وزير الدفاع اليمني لـ «عكاظ»: السعودية الداعم الأكبر لنا
حررنا معظم المناطق .. و«التحالف» كسر شوكة الحوثي
الجمعة / 17 / محرم / 1445 هـ الجمعة 04 أغسطس 2023 00:45
حاوره: أحمد الشميري a_shmeri@
أشاد وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن محمد الداعري، بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية في دعم الجيش اليمني، مؤكداً أن العلاقة بين وزارتي دفاع البلدين ارتقت إلى مستوى الشراكة في العمليات الدفاعية واستطاعت تحقيق الكثير من الانتصارات.
وقال الداعري في حوار مع «عكاظ»: التحالف كسر شوكة المليشيا وحرر معظم المناطق، ومثل الداعم والسند واللاعب الأكبر في تشكيل القوات اليمنية لمواجهة الحوثيين ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا الدور؛ الذي لعبه الأشقاء في سرعة اتخاذ الإجراءات، والذي أدى إلى إيقاف هجوم العدو في أكثر من جبهة، كاشفاً وجود علاقة وتنسيق بين الحوثي والقاعدة وداعش، خصوصاً بعد إلقاء القبض على خلايا إرهابية تعمل لصالحهما في يافع والمناطق المحررة.
وأوضح وزير الدفاع اليمني، أن جيشه جاهز بخططه للتعامل مع أي محاولات حوثية؛ لإفشال جهود السلام والضغط على الانقلابيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، مستعرضاً عمليات التأهيل والتدريب التي تجرى والنجاحات العسكرية.
وفيما يلي نص الحوار:
• بعد مرور عام على توليكم منصب وزير الدفاع، كيف تقيّمون الوضع العسكري في اليمن والنجاحات التي حققتها الحكومة اليمنية على كافة الأصعدة؟
•• بداية، نرحب بصحيفة «عكاظ»، ويسعدنا إجراء هذا الحوار مع هذه الجريدة العريقة. منذ عام تقلَّدنا حقيبة وزارة الدفاع في ظروف صعبة واستثنائية من تاريخ الحرب التي بدأت في 2015م، وكانت قد وصلت إلى مرحلة عصيبة تم خلالها توقيع هدنة في أبريل العام الماضي، ونحن تولينا زمام الوزارة بعد شهرين من ذلك وتم تجديد الهدنة بعد ذلك مرتين، لكن فترة الهدنة نفسها كانت عصيبة من ناحية القيام بإجراءات رفع الجاهزية نهاية كل هدنة تحسباً لأي تصعيد حوثي، بحيث نستطيع القيام بعمل يردع المليشيا على الأقل إذا لم نستعِد العاصمة صنعاء نحرر عدداً من المناطق المجاورة حتى نجبرها على الانصياع للسلام، فضلاً عن أن قواتنا كانت منهكة إلى حد كبير بسبب الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، وبالتالي أصدرنا توجيهاتنا لهيئة الأركان العامة وهيئات ودوائر وزارة الدفاع للقيام برفع الجاهزية للوحدات بشكل مخطط ومنظم، بحيث ترابط بعضها في الجبهات وتنفذ مهماتها وتفشل أي أنشطة أو تحركات للعدو، فيما وحدات أخرى تقوم بالترتيب وإعادة التأهيل في مؤخرة الجبهات، بحيث نستطيع استعادة جاهزية القوات في كل الجبهات، وقمنا به أكثر من مرة وحققنا نجاحاً كبيراً في ذلك.
وأعددنا خطة إستراتيجية شاملة للحرب خلال شهرين من تولينا قيادة الوزارة للتعامل بها في حالة انهيار هذه الهدن وعدم انصياع المليشيا للسلام، وتشمل الخطة كافة القوات والتشكيلات العسكرية المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي، كل هذه القوات خططنا لها لاستعادة كفاءتها، وفي نفس الوقت تقوم بمهماتها المخصصة لها، وقطعنا شوطاً في هذا الجانب، ثم تم تجديد الهدنة، إلا أن المليشيا خرقت الهدنة ونفذت عملياتها في أكثر من جبهة واستهدفت قواتنا وقادتنا الذين يتحركون بشكل آمن كوننا نعيش في هدنة، لكن الحوثيين اعتادوا على المكر والغدر والخداع.
التحالف سندنا ودورهم بارز
• لكن تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية كان له الدور الأكبر في إفشال مشاريع الحوثي التخريبية وإعادة بناء الجيش اليمني وتحرير محافظات واسعة من اليمن.. كيف ترون الدور الذي لعبه التحالف؟
•• نجدها فرصة سانحة لشكر الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، فقد كان لهم الدور الرئيسي في كسر شوكة المليشيا وتحرير معظم المناطق وتقديم الدعم المادي واللوجستي وتكوين القوات على الأرض، وكان التحالف هو الداعم والسند واللاعب الأكبر في تشكيل القوات لمواجهة الحوثيين، ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور الذي لعبه الأشقاء في سرعة اتخاذ الإجراءات التي أدت إلى إيقاف هجوم العدو في أكثر من جبهة، وكان لها دور بارز في مواجهة مليشيا الانقلاب.
