شعوب المهنة وشعوب التخصص
الثلاثاء / 23 / ذو الحجة / 1444 هـ الثلاثاء 11 يوليو 2023 00:22
عبداللطيف الضويحي
في بعض المجتمعات ومنها المجتمعات العربية، تزدهر المهنة والحرفة أو مجموعة المِهن والحِرف مثلما هو في لبنان ومصر والمغرب واليمن وسوريا، بل يمارس أحياناً تلك المِهن أو الحِرف عائلات ممتدة بأكملها يتوارثونها أباً عن جد دون حاجة للذهاب إلى مدرسة والدراسة المهنية أو الفنية باستثناء ما فرضته مؤخراً التقنية على بعض المهن والمهنيين من حاجة للاستعانة بالتقنية للتطوير أو التوسع في المجالات ذات الصلة والارتباط بالمهنة.
فكيف صمدت هذه المِهن والحِرف العابرة للأجيال؟ ولماذا بقيت في مجتمعات بعينها ولم تستطع أن تعبر إلى مجتمعات ودول أخرى؟ وهل يكمن سر بقائها واستمراريتها نتيجة لارتباطها بقواعد سوق العمل المعروفة؟ أم أن ثقافة المهنة وارتباطها بالتقاليد الاجتماعية والأسرية والعائلية تقف وراء صمود هذه المهن وتحديها عوامل الدهر؟ أم أن لتلك المِهن والحِرف جذوراً اجتماعية اقتصادية ضاربة في العمق؟
وهل هناك علاقة عكسية أو طردية بين ثقافة التخصصات الجامعية الأكاديمية وثقافة المهن والحرف المجتمعية؟ هل يمكن القول بأن ثقافة التخصصات الجامعية ازدهرت في الأمكنة التي تنحسر أو تنعدم بها ثقافة المهنة والحرفة، أم أن ثقافة التخصصات الجامعية والأكاديمية ازدهرت في الأزمنة التي انحسرت أو انعدمت عندها ثقافة الحرف والمهن؟ وهل هذا ما أسهم لاحقاً بوجود وانتشار ثقافة التخصص مقابل ثقافة المهنة؟ وهل السبب ذاته يقف وراء تشكّل مجتمعات التخصصات مقابل مجتمعات المهن والحرف؟ وما علاقة كل ذلك بما يمكن تسميته مجازاً بشعوب المهنة وشعوب التخصص؟
وهل خلطت التقنية أوراق الثقافتين وقوضت أطنابهما لصالح ثقافة واحدة تجمع ما بين المهن والتخصصات في تصنيف رقمي واحد؟ وهل أعادت التقنية تشكيل مجتمعات وثقافاتها إلى الأبد أم أنها لا تزال تتشكل وستستمر تتشكل إلى الأبد؟ وهل هذا هو السبب الذي يدفع الكثير من الدول للحد من أعداد الطلاب المتقدمين للجامعات وإعادة توجيههم إلى برامج مهنية وحرفية من خلال دراسة الدبلومات؟ وهل هذا الإجراء طارئ أم مؤقت أم هو انعكاس لحالة الارتباك نتيجة لغياب الدراسات؟ إلى أي مدى يمكن أن تنجح سياسات الدول وخططها بحصر دراسة التخصصات الجامعية وما فوق الجامعية بالطلبة الذين يتحصلون على درجات عالية في الاختبارات التخصصية والمنطقية والمعرفية؟
كيف أسهمت منصات التواصل الاجتماعي في بلورة وتشكّل الاهتمامات المهنية التخصصية؟ كيف نجح البعض بالاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي وتوظيفها في تمكينه مهنياً وتخصصاً؟ بينما تسببت للبعض الآخر بالتشتت والضياع؟ ما هي الحدود الفاصلة بين استخدام منصات التواصل الاجتماعي في بلورة وتشكيل الاهتمامات المهنية والتخصصية، مقابل الاستخدام المعاكس؟
في تقديري أن منصات التواصل الاجتماعي أوجدت نوعين من البشر أو عززت سلوكيات نوعين من السلوكيات فأوجدت: المستخدم الأفقي والمعرفة الأفقية، وهذه لا تصنع مهنة ولا تعزز تخصصاً، والنوع الثاني: هو المستخدم الرأسي والمعرفة الرأسية، وهذه قدمت قصص نجاح ونماذج تحتذى.
