ناصر السلوم في ذمة الله !
الاثنين / 08 / ذو الحجة / 1444 هـ الاثنين 26 يونيو 2023 00:23
حسين شبكشي
يرحل الكبار وتبقى سيرتهم العطرة تزكي المجالس لتقدّم الدروس والعبر والفائدة، مقدمة نموذجاً حقيقياً معاصراً لمعنى التميز والرقي والخلق الراقي والأمانة والإتقان في العمل والولاء والوفاء. هكذا هو الحال مع فقيدنا الكبير معالي الوزير الأسبق ناصر السلوم الذي رحل عن دنيانا عن عمر يناهز الثمانين عاماً قضى جلها في الخدمة العامة في مواقع مختلفة وخرج منها مرفوع الرأس، طيب الذكر ومضرباً للأمثال في العمل والقول الحسن.
ولد بالمدينة المنورة، وانتقل بعدها للدراسة في مكة المكرمة ثم للدراسة الجامعية، انتقل إلى القاهرة ومن بعدها إلى ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، التي حصل منها على شهادتي الماجستير والدكتوراه بتفوق وتميز. كان طوال هذه الفترة على تواصل شخصي مع وزير المواصلات حسين المنصوري، الذي عرف بنهجه الإداري المميز، والذي جاء في منصبه بعد قيادي استثنائي آخر في الوزارة نفسها الوزير الراحل محمد عمر توفيق، وبدأ ناصر السلوم مشواره المهني المميز، وكان يرسم خطوات طريقه بأسس مبنية على الأمانة والإخلاص والإتقان والشرف بشكل عملي ملموس، وبعيد عن لغة وأسلوب رفع الشعارات. كان لديه إنكار عجيب للذات والأنا، وزاهداً تماماً كل الزهد في مغريات الدنيا، فلم تغيره المناصب، ولم يغره المال ولم تغب عن محياه في أي يوم من الأيام ابتسامة الرضا على كل إنجازاته أو على ما يصيبه من ابتلاء أو مصيبة على المستوى الشخصي الإنساني (وكان عددها كبيراً ومؤلماً)، فهو رجل شديد الإيمان بفكرة الرضا التام بقضاء الله وقدره بخيره وشره، ولا يغيب من على لسانه أبداً حمد الله وشكره على كل ما يصيبه. وبشكل تلقائي تحول ناصر السلوم من دون أن يقصد أو يخطط لذلك إلى أيقونة النزاهة في العمل الإداري الرسمي.
كان الراحل الكبير مؤمناً بشكل يقيني أن شبكة المواصلات التي تقدم على تنفيذها الوزارة التي كان يتولاها هي مهمة وطنية عظيمة تأتي في مقام لا يقل أبداً عن التعليم والأمن في البلاد؛ لأنها ستتيح التنقل والتواصل والتجارة والعمل بين مناطق البلاد ومواطنيها، وبذلك تكون أحد أهم دعامات النسيج الوطني. وقد قدّمت الدولة لأجل تنفيذ ذلك ميزانيات سخية بالبلايين من الريالات جعلت أكبر الشركات من حول العالم تأتي للمشاركة في التنفيذ، وكان تعامل الراحل الكبير مثالياً وأشبه بالأسطورة رفض أي تجاوزات أو مغريات وخرجت مشاريع وزارته بشكل نموذجي فريد.
التزم ناصر السلوم طوال عمره سواء أكان ذلك على المستوى المهني أو الشخصي بمبدأ واحد رئيسي وهو أن تخشى الله في السر والعلن وتحترم نفسك في ما تقول وتعمل. ناصر السلوم كان رحمه الله تعالى مدرسة إدارية هادئة ومدرسة إنسانية راقية. فرض احترامه بسمعته وعمله بلا إكراه ولا إجبار. كانت أخلاقه هي المفاتيح لدخول القلوب، ونجاحه المهني كان أبلغ إثبات على نهجه الإداري وأسلوبه المميز.
عرفت الرجل عن قرب، وشهادتي فيه مجروحة، ولكنها إن شاء الله تعالى صادقة وحقيقية، كان أقرب الناس للعم الراحل أسامة شبكشي، فكنت أحضر الكثير من لقاءاتهم، وأستمع إلى أحاديثهم، فعرفت عن قرب معدن الراحل الكبير العم ناصر السلوم.
