازي مع القيام بالعديد من الإصلاحات الجذرية في العديد من المجالات المختلفة، وعلى الصعيد الخارجي حرص الأمير الشاب على مد جسور التعاون مع مختلف القوى العظمى فيما يخدم قضايا المنطقة بصفة عامة والمملكة بصفة خاصة، ولعل الإدارة الأمريكية لم تستوعب جيداً في البداية أن حلم الهيمنة وفرض الشروط المسبقة لم يعودا ورقة رابحة في العصر الحديث، وأن القيادة الشابة تملك رؤية وحكمة وإرادة وعزيمة لا تلين، غير أنهم أدركوا بجلاء أنها تملك كافة القدرات والإمكانات والموارد التي تؤهلها لأن تحقق ما تصبو إليه.
مع توالي الأحداث خلال الآونة الأخيرة اتضحت تماماً للجميع طبيعة المنهج السعودي في التعامل مع الأحداث والتحديات الداخلية والخارجية، ومع انطلاق المملكة في عقد العديد من التحالفات مع العديد من القوى المختلفة الإقليمية والعالمية، ظهرت قدرات المملكة الاستثنائية من خلال تعاملها مع القضايا السياسية المتنوعة بشكل متزن وبما يحقق مصلحة شعبها، فالمملكة تضع أمن وطنها وشعبها واستقراره وازدهاره ورفاهيته أولى أولوياتها.
من المؤكد أن السياسة الجديدة التي انتهجتها المملكة أربكت أصحاب القرار في الولايات المتحدة لبعض الوقت، غير أنه بمرور الوقت أصبحت الإدارات الأمريكية على اختلافها على وعي كافٍ بطبيعة ومنهج القيادة السعودية، ويبدو في الأفق في الوقت الراهن علامات انفراج في العلاقة السعودية الأمريكية، وهو ما تجسد في زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة عقب التمهيد لها قبل عام، ثم توالت بعدها الزيارات الرسمية للعديد من المسؤولين الأمريكيين للمملكة التي شملت أيضاً زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ولا شك أن تلك الزيارات هي أبلغ دليل على اقتناع الإدارة الأمريكية بالتغيرات الجذرية التي حدثت في المملكة مؤخراً، وبرهان لا يقبل الجدل على أن الموقف الأمريكي الرسمي لم يعد متأثراً بالحملات الإعلامية الجوفاء التي تطلقها العديد من المنصات الإعلامية الأمريكية بهدف التأثير على موقف الإدارة الأمريكية الحالية تجاه المملكة.
لا شك أن الحفاوة التي تميزت بها زيارة الأمير محمد بن سلمان مؤخراً لفرنسا والعلاقة الحميمة الحالية بين المملكة والصين التي نشأت مؤخراً تتضمن رسائل واضحة عن أن العالم لا يحترم الضعفاء ولا يأبه إلا بالأقوياء، كما أوضحت جهود المملكة غير المسبوقة لوضعها في مصاف الدول المؤثرة عربياً وإقليمياً ودولياً، ومن المؤكد أن هذا ما كان ليتحقق إلا بوجود رؤية متماسكة وحكمة وإصرار على تحقيق الأهداف، ولعل موقف المملكة هذا هو ما تسبب في تغيير قواعد اللعبة السياسية، فالدول العظمى لم تعد هي من تملي الشروط، بل أصبحت العملية السياسية مشاركة من جميع الأطراف القادرة على التأثير في الوضع السياسي العالمي.
وقد بالغت الولايات المتحدة كثيراً في هذا الشأن إلى درجة أنها سعت لأن تصبح مركز العالم الذي تدور في فلكه بقية الدول، غير أن المؤسف أنها استغلت نفوذها لتحقيق أجندة معينة توافق هوى الإدارات الأمريكية، وهو ما ظهر جلياً في الفترة الماضية من خلال التراشق اللفظي الذي تابعناه بين رؤساء الولايات المتحدة السابقين، فكل رئيس ينتقد ويصف إدارة الرئيس الآخر بأنها الأسوأ، ولا شك أن التاريخ يزخر بالعديد من التجارب المريرة التي تم خلالها الانتصار للمصالح الأمريكية على حساب حقوق الأمم الأخرى.
