كتاب ومقالات

بين النظرية والتطبيق

مي خالد

لماذا أفضل الكتب في البرمجة وهندسة الكمبيوتر كتبها أشخاص ليسوا بالضرورة أفضل المبرمجين؟ لماذا الكتب المؤلفة عن لعبة الشطرنج لم يكتبها ماغنوس كارلسن بطل العالم في الشطرنج الذي فاز بالبطولة أكثر من خمس مرات؟

بل كيف استطاع اللواء كلاوزفيتز أن يكتب الكتاب الأكثر تأثيراً في تخطيط المعارك المعاصرة، كتاب عنوانه (عن الحرب)؟.

كان هناك العديد من الجنرالات ذوي الرتب العالية في عصره، وهو نفسه لم ينتصر بالفعل في أغلب المعارك التي خاضها وتم تدمير جيشه أمام نابليون.

لماذا لم يؤلف الكتاب الجنرالات الأكثر نجاحاً مثل كوتوزوف الذي هزم نابليون؟

ولماذا كتب مكيافيلي وكونفوشيوس ولاوزي كتباً شهيرة عن الحكم على الرغم من أنهم في الواقع لم يحكموا بلدانهم أو أي بلد آخر؟.

الجواب: لأن المهارة العملية لا تترجم بالضرورة إلى مهارة نظرية أو مهارة كتابة. أيضاً، أن تكون ناجحاً في التطبيق العملي لايعني بالضرورة قدرتك على التنظير له.

وقياساً على ذلك يكون جواب سؤالنا الافتراضي الأخير:

(لماذا لم يكن المدربون الأكثر نجاحاً في عالم كرة القدم اليوم هم أفضل اللاعبين في الماضي؟).

يتطلب التدريب مجموعة مختلفة من المهارات. يتطلب شخصية قيادية وامتلاك القدرة على التفكير في اللعبة والتنبؤ بها. القدرة على قياس قدرات فريقك وفريق خصمك والتصرف وفقاً لذلك. حتى إذا لم يكن لديك التكييف البدني المطلوب منك كلاعب، فلا يزال بإمكانك أن تكون مدرباً رائعاً.

والعكس صحيح أيضاً.

فليس كل اللاعبين العظماء يصبحون مدربين جيدين.