رحل ناصر السلوم عن دنيانا، ولكن سيرته العطرة باقية معنا إلى حين، فهذه النوعية من الرجال تحفر اسمها على صخرة المجد والخلود إلى الأبد. رحم الله ناصر السلوم رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ولد بالمدينة المنورة، وانتقل بعدها للدراسة في مكة المكرمة ثم للدراسة الجامعية، انتقل إلى القاهرة ومن بعدها إلى ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، التي حصل منها على شهادتي الماجستير والدكتوراه بتفوق وتميز. كان طوال هذه الفترة على تواصل شخصي مع وزير المواصلات حسين المنصوري، الذي عرف بنهجه الإداري المميز، والذي جاء في منصبه بعد قيادي استثنائي آخر في الوزارة نفسها الوزير الراحل محمد عمر توفيق، وبدأ ناصر السلوم مشواره المهني المميز، وكان يرسم خطوات طريقه بأسس مبنية على الأمانة والإخلاص والإتقان والشرف بشكل عملي ملموس، وبعيد عن لغة وأسلوب رفع الشعارات. كان لديه إنكار عجيب للذات والأنا، وزاهداً تماماً كل الزهد في مغريات الدنيا، فلم تغيره المناصب، ولم يغره المال ولم تغب عن محياه في أي يوم من الأيام ابتسامة الرضا على كل إنجازاته أو على ما يصيبه من ابتلاء أو مصيبة على المستوى الشخصي الإنساني (وكان عددها كبيراً ومؤلماً)، فهو رجل شديد الإيمان بفكرة الرضا التام بقضاء الله وقدره بخيره وشره، ولا يغيب من على لسانه أبداً حمد الله وشكره على كل ما يصيبه. وبشكل تلقائي تحول ناصر السلوم من دون أن يقصد أو يخطط لذلك إلى أيقونة النزاهة في العمل الإداري الرسمي.
كان الراحل الكبير مؤمناً بشكل يقيني أن شبكة المواصلات التي تقدم على تنفيذها الوزارة التي كان يتولاها هي مهمة وطنية عظيمة تأتي في مقام لا يقل أبداً عن التعليم والأمن في البلاد؛ لأنها ستتيح التنقل والتواصل والتجارة والعمل بين مناطق البلاد ومواطنيها، وبذلك تكون أحد أهم دعامات النسيج الوطني. وقد قدّمت الدولة لأجل تنفيذ ذلك ميزانيات سخية بالبلايين من الريالات جعلت أكبر الشركات من حول العالم تأتي للمشاركة في التنفيذ، وكان تعامل الراحل الكبير مثالياً وأشبه بالأسطورة رفض أي تجاوزات أو مغريات وخرجت مشاريع وزارته بشكل نموذجي فريد.
التزم ناصر السلوم طوال عمره سواء أكان ذلك على المستوى المهني أو الشخصي بمبدأ واحد رئيسي وهو أن تخشى الله في السر والعلن وتحترم نفسك في ما تقول وتعمل. ناصر السلوم كان رحمه الله تعالى مدرسة إدارية هادئة ومدرسة إنسانية راقية. فرض احترامه بسمعته وعمله بلا إكراه ولا إجبار. كانت أخلاقه هي المفاتيح لدخول القلوب، ونجاحه المهني كان أبلغ إثبات على نهجه الإداري وأسلوبه المميز.
عرفت الرجل عن قرب، وشهادتي فيه مجروحة، ولكنها إن شاء الله تعالى صادقة وحقيقية، كان أقرب الناس للعم الراحل أسامة شبكشي، فكنت أحضر الكثير من لقاءاتهم، وأستمع إلى أحاديثهم، فعرفت عن قرب معدن الراحل الكبير العم ناصر السلوم.
رحل ناصر السلوم عن دنيانا، ولكن سيرته العطرة باقية معنا إلى حين، فهذه النوعية من الرجال تحفر اسمها على صخرة المجد والخلود إلى الأبد. رحم الله ناصر السلوم رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.