متى نحصل على محمد عبده والبدر وغازي وثبيتي آخرين؟!
الاثنين / 13 / محرم / 1445 هـ الاثنين 31 يوليو 2023 00:12
محمد الساعد
تبلغ السعودية اليوم في عمرها المديد أكثر من مئة وعشرين عاماً، ولم تبلغ هذا العمر بدون جهود وحلم ورؤية المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ولولا أنه آمن بالحلم رغم المصاعب والعقبات والمؤامرات، ولولا أنه أتاح وأبناؤه الملوك من بعده المناخ الذي احتضن ودعم المبادرات الفردية والمواهب اللافتة لبقيت البلاد السعودية تئن تحت وطأة فقر الحياة والظروف والمصاعب.
دعونا نعود إلى تلك البلاد الناشئة في أواسط نجد أوائل القرن الماضي، بلا مظاهر تمدن ولا جودة حياة، وإذا بالملك المؤسس يصنع بيديه وطناً قادماً من أعماق الصحراء بطموح لا حدود له، وفي الوقت نفسه يواجه بلا تردد ولا انكسار إمكانات محدودة وبلاداً مقفرة وشعباً أمياً في أغلبه وفواتير صعبة خلفها إرث بعض الغزاة، وصراعات ونزاعات محلية لا تتوقف حتى ينزف الدم من جديد، ومع ذلك يصر على التغيير ويتحقق له ذلك.
الروّاد السعوديون الذين ساروا على خطى الرائد «العظيم عبدالعزيز»، كان قدرهم أن يحملوا «قوتنا الناعمة» على أكتافهم وفي عيونهم، يشقون بها طرقاً وعرة، ويواجهون بصدور مفتوحة تحديات اجتماعية تارة وفتاوى وممانعات وخصومات تارة أخرى، ومع ذلك لم يتوقفوا ولم ينهزموا.
روّاد الصحافة السعودية والتعليم والفن والموسيقى والتاريخ والآثار والطب والرياضة وكل الفنون الإنسانية الأخرى تحولوا إلى أيقونات محلية وعربية، وبالرغم من إرثهم الكبير الذي لا يزال قوة ناعمة ليس في المملكة وحسب بل والعالم أجمع، إلا أننا نفتقدهم اليوم، يتساقطون واحداً تلو الآخر بسبب القدر أحياناً وبسبب تغير الأجيال وتحول شغفهم واهتماماتهم أحياناً أخرى.
ومع أن التعليم والمعارف والدعم والاحتضان توفرت بشكل لافت، إلا أننا لا نجد طلال مداح ومحمد عبده وعلي عبدالكريم وفوزي محسون وابتسام لطفي جدداً، كما أننا لا نتذوق اليوم شعراً كشعر محمد الثبيتي والزمخشري وخالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن وخالد بن يزيد وإبراهيم خفاجي وثريا قابل، وكأن الحب تاه من أيدينا والحكمة انتهت والتجارب توقفت.
إبداع كرة القدم السعودية يتسيد المشهد بلا شك، لكنه يسير بمكائن جماعية، وكأننا لم ننجب ذات يوم مواهب فردية أثارت دهشة كرة القدم في العالم وحملت الانتصارات والأفراح إلى بيوتنا، فلم نعد نشاهد في ملاعبنا سعيد غراب وماجد عبدالله ويوسف الثنيان وصالح خليفة وأحمد صغير وخليل زياني آخرين.
لعل السؤال الكبير يقول: متى نحصل على محمد عبده والبدر وغازي وثبيتي آخرين، هل اختفى التحدي وذبل الشغف، أم أن قدر كل أمة أن تنجب أثمن ما لديها دفعة واحدة ثم تنتظر أجيالاً أخرى لتعوضها؟
في نظري أن ذلك لا يصح مع بلاد مثل بلادنا فيها كل هذا الغنى وكل هذا التنوع وكل هذا الجمال والطبيعة الثرية والثقافات المحلية الضاربة في أعماق التاريخ من جنوب عسير والباحة حتى عرعر وتبوك والعلا شمالاً، ومن نجد العذبة التي أنتجت أجمل الشعر وأعذب الكلمات إلى الطائف المأنوس بموسيقاه ومواهبه المبهرة.
المواهب بلا شك موجودة وبكثرة، ولكن خيارات الحياة أصبحت عديدة أمام الموهوبين، بينما كانت محدودة في ما مضى، ولذلك من المهم التقاط المواهب وتعظيم الموهبة في أعينهم وتحويلها إلى مصدر ثراء، وتسليط الأضواء والنجومية إليهم بدلاً من رجيع وفلول السوشل ميديا، كما يجب أن نعمل على صناعة نجوم جدد يملؤون سماءنا وأرضنا وفنوننا، فصناعة النجوم في الغرب وفي أمريكا على سبيل المثال لها آلياتها وطرقها الناجحة، وتقوم عليها مؤسسات ومنظمات وهيئات وشركات كبرى، وتدر عليهم الأموال الطائلة، وهو طريق لا بد أن نسلكه حتى لا نتفاجأ ذات يوم بأننا أصبحنا بلا قوة ناعمة.