ختاماً: من نافلة القول بأن هناك حاجة لدراسات متعمقة فيما نطرحه في هذا المقال، كما أن هناك حاجة لأن تقوم جهات التوظيف والموارد البشرية بوضع إرشادات لكيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمن يبحثون عن عمل وتطوير مهارات ومعارف من هم على رأس العمل لضمان عدم الخلط بين المعرفة الأفقية والمعرفة الرأسية عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي في بلورة وتطوير الاهتمامات المهنية والتخصصية.
فكيف صمدت هذه المِهن والحِرف العابرة للأجيال؟ ولماذا بقيت في مجتمعات بعينها ولم تستطع أن تعبر إلى مجتمعات ودول أخرى؟ وهل يكمن سر بقائها واستمراريتها نتيجة لارتباطها بقواعد سوق العمل المعروفة؟ أم أن ثقافة المهنة وارتباطها بالتقاليد الاجتماعية والأسرية والعائلية تقف وراء صمود هذه المهن وتحديها عوامل الدهر؟ أم أن لتلك المِهن والحِرف جذوراً اجتماعية اقتصادية ضاربة في العمق؟
وهل هناك علاقة عكسية أو طردية بين ثقافة التخصصات الجامعية الأكاديمية وثقافة المهن والحرف المجتمعية؟ هل يمكن القول بأن ثقافة التخصصات الجامعية ازدهرت في الأمكنة التي تنحسر أو تنعدم بها ثقافة المهنة والحرفة، أم أن ثقافة التخصصات الجامعية والأكاديمية ازدهرت في الأزمنة التي انحسرت أو انعدمت عندها ثقافة الحرف والمهن؟ وهل هذا ما أسهم لاحقاً بوجود وانتشار ثقافة التخصص مقابل ثقافة المهنة؟ وهل السبب ذاته يقف وراء تشكّل مجتمعات التخصصات مقابل مجتمعات المهن والحرف؟ وما علاقة كل ذلك بما يمكن تسميته مجازاً بشعوب المهنة وشعوب التخصص؟
وهل خلطت التقنية أوراق الثقافتين وقوضت أطنابهما لصالح ثقافة واحدة تجمع ما بين المهن والتخصصات في تصنيف رقمي واحد؟ وهل أعادت التقنية تشكيل مجتمعات وثقافاتها إلى الأبد أم أنها لا تزال تتشكل وستستمر تتشكل إلى الأبد؟ وهل هذا هو السبب الذي يدفع الكثير من الدول للحد من أعداد الطلاب المتقدمين للجامعات وإعادة توجيههم إلى برامج مهنية وحرفية من خلال دراسة الدبلومات؟ وهل هذا الإجراء طارئ أم مؤقت أم هو انعكاس لحالة الارتباك نتيجة لغياب الدراسات؟ إلى أي مدى يمكن أن تنجح سياسات الدول وخططها بحصر دراسة التخصصات الجامعية وما فوق الجامعية بالطلبة الذين يتحصلون على درجات عالية في الاختبارات التخصصية والمنطقية والمعرفية؟
كيف أسهمت منصات التواصل الاجتماعي في بلورة وتشكّل الاهتمامات المهنية التخصصية؟ كيف نجح البعض بالاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي وتوظيفها في تمكينه مهنياً وتخصصاً؟ بينما تسببت للبعض الآخر بالتشتت والضياع؟ ما هي الحدود الفاصلة بين استخدام منصات التواصل الاجتماعي في بلورة وتشكيل الاهتمامات المهنية والتخصصية، مقابل الاستخدام المعاكس؟
في تقديري أن منصات التواصل الاجتماعي أوجدت نوعين من البشر أو عززت سلوكيات نوعين من السلوكيات فأوجدت: المستخدم الأفقي والمعرفة الأفقية، وهذه لا تصنع مهنة ولا تعزز تخصصاً، والنوع الثاني: هو المستخدم الرأسي والمعرفة الرأسية، وهذه قدمت قصص نجاح ونماذج تحتذى.
ختاماً: من نافلة القول بأن هناك حاجة لدراسات متعمقة فيما نطرحه في هذا المقال، كما أن هناك حاجة لأن تقوم جهات التوظيف والموارد البشرية بوضع إرشادات لكيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمن يبحثون عن عمل وتطوير مهارات ومعارف من هم على رأس العمل لضمان عدم الخلط بين المعرفة الأفقية والمعرفة الرأسية عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي في بلورة وتطوير الاهتمامات المهنية والتخصصية.