أخبار

معيار جديد لتشخيص Alzheimer's

يتوافق مع العقاقير الجديدة الهادفة لتأخير تقدم المرض لتدمير العقل

«عكاظ» (واشنطن، لندن) OKAZ_online@

يكاد الحديث عن مرض ألزهايمر، وهو أحد أكثر أنواع الخَرَف شيوعاً، لا ينقطع، خصوصاً بعدما وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أخيراً على عقار جديد، ابتكرته شركتا أدوية يابانية وأمريكية، ثبتت قدرته على تأخير انطلاق ألزهايمر، الذي يبدد الذاكرة، ويجعل المريض عاجزاً عن التفكير. وأحدث ما طرأ في هذا الشأن عكوف خبراء معالجة ألزهايمر على إعداد اختبار من سبع نقاط، بناء على ملاحظة التغيرات الإدراكية والبيولوجية، لتوفير تشخيص دقيق للإصابة بهذا المرض. وذكر خبراء أمام مؤتمر عقدته رابطة مرض ألزهايمر في أمستردام، بهولندا (الأحد)، أن نظام التشخيص الجديد يقوم على تدرج بالأرقام لتقويم تطور المرض، على غرار نظام تشخيص مرض السرطان. ويلغي النظام الجديد التصنيف السابق للإصابة بأنها إما خفيفة، أو متوسطة، أو مستفحلة. وكانت قواعد تشخيص ألزهايمر استحدثت في سنة 2018. غير أن التحديث الجديد نجم عن التقدم الكبير في الكشف عن البروتينات التي تتسبب في ألزهايمر، خصوصاً بروتين بيتا أملويد. وعلاوة على ذلك، فإن الأدوية الجديدة لألزهايمر تتطلب تشخيصاً دقيقاً للإصابة قبل بدء العلاج بالعقاقير الجديدة. وقال الاستشاري بمستشفى مايو كلينيك في روشستر بولاية مينيسوتا الأمريكية الدكتور كليفورد جاك، إن النظام الجديد للتشخيص أكثر دقة من سابقه، وأفضل لتحديد طبيعة المرحلة التي وصلت إليها الإصابة. ويأتي النظام التشخيصي الجديد في وقت يستعد فيه الأطباء لتحديد طبيعة إصابات مرضاهم، تمهيداً للبدء في العلاج بعقار ليكيمبي، الذي ابتكرته شركتا إيساي اليابانية وبيوجن الأمريكية. وفي وقت قررت فيه هيئة الغذاء والدواء تكليف علمائها بمراجعة بيانات عقار جديد لألزهايمر ابتكرته شركة إيلي ليللي الدوائية الأمريكية، ويسمى دونانيماب. وقالت المسؤولة العلمية في رابطة ألزهايمر الدكتورة ماريا كاريللو، إن العالم يدخل حالياً في مرحلة تشهد ابتكار أدوية تلائم حاجة كل مريض بشكل منفرد. وهي مرحلة بدأ الأطباء يدركون فيها أن هناك مؤشرات بيولوجية حيوية لا بد من تحديدها للشروع في التداوي بالأدوية الحديثة. وبموجب النظام التشخيصي الجديد سيُعطى المريض درجات من 1 إلى 7، بناء على وجود المؤشرات غير الطبيعية الدالة على وجود المرض، إضافة إلى رصد التغيرات الإدراكية. كما أن نظام التشخيص الجديد يتضمن 4 مراحل بيولوجية، وسمت بـ«أ، ب، ج، د». ومن ذلك أن يلاحظ أن المريض ليست لديه أي أعراض، لكن المؤشرات الحيوية غير طبيعية. وفي المرحلة الثانية قد تكون المؤشرات الحيوية للفرد غير عادية، ولكن التغيرات الإدراكية أو السلوكية ضئيلة جداً. وفي الخطوة الثالثة تفيد المؤشرات بإصابة الفرد بدرجة خفيفة من المرض، بينما تحدد الخطوات 4، و5، و6 إذا كانت إصابة المريض متوسطة أو حادة. كما أن نظام التشخيص الجديد يتضمن تصنيف الأشخاص الذين يحملون مورّثات (جينات) تؤكد أنهم سيصابون بألزهايمر في مرحلة ما من حياتهم. وتشمل هذه الفئة الأشخاص المصابين بمتلازمة داون، الذين يصاب 75% منهم بألزهايمر خلال فترة بلوغهم. ويرى الأطباء المتخصصون في الألزهايمر، أنه لا يوجد شيء اسمه ألزهايمر خفيف، مثلما لا يوجد سرطان خفيف، وإنما يتعلق الأمر بمراحل متدرجة بالأرقام، هي التي تحدد دقة التشخيص، ليبدأ بعد ذلك العلاج. وقال الدكتور جاك، إن كثيراً من الحالات تتسبب في الخرف، لكن الخرف يختلف عن مرض ألزهايمر. وتكتسب القواعد الإكلينيكية الجديدة لتشخيص ألزهايمر أهمية من أن العقاقير الجديدة تتطلب تحديد المرضى الذين لا يزال المرض يزحف ببطء إلى عقولهم، بحيث تقوم الأدوية الجديدة بإبطاء تقدمه، بدلاً من التشخيص بالطريقة القديمة، وبدء تقديم العلاج لتخفيف الأعراض، بينما يظل المرض الأصلي بلا علاج.