دعونا نعود إلى تلك البلاد الناشئة في أواسط نجد أوائل القرن الماضي، بلا مظاهر تمدن ولا جودة حياة، وإذا بالملك المؤسس يصنع بيديه وطناً قادماً من أعماق الصحراء بطموح لا حدود له، وفي الوقت نفسه يواجه بلا تردد ولا انكسار إمكانات محدودة وبلاداً مقفرة وشعباً أمياً في أغلبه وفواتير صعبة خلفها إرث بعض الغزاة، وصراعات ونزاعات محلية لا تتوقف حتى ينزف الدم من جديد، ومع ذلك يصر على التغيير ويتحقق له ذلك.
الروّاد السعوديون الذين ساروا على خطى الرائد «العظيم عبدالعزيز»، كان قدرهم أن يحملوا «قوتنا الناعمة» على أكتافهم وفي عيونهم، يشقون بها طرقاً وعرة، ويواجهون بصدور مفتوحة تحديات اجتماعية تارة وفتاوى وممانعات وخصومات تارة أخرى، ومع ذلك لم يتوقفوا ولم ينهزموا.
روّاد الصحافة السعودية والتعليم والفن والموسيقى والتاريخ والآثار والطب والرياضة وكل الفنون الإنسانية الأخرى تحولوا إلى أيقونات محلية وعربية، وبالرغم من إرثهم الكبير الذي لا يزال قوة ناعمة ليس في المملكة وحسب بل والعالم أجمع، إلا أننا نفتقدهم اليوم، يتساقطون واحداً تلو الآخر بسبب القدر أحياناً وبسبب تغير الأجيال وتحول شغفهم واهتماماتهم أحياناً أخرى.
ومع أن التعليم والمعارف والدعم والاحتضان توفرت بشكل لافت، إلا أننا لا نجد طلال مداح ومحمد عبده وعلي عبدالكريم وفوزي محسون وابتسام لطفي جدداً، كما أننا لا نتذوق اليوم شعراً كشعر محمد الثبيتي والزمخشري وخالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن وخالد بن يزيد وإبراهيم خفاجي وثريا قابل، وكأن الحب تاه من أيدينا والحكمة انتهت والتجارب توقفت.
إبداع كرة القدم السعودية يتسيد المشهد بلا شك، لكنه يسير بمكائن جماعية، وكأننا لم ننجب ذات يوم مواهب فردية أثارت دهشة كرة القدم في العالم وحملت الانتصارات والأفراح إلى بيوتنا، فلم نعد نشاهد في ملاعبنا سعيد غراب وماجد عبدالله ويوسف الثنيان وصالح خليفة وأحمد صغير وخليل زياني آخرين.
لعل السؤال الكبير يقول: متى نحصل على محمد عبده والبدر وغازي وثبيتي آخرين، هل اختفى التحدي وذبل الشغف، أم أن قدر كل أمة أن تنجب أثمن ما لديها دفعة واحدة ثم تنتظر أجيالاً أخرى لتعوضها؟
في نظري أن ذلك لا يصح مع بلاد مثل بلادنا فيها كل هذا الغنى وكل هذا التنوع وكل هذا الجمال والطبيعة الثرية والثقافات المحلية الضاربة في أعماق التاريخ من جنوب عسير والباحة حتى عرعر وتبوك والعلا شمالاً، ومن نجد العذبة التي أنتجت أجمل الشعر وأعذب الكلمات إلى الطائف المأنوس بموسيقاه ومواهبه المبهرة.
المواهب بلا شك موجودة وبكثرة، ولكن خيارات الحياة أصبحت عديدة أمام الموهوبين، بينما كانت محدودة في ما مضى، ولذلك من المهم التقاط المواهب وتعظيم الموهبة في أعينهم وتحويلها إلى مصدر ثراء، وتسليط الأضواء والنجومية إليهم بدلاً من رجيع وفلول السوشل ميديا، كما يجب أن نعمل على صناعة نجوم جدد يملؤون سماءنا وأرضنا وفنوننا، فصناعة النجوم في الغرب وفي أمريكا على سبيل المثال لها آلياتها وطرقها الناجحة، وتقوم عليها مؤسسات ومنظمات وهيئات وشركات كبرى، وتدر عليهم الأموال الطائلة، وهو طريق لا بد أن نسلكه حتى لا نتفاجأ ذات يوم بأننا أصبحنا بلا قوة ناعمة.