استطاع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الصمود في مأرب والجوف والضالع وتعز، وبقي عدد من الألوية متماسكة وحررت أماكن شاسعة، وتم تحرير عدن بإسناد التحالف وتوفير الإمكانات والأسلحة والعتاد والتغطية الجوية، واختلطت دماء قواتنا مع شهداء الحالف العربي في أماكن عدة، وكله في سبيل تحرير اليمن من هذه المليشيا الباغية، إذ أمدنا التحالف بكثير من الخبراء وتمكنا من تحرير من 70-80% من مساحة الجمهورية اليمنية، وكان هذا ضامناً ونقطة قوة للشرعية التي استطاعت على ضوئها القيام بالتدريب والتأهيل والترتيب بالتعاون مع قوات تحالف دعم الشرعية.
الشراكة السعودية ـ اليمنية
• ما أوجه التعاون والتنسيق بين وزارتكم ونظيرتها السعودية؟
•• لا أخفيك أن العلاقة بين وزارتي الدفاع اليمنية والسعودية، ليست علاقة تعاون فقط، ولكنها علاقة إستراتيجية ارتقت إلى مستوى الشراكة في العمليات الدفاعية ووصلنا إلى مرحلة لا نميز بأن هذه القوة تديرها القوات السعودية وهذه تديرها القوات اليمنية، أو نتساءل هل هذه الإمكانات سعودية أم يمنية، وصلنا إلى أن نقاتل في صف وخندق واحد، واستطاعت هذه القوات تحقيق الكثير من الانتصارات والكثير من التفاهمات، واكتسبنا الكثير من الخبرات التي لم تكن موجودة في وقت سابق لدينا، لذلك نحن ننظر لعلاقتنا مع الأشقاء في السعودية بأنها إستراتيجية، ومن كل قلوبنا نتمنى لجيشي بلدينا مزيداً من القوة والخبرة والتجربة والدفاع عن مقدرات الأمة وحفظ أمن واستقرار المنطقة في هذه الرقعة الإستراتيجية المهمة من العالم.
لا حرب ولا سلام
• توليتم قيادة وزارة الدفاع خلال فترة التهدئة مع الحوثي.. ما خيارات الجيش اليمني في ظل الاستفزازات والعراقيل الحوثية لجهود السلام؟
•• صحيح أننا أتينا بالتزامن مع الهدنة وبعدها مرحلة لا حرب ولا سلم، لكن مع مليشيا الحوثي لا تستطيع أن تقول إنك في هدنة أو في حرب أو سلام، لأنها مليشيا تعودت على الخداع والمكر، ومع ذلك استغللنا كل الظروف المادية والموضوعية خلال هذه الفترة في تأهيل قواتنا وحاولنا ضبط النفس إلى أقصى ما يمكن، إلا أن المليشيا مستمرة في استفزازنا واستهداف مواقعنا، واستخدمت الطيران المسيّر بشكل مكثف فاق استخدمهم لها قبل الهدنة، واستطاعت خلال شهر الهدنة أن تدخل الكثير من الأسلحة والمعدات المهربة من داعميها، وبالتالي هذه الأوضاع خدمت الحوثي كثيرا، فيما نحن ملتزمون بشكل كامل.
• لكن المليشيا مستمرة في التجنيد والحشد على الجبهات، وتصعّد في الضالع وتعز ومأرب والساحل الغربي.. أينكم من كل هذا؟
•• هناك عدد من قياداتنا استهدفتهم المليشيا خلال الهدنة في مأرب ويافع والضالع، بل إنها في حريب بمأرب تقدمت إلى مواقع لم تكن فيها سابقاً، واستمرت في التحشيد والتجنيد والتدريب وغسل أدمغة الأطفال، وصعّدت في كل الاتجاهات بما فيها الساحل وتعز وشبوة والضالع وأبين ومأرب، وزرعت الألغام، ونصبت الأسلحة والصواريخ، وحولت صواريخ الدفاع الجوي إلى صواريخ أرض أرض، وظل استفزازها ونكثها للعهود مستمراً، فلم يجد الشعب أو القوات المسلحة من هذه المليشيا أي خطوات أو إجراءات لبناء الثقة بأنها فعلاً ستجنح للسلام، ونلتقي معها في هدف بناء الدولة، فهي ترى أن الدولة غنيمة لها وتريد الانفراد بكل شيء فيها، رافضة مشاركة أي أحد، ونحن ندرك أن وجود هذه المليشيا لن يحقق السلام، لكننا نتحمل مسؤوليتنا كسلطة شرعية ونستجيب للضغوط الدولية ومبادرات الأشقاء في التحالف، ونلتزم بذلك لنعطي الفرصة لكل من يسعى حتى يصل إلى قناعة أنه مهما قدمنا من تسهيلات لهذه المليشيا تفتحت شهيتها أكثر ونكثت عهدها ولا تفي بأي اتفاق، ونحن نعرفها جيداً.