ارتفاع متواصل في الإصابات بمرض «الزهري»

يعد مرض الزهري Syphilis، أحد أقدم الأمراض تفشياً بين البشر. وقد تم تشخيص الإصابة به منذ سنة 1490 للميلاد. وقد أطلق عليه «المرض الفرنسي»، و«المرض البلوندي». لكن أكثر الألقاب التصاقاً به هو «المُقلِّد الأكبر»؛ وهي إشارة إلى أن هذا المرض يحاكي أعراض الأمراض الأخرى، بحيث يعتقد المصاب أنه يعاني من أحد الالتهابات العادية، التي تأتي وتذهب. وإذا لم يتم اكتشاف الإصابة في مهدها، فإن التبعات تصبح خطرة جداً على صحة الإنسان. ومن أسوأ المفاهيم التي ارتبطت بهذا الداء زعم الغالبية أن الزهري ليس له دواء. ويزيد الأمر سوءاً أن الإحصاءات الصادرة عن الدول تؤكد عودة إصابات الزهري للارتفاع، بعدما ظن كثيرون أنه ولى بغير رجعة. وخلال أبريل 2023؛ أطلقت الولايات المتحدة أحدث إحصاءاتها للإصابات المنقولة عدواها جنسياً. وأظهرت ارتفاع الإصابات بالزهري بنسبة 23% خلال الفترة 2020 - 2021؛ وهي النسبة الكبرى منذ 70 سنة. وحذرت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها من أن الزهري ماضٍ في التفاقم. وأوضحت، أن الزهري الخلقي، وهي الإصابة التي يرثها الجنين من والدته نتيجة إصابتها خلال فترة الحمل، شهد زيادة مخيفة، بنسبة 32% خلال 2020 - 2021. ويمكن أن يتسبب الزهري في وفاة الجنين، وفي مشكلات صحية قد تلازمه طوال حياته إذا نجا من الموت داخل رحم والدته. وقال رئيس شعبة الأمراض المنقولة جنسياً لدى المراكز الأمريكية للحد من الأمراض الدكتور لياندرو مينا: كنا نعتقد قبل 15 أو 20 سنة أننا صرنا على وشك استئصال الزهري. لكننا الآن نشهد زيادة في عدد إصاباته بمستوى لم نره منذ 20 سنة أو أكثر. وتقول منظمة الصحة العالمية، إن الأمر ليس وقفاً على الولايات المتحدة؛ إذ إن العالم شهد 7.1 مليون إصابة بالزهري خلال 2020. وأعلنت السلطات الصحية في بريطانيا، أن مرض الزهري شهد خلال سنة 2022 زيادة في عدد الإصابات غير المسبوقة منذ سنة 1948. وقالت مديرة مؤسسة مكافحة الأمراض المنقولة جنسياً في بريطانيا جودي كروسمان، إنها نادراً ما كانت تشهد إصابة بهذا الداء عندما تخصصت في طبابة الأمراض الجنسية في سنة 2005. وزادت: لقد قفز عدد الإصابات بنسبة 8.4% خلال الفترة 2020 - 2021. وأضافت: أضحينا في العيادات المخصصة للأمراض التناسلية نرى إصابتين أو ثلاث إصابات يومياً. وعادة ما تتسبب جرثومة تسمى تريبونيما باليدوم في مرض الزهري. وتأتي الأعراض عبر 4 مراحل. في المرحلة المبكرة تظهر بثور لا يصدر عنها أي ألم. ويعتقد الأطباء أن إعطاء إبرة عضلية من مضاد البنسلين أكثر وسيلة فعالة للعلاج. وإذا لم يحصل المصاب على العلاج السريع اللازم، فإن الزهري يتحول إلى تأثيرات مُعقدة للأعصاب، ويؤدي لأمراض في القلب والأوعية الدموية. وفي كندا، ذكر استشاري مكافحة الأمراض المعدية في تورنتو الدكتور ايزاك بوغوش، أن الإصابات بالزهري في كندا ارتفعت بنسبة 389% خلال الفترة 2011 - 2019. وسجل الزهري الخلقي، الذي تنتقل فيه العدوى من الأم إلى الجنين، زيادة بنحو 30 ألف إصابة في أرجاء أمريكا الشمالية والجنوبية خلال 2021. ويتسبب هذا النوع من الزهري بعواقب كارثية، تشمل موت الجنين داخل البطن، والولادة المبكرة، وضعف وزن المولود عند ولادته، ووفاة المولود بعد فترة وجيزة من ولادته. وتشير الإحصاءات الصحية الأمريكية إلى أن هذا النوع من الإصابة بالزهري آخذ في الزيادة، إلى درجة أن إصاباته التي سجلت في 2020 تفوق نظيرتها في 2016 بنحو 3.5 أضعاف. كما أن زيادته خلال 2021 أدت إلى موت 220 جنيناً، ووفيات بعد الولادة.