خلال العقد الأخير طرأت على العالم الكثير من التغيرات، فظهرت الصين على سبيل المثال كقوة اقتصادية عظمى صاعدة، كما مرت المنطقة العربية بالكثير من الأحداث وأبرزها فوضى الدمار العربي، مما ساهم في انتشار بعض المنظمات الإرهابية، ومع تولي الأمير الشاب محمد بن سلمان ولاية العهد خطت المملكة خطوات عملاقة نحو مسيرة التنمية بالتوازي مع القيام بالعديد من الإصلاحات الجذرية في العديد من المجالات المختلفة، وعلى الصعيد الخارجي حرص الأمير الشاب على مد جسور التعاون مع مختلف القوى العظمى فيما يخدم قضايا المنطقة بصفة عامة والمملكة بصفة خاصة، ولعل الإدارة الأمريكية لم تستوعب جيداً في البداية أن حلم الهيمنة وفرض الشروط المسبقة لم يعودا ورقة رابحة في العصر الحديث، وأن القيادة الشابة تملك رؤية وحكمة وإرادة وعزيمة لا تلين، غير أنهم أدركوا بجلاء أنها تملك كافة القدرات والإمكانات والموارد التي تؤهلها لأن تحقق ما تصبو إليه.
مع توالي الأحداث خلال الآونة الأخيرة اتضحت تماماً للجميع طبيعة المنهج السعودي في التعامل مع الأحداث والتحديات الداخلية والخارجية، ومع انطلاق المملكة في عقد العديد من التحالفات مع العديد من القوى المختلفة الإقليمية والعالمية، ظهرت قدرات المملكة الاستثنائية من خلال تعاملها مع القضايا السياسية المتنوعة بشكل متزن وبما يحقق مصلحة شعبها، فالمملكة تضع أمن وطنها وشعبها واستقراره وازدهاره ورفاهيته أولى أولوياتها.
من المؤكد أن السياسة الجديدة التي انتهجتها المملكة أربكت أصحاب القرار في الولايات المتحدة لبعض الوقت، غير أنه بمرور الوقت أصبحت الإدارات الأمريكية على اختلافها على وعي كافٍ بطبيعة ومنهج القيادة السعودية، ويبدو في الأفق في الوقت الراهن علامات انفراج في العلاقة السعودية الأمريكية، وهو ما تجسد في زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة عقب التمهيد لها قبل عام، ثم توالت بعدها الزيارات الرسمية للعديد من المسؤولين الأمريكيين للمملكة التي شملت أيضاً زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ولا شك أن تلك الزيارات هي أبلغ دليل على اقتناع الإدارة الأمريكية بالتغيرات الجذرية التي حدثت في المملكة مؤخراً، وبرهان لا يقبل الجدل على أن الموقف الأمريكي الرسمي لم يعد متأثراً بالحملات الإعلامية الجوفاء التي تطلقها العديد من المنصات الإعلامية الأمريكية بهدف التأثير على موقف الإدارة الأمريكية الحالية تجاه المملكة.
لا شك أن الحفاوة التي تميزت بها زيارة الأمير محمد بن سلمان مؤخراً لفرنسا والعلاقة الحميمة الحالية بين المملكة والصين التي نشأت مؤخراً تتضمن رسائل واضحة عن أن العالم لا يحترم الضعفاء ولا يأبه إلا بالأقوياء، كما أوضحت جهود المملكة غير المسبوقة لوضعها في مصاف الدول المؤثرة عربياً وإقليمياً ودولياً، ومن المؤكد أن هذا ما كان ليتحقق إلا بوجود رؤية متماسكة وحكمة وإصرار على تحقيق الأهداف، ولعل موقف المملكة هذا هو ما تسبب في تغيير قواعد اللعبة السياسية، فالدول العظمى لم تعد هي من تملي الشروط، بل أصبحت العملية السياسية مشاركة من جميع الأطراف القادرة على التأثير في الوضع السياسي العالمي.