علاقة الحوثي والقاعدة
• تشهد محافظة الجوف معارك بين القبائل والحوثيين، أين استخبارات الجيش ودعمه لتشجيع القبائل على الانتفاضة ضد الحوثي، خصوصاً في الجوف؟
•• لدينا اطلاع كامل ورصد مستمر لما يدور في محافظة الجوف وغيرها، وكذلك لقدرات المليشيا ووضعها العسكري وما تمارسه من اعتداءات وابتزاز بحق المدنيين، خصوصاً التجار، بل وحتى الأعمال الخيرية والإنسانية تتعرض لأذيتهم كما حدث في سعوان بصنعاء، هم يتدخلون في كل شيء ويتصرفون على أنهم أوصياء على الشعب وأملاكه العامة والخاصة.
كل التحالفات القبلية والفعاليات الرافضة للمليشيا نحن على اطلاع بها، لكن مسألة دعمها لأجل صنع انتفاضة شعبية يراعي عدة عوامل؛ أهمها الضغوطات المفروضة على الحكومة الشرعية بوقف التصعيد العسكري، وتجنباً للانتقام والجرائم البشعة التي تمارسها المليشيا بحقهم، وسبق لها أن أعدمت شخصيات مقاومة خلال فترات هدنة، فضلاً عن الانقضاض على مناطق بعينها كما حصل في حجور، ونحن لا نريد تكرار ما حصل.
كما أن قرارنا مشترك، قيادة سياسية وعسكرية وقيادة تحالف، ولا يخص وزير الدفاع وحده أو رئيس مجلس القيادة، ولا يتخذ أي قرار من جهة بمعزل عن الأخرى، فالقرار توافقي وجماعي تجنباً لأي تباينات، وحتى نستطيع الدفع بكل التشكيلات العسكرية ضد عدو الجميع المتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية التي عانى شعبنا منها الكثير. ولا يخفى عليكم علاقة التعاون بين مليشيا الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين ومجاميع تخريبية أخرى في المحافظات المحررة، حيث يسعون لخلق الفوضى وهذا ما أفشلناه من خلال كشف مخططاتهم والقبض على العشرات من تلك الخلايا لتقديمها للعدالة، في المقابل تختطف المليشيا المدنيين من نقاط التفتيش والمنازل والطرقات دون ذنب أو تهمة، ولا يعرضون حتى على محاكم صورية، بل يتم تعذيبهم حتى الموت.
• برأيك ما الأسباب الرئيسية وراء سقوط الجوف ومديرية نهم بيد الحوثيين؟
•• بالنسبة لسقوط مناطق في نهم أو الجوف أو غيرها فالجميع يدرك أن الحرب كر وفر، وهذه طبيعة المعارك والحروب، فقد تتراجع قوات للتموضع في مواقع أخرى تراها القيادة العسكرية أنسب للمعركة، وقد تتراجع تحت ضغط نيران العدو، ويصل طرف ما لأبعد مسافة وآخر يتراجع، لكن تبقى الحرب مستمرة والعزيمة والإصرار على تحرير كامل تراب الوطن من المليشيا الإرهابية واستعادة العاصمة صنعاء، ووأد الانقلاب هدفنا وغايتنا ولن نتراجع عنه.
اتفاق الرياض
• إلى أين وصلت أعمال اللجنة المعنية بإعادة هيكلة التشكيلة العسكرية وتوحيدها تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية؟
•• اتفاق الرياض مثل نقطة فارقة وأعطى دفعة جديدة لرصِّ صفوفنا سياسياً وعسكرياً وصولاً إلى جمع كل القيادات الفاعلة في مجلس قيادة موحد برئاسة الدكتور رشاد العليمي، وجميع هذه المكونات استطعنا حشدها ضد المليشيا الحوثية، فضلاً عن أن جميع هذه المكونات تتفق في موضوع بناء الدولة وتحالفت في إطار سلطة سياسية شرعية واحدة.
تم تشكيل لجنة عسكرية برئاسة اللواء هيثم طاهر، ومعه الكثير من الكوادر العسكرية والأكاديميين ممن يملكون الخبرة والقدرة على إعادة هيكلة القوات المسلحة والتشكيلات العسكرية تكتيكياً وإستراتيجياً وتعبوياً، وذلك في أسرع وقت ممكن، وقد خرجت هذه اللجنة بنتائج تم تسليمها إلى رئيس مجلس القيادة، وأنهت نحو 70% من مهماتها، وتبقت بعض الأعمال الميدانية بما فيها ضبط القوة الفعلية وتثقيفها وتوحيد رواتبها وتعميم نظام البصمة والصورة على جميع القوات والتشكيلات، فلن تكون هناك إرادة قوية وجيش صلب إلا بوجود قيادة موحدة ومرتبات متساوية للعسكريين والمقاتلين، وهذا ليس سهلاً، فالأشقاء قدموا ورفدوا القوات المسلحة كثيراً وعلى مختلف الأصعدة المالية والعسكرية واللوجستية، لاستعادة الدولة، والوصول للغاية التي جاء لأجلها الاتفاق.
