أخبار

72 ساعة عمل.. ولي العهد بمهمة في حب الوطن

خلال ترؤوسه قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى

طاهر الحصري (جدة) Taher_ibrahim0@

«العمل، هو الثمن الذي تدفعه في مقابل المساحة التي تشغلها على سطح الأرض». بهمة لا تفتر، وعزيمة لا تلين، وإرادة لا تعرف ولا تعترف بالمستحيل، قدم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - طوال 72 ساعة متواصلة - أروع أمثلة التفاني في تقديس العمل المستمر بلا كلل، حبا للوطن وترابه، وذودا عن حاضره ومستقبله.

امتزجت ساعات النهار والليل، وتكدس جدول أعمال ولي العهد بملفات الطاقة النظيفة، الصناعات الدفاعية، الاستثمار المباشر، الأبحاث والتطوير، الإعلام، في القمتين اللتين عقدهما مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء الياباني فوميو كيشيدا، يومي الأحد والإثنين الماضيين.

ولأنه ابن المملكة العربية السعودية العظمى، الذي عاهد شعبه أن تكون دولته جاذبة لجميع سكان كوكب الأرض، آثر ولي العهد إلا أن يطلع جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي، على ما جرى في القمتين من مباحثات وقضايا واتفاقيات في كافة المجالات، ويشرف بنفسه على صناعة 15 قرارا في الجلسة.

وما برح مجلس الوزراء ليلا، ليكون نهارا في مقدمة الصفوف، الأربعاء الماضي، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مستقبلا قادة ورؤساء الوفود المشاركين، لدى وصولهم مقر انعقاد القمة؛ مترئسا قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى «C5».

وبإيمان بمكانته العالمية كولي عهد أكبر دولة في المنطقة، وبمكانة المملكة العربية السعودية ودورها الإقليمي والدولي الفعال، كان للمحور السعودي - التركي نصيبا وافرا من اهتمامه، وذلك في القمة التي عقدها مع أردوغان وشهدت توقيع اتفاقيات ثنائية في خمسة مجالات، سبقها تصريحات الرئيس التركي، قبل وصوله إلى جدة بأن «السعودية من أهم دول المنطقة»، وأنه سيبحث خلال زيارته إلى السعودية مجالات الاستثمار، ويتطلع أن تلعب شركات المقاولات التركية دورا أكبر في المملكة، مثمنا ما قدمته المملكة للحجاج الأتراك خلال موسم الحج من خدمات، وما وفرته المملكة للشعب التركي المتضرر من الزلزال الذي وقع بها قبل عدة أشهر.

استشراف المستقبل وتحدياته

لأنه عراب «رؤية 2030» يعلم علم اليقين أن العالم يتجه إلى الطاقة النظيفة، لذلك أطلق مع رئيس الوزراء الياباني مبادرة «منار» السعودية - اليابانية للتعاون في مجال الطاقة النظيفة، التي ستكون بمثابة منارة تسترشد بها الدول والأقاليم الأخرى من العالم؛ ليتوج ولي العهد الأيام الأربعة برؤيته لخليج قوي، آمن، متقدم، بافتتاحه قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى، عبر كلمات تستشرف المستقبل وتحدياته، عندما قال: «التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم تستلزم بذل جميع الجهود، لتعزيز التعاون بين دولنا لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا، وفي هذا الشأن نؤكد على أهمية احترام سيادة الدول واستقلالها وقيمها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وضرورة تكثيف الجهود المشتركة؛ لمواجهة كل ما يؤثر في أمن الطاقة وسلاسل الإمدادات الغذائية العالمية».