شائعات حوثية
• لكن هناك تصريحات لمسؤولين سابقين أن 70% من الجيش أسماء وهمية، مما انعكس على عدم قدرة الحكومة على صرف المرتبات والعمليات العسكرية أيضاً.. ما دوركم إزاء ذلك؟
•• هناك قوات كثيرة للمقاومة لم تكن منضمة أو مرقمة وانضمت بعد ذلك للجيش الوطني وأخرى للعمالقة والنخب والساحل الغربي وغيره، وهذا الكم من القوات يحتاج إلى ترتيب، وليس سهلاً إنجازه خلال فترة وجيزة، لكن هذه القوات موجودة فعلياً على الأرض، صحيح قد لا تكون كلها في الجبهات لكن الدولة ليس مكانها الجبهات فحسب، هناك معسكرات دائمة ومراكز تدريب وكليات عسكرية ومراكز تعليمية ودوائر خدمات وإمداد لوجيستي وغيرها من القطاعات ذات الصلة في السواحل البحرية والمنافذ والجزر وغيرها، فالدولة يجب أن تكون موجودة في كل مكان.
النسبة الأكبر من القوة الفعلية موجودة في الجبهات، فيما قوات أخرى احتياطية موجودة على مقربة منها، وهناك قوات احتياط تتموضع على مسافة من قوات الاحتياط الأولى. ولو تحدثنا عن المستحقات المالية للمقاتلين فهي لا تفي باحتياج 30-40% من القوة الفعلية، حالياً نحن نعمل على تفعيل نظام البصمة الإلكتروني لأجل إنهاء الازدواج بين القوات والتشكيلات المختلفة الأمنية أو العسكرية، وأشير هنا إلى أن مليشيا الحوثي هي من تصدر هذه الشائعات المضللة والمغرضة.
قواتنا بحاجة لإعادة ترتيب وتأهيل وتوحيد رواتبها وغيرها من الخطوات الإدارية ودعمها لوجستيا بالسلاح والذخيرة، وفي الشق الآخر توفير الخدمات الطبية الكافية والاهتمام بأسر الشهداء ورعاية الجرحى بما يمكن من عدم تدهور وضعهم الصحي ليعودوا لصفوف القوات المسلحة.
• هل يمكن أن توضح لنا ما يجري في مدينة تعز المحاصرة وأين دور الجيش؟
•• ذهبت إلى تعز وكانت المرة الأولى عبر الساحل الغربي، إلا أنها تعرقلت بفعل هجوم للعدو، وزرناها مرة أخرى، ووحدات القوات المسلحة في محور تعز والمقاومة خاضت معارك شرسة وصمدت سنوات، وهي قادرة على تحرير تعز إذ حصلت على الإمكانات اللازمة، أبناء تعز أبطال شجعان في صفوف القوات المسلحة أو المقاومة، والتآمر غالباً يحصل في مناطق التماس، حيث تعمد مليشيا الحوثي إلى زرع عناصر من الاستخبارات والمرتزقة للتخريب والفوضى وإشعال الحرائق، ومن ثم يأتي دور إعلام المليشيا للترويج ونشر الشائعات، لكن الحقيقة تعز تستحق منا الدعم والمساندة وتقديم كل ما لدينا من إمكانات حتى نصل بها للمكانة التي تليق بها وتتحرر بجهود أبنائها، كي ننطلق نحو باقي المحافظات المجاورة.
كمين حوثي
• هل تطلعنا على تفاصيل ما حدث، وإلى أين وصلت التحقيقات والأطراف المتورطة في تسريب المعلومات عن تحركاتكم للمليشيا؟
•• حدث لنا كمين ونحن في طريقنا إلى محافظة تعز ضمن جولتنا برفقة رئيس هيئة الأركان وقائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف لزيارة المعسكرات والجبهات؛ التي شملت عدة محافظات منها مأرب وسقطرى والمهرة والساحل الغربي، وهو أمر طبيعي، فقد كنا على مقربة من الجبهة، وهذا ديدن المليشيا رغم أننا في فترة هدنة، إذ إن نظامها الأساسي مبني على انتهاك القوانين والأنظمة والاتفاقيات وحتى الأعراف، فهذه المليشيا لا يمكن لها التعايش مع أي شكل من أشكال الدولة وتريد الفوضى حتى يتسنى لها النهب والسلب والبطش. أما نحن فنجدد التأكيد أن الكمين الذي تعرض له موكبنا مصدره العدو الحوثي الإرهابي.
• قمتم بزيارات ميدانية، هل هناك غرفة عمليات موحدة لإدارة كافة تشكيلات الجيش والمقاومة بما فيها قوات المقاومة الوطنية والعمالقة الجنوبية والجيش الوطني؟
•• قمنا بزيارات لمأرب وسقطرى والساحل الغربي وقبلها عدن، وكان لدينا خطاب واحد وهدف وحيد هو رفع همة القوات المسلحة بمختلف مكوناتها وتشكيلاتها دون تمييز، والتشديد على رص الصفوف وتوحيد الجهود ضد المليشيا الحوثية، كل من التقينا بهم من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي كانوا لنا سنداً وعوناً، عند جلوسنا مع عضو مجلس القيادة العميد طارق صالح كان جل الحديث حول رص الصفوف وتوحيد الجهود ضد العدو الحوثي، وكل أعضاء مجلس القيادة يخاطبوننا أن هذه القوات جميعها مسؤوليتنا وعلينا أن نرتبها وفق خطة موحدة لتحقيق الهدف الرئيسي وهو تحرير كافة التراب الوطني من هذه المليشيا واستعادة الدولة والعاصمة صنعاء.
• بين فترة وأخرى تجرى عمليات تبادل للأسرى في جبهات القتال.. هل هناك دور لوزارتكم في الإشراف على عمليات التبادل؟
•• نحن نعمل على ألا تتم أي عملية تبادل عشوائية أو غير منظمة وغير رسمية، لكنها تحصل في بعض الأحيان نظراً لتعنت الحوثيين وتمسكهم بأسماء معينة بُغية إحداث الفتنة، وتجري مبادرات قبلية لإتمام صفقات تبادل محدودة، ونحن مع تنظيم هذه الأمور عبر وزارة الدفاع، لكننا نهنئ كل من ينال حريته من سجون هذه المليشيا سواء بصفقات تبادل رسمية أو مبادرات قبلية، ونبذل كافة الجهود للإفراج عن الكل مقابل الكل لولا تعنت المليشيا.
خلايا إرهابية
• بعد نجاح الجيش في القضاء على تنظيم القاعدة في حضرموت وشبوة، وأخيراً أبين.. هل يمكن أن توضح لنا خسائر التنظيم، وهل هناك قيادات كبيرة ألقي القبض عليها؟
•• فيما يخص العمليات السابقة التي تمت في حضرموت وانتهت بالقضاء على التنظيمات الإرهابية، فقد تم القبض على عناصر إرهابية في ذلك الوقت، والمعلومات الوافية حول هذا الأمر تعود للأمن القومي والسياسي كونهم المعنيين، وأيضاً أخيراً تم القبض على عدد من الإرهابيين في يافع، والتفاصيل تجدونها أيضاً لدى جهات الاختصاص.
• مع دخول العام الثاني على قيادتكم وزارة الدفاع، ما خططكم المستقبلية؟
•• حقيقة جئنا مكملين لمن قبلنا ولم نعمل شيئاً مغايراً أو مخالفاً لما كان في السابق كوننا في حالة حرب، وإنما تجري بعض التغييرات لتصحيح وضع القوات التي وصلت لحالة من الركود والجمود، لأجل تنشيط مهمات التدريب والتخطيط وتصحيح أوضاعها للانطلاق بهمة واقتدار وحيوية حتى تستطيع تحقيق الانتصارات. نحن عادة نعمل أن تكون الخطط العسكرية والتعليمات غير معلنة لأن الإعلان يفشلها ويعطي فرصة للعدو لتنفيذ عمل مضاد ويتيح للمغرضين نشر الشائعات والأكاذيب، لكن يجب أن يعرف الجميع أن لدينا خططنا لكسر شوكة هذه المليشيا وهزيمتها.
نحن مهتمون كثيراً بالتدريب والتأهيل والإعداد، فمن المعلوم أن التجنيد في زمن الحرب ليس كما هو حاصل في زمن السلم، فظروف الحرب تقتضي سرعة التدريب والحشد مباشرة نحو الجبهات، خصوصاً في ظل توقف الكليات العسكرية ومراكز التدريب، إذ إن الاعتماد على الدارسين في الخارج محدود، الأمر الذي جعل إعادة فتح الكليات العسكرية أولوية لدينا لتستعيد دورها في صنع وتخريج الضباط المؤهلين. ومنذ وصولنا قيادة وزارة الدفاع بدأنا ضبط بيانات القوات المسلحة حتى تكون شفافة ودقيقة بعيداً عن الازدواج والمظالم وضبط كافة الجوانب المحلية واللوجستية.
• ما رسالتكم للشعب اليمني، خصوصاً الواقعين تحت سيطرة الحوثي؟
•• نخاطب أبناء شعبنا في المحافظات المحررة أو المحتلة من الحوثي أن المليشيا في طريقها للزوال، وأن قواتكم المسلحة ستصنع النصر الكبير وتستعيد الدولة وتفرض الأمن والاستقرار بإذن الله، وعليهم أن يثقوا بها ويساندوها في هذه المعركة الوطنية، ورسالتنا أيضاً للقيادة السياسية بأن عليهم أن يعملوا جاهدين على توفير الإمكانات ورص الصفوف ومخاطبة الداخل والخارج وحشد المجتمع المحلي والإقليمي والدولي لدعم السلطة الشرعية والقوات المسلحة بما يعجل من إنهاء الانقلاب ويستعيد الدولة، ورسالتنا أيضاً للأشقاء: لن ننسى دور وفضل وإمكانات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وسنبقى مدينين لهم نظير الدعم والتضحيات الكبيرة التي قدموها.
وقال الداعري في حوار مع «عكاظ»: التحالف كسر شوكة المليشيا وحرر معظم المناطق، ومثل الداعم والسند واللاعب الأكبر في تشكيل القوات اليمنية لمواجهة الحوثيين ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا الدور؛ الذي لعبه الأشقاء في سرعة اتخاذ الإجراءات، والذي أدى إلى إيقاف هجوم العدو في أكثر من جبهة، كاشفاً وجود علاقة وتنسيق بين الحوثي والقاعدة وداعش، خصوصاً بعد إلقاء القبض على خلايا إرهابية تعمل لصالحهما في يافع والمناطق المحررة.
وأوضح وزير الدفاع اليمني، أن جيشه جاهز بخططه للتعامل مع أي محاولات حوثية؛ لإفشال جهود السلام والضغط على الانقلابيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، مستعرضاً عمليات التأهيل والتدريب التي تجرى والنجاحات العسكرية.
وفيما يلي نص الحوار:
• بعد مرور عام على توليكم منصب وزير الدفاع، كيف تقيّمون الوضع العسكري في اليمن والنجاحات التي حققتها الحكومة اليمنية على كافة الأصعدة؟
•• بداية، نرحب بصحيفة «عكاظ»، ويسعدنا إجراء هذا الحوار مع هذه الجريدة العريقة. منذ عام تقلَّدنا حقيبة وزارة الدفاع في ظروف صعبة واستثنائية من تاريخ الحرب التي بدأت في 2015م، وكانت قد وصلت إلى مرحلة عصيبة تم خلالها توقيع هدنة في أبريل العام الماضي، ونحن تولينا زمام الوزارة بعد شهرين من ذلك وتم تجديد الهدنة بعد ذلك مرتين، لكن فترة الهدنة نفسها كانت عصيبة من ناحية القيام بإجراءات رفع الجاهزية نهاية كل هدنة تحسباً لأي تصعيد حوثي، بحيث نستطيع القيام بعمل يردع المليشيا على الأقل إذا لم نستعِد العاصمة صنعاء نحرر عدداً من المناطق المجاورة حتى نجبرها على الانصياع للسلام، فضلاً عن أن قواتنا كانت منهكة إلى حد كبير بسبب الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، وبالتالي أصدرنا توجيهاتنا لهيئة الأركان العامة وهيئات ودوائر وزارة الدفاع للقيام برفع الجاهزية للوحدات بشكل مخطط ومنظم، بحيث ترابط بعضها في الجبهات وتنفذ مهماتها وتفشل أي أنشطة أو تحركات للعدو، فيما وحدات أخرى تقوم بالترتيب وإعادة التأهيل في مؤخرة الجبهات، بحيث نستطيع استعادة جاهزية القوات في كل الجبهات، وقمنا به أكثر من مرة وحققنا نجاحاً كبيراً في ذلك.
وأعددنا خطة إستراتيجية شاملة للحرب خلال شهرين من تولينا قيادة الوزارة للتعامل بها في حالة انهيار هذه الهدن وعدم انصياع المليشيا للسلام، وتشمل الخطة كافة القوات والتشكيلات العسكرية المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي، كل هذه القوات خططنا لها لاستعادة كفاءتها، وفي نفس الوقت تقوم بمهماتها المخصصة لها، وقطعنا شوطاً في هذا الجانب، ثم تم تجديد الهدنة، إلا أن المليشيا خرقت الهدنة ونفذت عملياتها في أكثر من جبهة واستهدفت قواتنا وقادتنا الذين يتحركون بشكل آمن كوننا نعيش في هدنة، لكن الحوثيين اعتادوا على المكر والغدر والخداع.
التحالف سندنا ودورهم بارز
• لكن تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية كان له الدور الأكبر في إفشال مشاريع الحوثي التخريبية وإعادة بناء الجيش اليمني وتحرير محافظات واسعة من اليمن.. كيف ترون الدور الذي لعبه التحالف؟
•• نجدها فرصة سانحة لشكر الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، فقد كان لهم الدور الرئيسي في كسر شوكة المليشيا وتحرير معظم المناطق وتقديم الدعم المادي واللوجستي وتكوين القوات على الأرض، وكان التحالف هو الداعم والسند واللاعب الأكبر في تشكيل القوات لمواجهة الحوثيين، ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور الذي لعبه الأشقاء في سرعة اتخاذ الإجراءات التي أدت إلى إيقاف هجوم العدو في أكثر من جبهة، وكان لها دور بارز في مواجهة مليشيا الانقلاب.
استطاع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الصمود في مأرب والجوف والضالع وتعز، وبقي عدد من الألوية متماسكة وحررت أماكن شاسعة، وتم تحرير عدن بإسناد التحالف وتوفير الإمكانات والأسلحة والعتاد والتغطية الجوية، واختلطت دماء قواتنا مع شهداء الحالف العربي في أماكن عدة، وكله في سبيل تحرير اليمن من هذه المليشيا الباغية، إذ أمدنا التحالف بكثير من الخبراء وتمكنا من تحرير من 70-80% من مساحة الجمهورية اليمنية، وكان هذا ضامناً ونقطة قوة للشرعية التي استطاعت على ضوئها القيام بالتدريب والتأهيل والترتيب بالتعاون مع قوات تحالف دعم الشرعية.
الشراكة السعودية ـ اليمنية
• ما أوجه التعاون والتنسيق بين وزارتكم ونظيرتها السعودية؟
•• لا أخفيك أن العلاقة بين وزارتي الدفاع اليمنية والسعودية، ليست علاقة تعاون فقط، ولكنها علاقة إستراتيجية ارتقت إلى مستوى الشراكة في العمليات الدفاعية ووصلنا إلى مرحلة لا نميز بأن هذه القوة تديرها القوات السعودية وهذه تديرها القوات اليمنية، أو نتساءل هل هذه الإمكانات سعودية أم يمنية، وصلنا إلى أن نقاتل في صف وخندق واحد، واستطاعت هذه القوات تحقيق الكثير من الانتصارات والكثير من التفاهمات، واكتسبنا الكثير من الخبرات التي لم تكن موجودة في وقت سابق لدينا، لذلك نحن ننظر لعلاقتنا مع الأشقاء في السعودية بأنها إستراتيجية، ومن كل قلوبنا نتمنى لجيشي بلدينا مزيداً من القوة والخبرة والتجربة والدفاع عن مقدرات الأمة وحفظ أمن واستقرار المنطقة في هذه الرقعة الإستراتيجية المهمة من العالم.
لا حرب ولا سلام
• توليتم قيادة وزارة الدفاع خلال فترة التهدئة مع الحوثي.. ما خيارات الجيش اليمني في ظل الاستفزازات والعراقيل الحوثية لجهود السلام؟
•• صحيح أننا أتينا بالتزامن مع الهدنة وبعدها مرحلة لا حرب ولا سلم، لكن مع مليشيا الحوثي لا تستطيع أن تقول إنك في هدنة أو في حرب أو سلام، لأنها مليشيا تعودت على الخداع والمكر، ومع ذلك استغللنا كل الظروف المادية والموضوعية خلال هذه الفترة في تأهيل قواتنا وحاولنا ضبط النفس إلى أقصى ما يمكن، إلا أن المليشيا مستمرة في استفزازنا واستهداف مواقعنا، واستخدمت الطيران المسيّر بشكل مكثف فاق استخدمهم لها قبل الهدنة، واستطاعت خلال شهر الهدنة أن تدخل الكثير من الأسلحة والمعدات المهربة من داعميها، وبالتالي هذه الأوضاع خدمت الحوثي كثيرا، فيما نحن ملتزمون بشكل كامل.
• لكن المليشيا مستمرة في التجنيد والحشد على الجبهات، وتصعّد في الضالع وتعز ومأرب والساحل الغربي.. أينكم من كل هذا؟
•• هناك عدد من قياداتنا استهدفتهم المليشيا خلال الهدنة في مأرب ويافع والضالع، بل إنها في حريب بمأرب تقدمت إلى مواقع لم تكن فيها سابقاً، واستمرت في التحشيد والتجنيد والتدريب وغسل أدمغة الأطفال، وصعّدت في كل الاتجاهات بما فيها الساحل وتعز وشبوة والضالع وأبين ومأرب، وزرعت الألغام، ونصبت الأسلحة والصواريخ، وحولت صواريخ الدفاع الجوي إلى صواريخ أرض أرض، وظل استفزازها ونكثها للعهود مستمراً، فلم يجد الشعب أو القوات المسلحة من هذه المليشيا أي خطوات أو إجراءات لبناء الثقة بأنها فعلاً ستجنح للسلام، ونلتقي معها في هدف بناء الدولة، فهي ترى أن الدولة غنيمة لها وتريد الانفراد بكل شيء فيها، رافضة مشاركة أي أحد، ونحن ندرك أن وجود هذه المليشيا لن يحقق السلام، لكننا نتحمل مسؤوليتنا كسلطة شرعية ونستجيب للضغوط الدولية ومبادرات الأشقاء في التحالف، ونلتزم بذلك لنعطي الفرصة لكل من يسعى حتى يصل إلى قناعة أنه مهما قدمنا من تسهيلات لهذه المليشيا تفتحت شهيتها أكثر ونكثت عهدها ولا تفي بأي اتفاق، ونحن نعرفها جيداً.
علاقة الحوثي والقاعدة
• تشهد محافظة الجوف معارك بين القبائل والحوثيين، أين استخبارات الجيش ودعمه لتشجيع القبائل على الانتفاضة ضد الحوثي، خصوصاً في الجوف؟
•• لدينا اطلاع كامل ورصد مستمر لما يدور في محافظة الجوف وغيرها، وكذلك لقدرات المليشيا ووضعها العسكري وما تمارسه من اعتداءات وابتزاز بحق المدنيين، خصوصاً التجار، بل وحتى الأعمال الخيرية والإنسانية تتعرض لأذيتهم كما حدث في سعوان بصنعاء، هم يتدخلون في كل شيء ويتصرفون على أنهم أوصياء على الشعب وأملاكه العامة والخاصة.
كل التحالفات القبلية والفعاليات الرافضة للمليشيا نحن على اطلاع بها، لكن مسألة دعمها لأجل صنع انتفاضة شعبية يراعي عدة عوامل؛ أهمها الضغوطات المفروضة على الحكومة الشرعية بوقف التصعيد العسكري، وتجنباً للانتقام والجرائم البشعة التي تمارسها المليشيا بحقهم، وسبق لها أن أعدمت شخصيات مقاومة خلال فترات هدنة، فضلاً عن الانقضاض على مناطق بعينها كما حصل في حجور، ونحن لا نريد تكرار ما حصل.
كما أن قرارنا مشترك، قيادة سياسية وعسكرية وقيادة تحالف، ولا يخص وزير الدفاع وحده أو رئيس مجلس القيادة، ولا يتخذ أي قرار من جهة بمعزل عن الأخرى، فالقرار توافقي وجماعي تجنباً لأي تباينات، وحتى نستطيع الدفع بكل التشكيلات العسكرية ضد عدو الجميع المتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية التي عانى شعبنا منها الكثير. ولا يخفى عليكم علاقة التعاون بين مليشيا الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين ومجاميع تخريبية أخرى في المحافظات المحررة، حيث يسعون لخلق الفوضى وهذا ما أفشلناه من خلال كشف مخططاتهم والقبض على العشرات من تلك الخلايا لتقديمها للعدالة، في المقابل تختطف المليشيا المدنيين من نقاط التفتيش والمنازل والطرقات دون ذنب أو تهمة، ولا يعرضون حتى على محاكم صورية، بل يتم تعذيبهم حتى الموت.
• برأيك ما الأسباب الرئيسية وراء سقوط الجوف ومديرية نهم بيد الحوثيين؟
•• بالنسبة لسقوط مناطق في نهم أو الجوف أو غيرها فالجميع يدرك أن الحرب كر وفر، وهذه طبيعة المعارك والحروب، فقد تتراجع قوات للتموضع في مواقع أخرى تراها القيادة العسكرية أنسب للمعركة، وقد تتراجع تحت ضغط نيران العدو، ويصل طرف ما لأبعد مسافة وآخر يتراجع، لكن تبقى الحرب مستمرة والعزيمة والإصرار على تحرير كامل تراب الوطن من المليشيا الإرهابية واستعادة العاصمة صنعاء، ووأد الانقلاب هدفنا وغايتنا ولن نتراجع عنه.
اتفاق الرياض
• إلى أين وصلت أعمال اللجنة المعنية بإعادة هيكلة التشكيلة العسكرية وتوحيدها تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية؟
•• اتفاق الرياض مثل نقطة فارقة وأعطى دفعة جديدة لرصِّ صفوفنا سياسياً وعسكرياً وصولاً إلى جمع كل القيادات الفاعلة في مجلس قيادة موحد برئاسة الدكتور رشاد العليمي، وجميع هذه المكونات استطعنا حشدها ضد المليشيا الحوثية، فضلاً عن أن جميع هذه المكونات تتفق في موضوع بناء الدولة وتحالفت في إطار سلطة سياسية شرعية واحدة.
تم تشكيل لجنة عسكرية برئاسة اللواء هيثم طاهر، ومعه الكثير من الكوادر العسكرية والأكاديميين ممن يملكون الخبرة والقدرة على إعادة هيكلة القوات المسلحة والتشكيلات العسكرية تكتيكياً وإستراتيجياً وتعبوياً، وذلك في أسرع وقت ممكن، وقد خرجت هذه اللجنة بنتائج تم تسليمها إلى رئيس مجلس القيادة، وأنهت نحو 70% من مهماتها، وتبقت بعض الأعمال الميدانية بما فيها ضبط القوة الفعلية وتثقيفها وتوحيد رواتبها وتعميم نظام البصمة والصورة على جميع القوات والتشكيلات، فلن تكون هناك إرادة قوية وجيش صلب إلا بوجود قيادة موحدة ومرتبات متساوية للعسكريين والمقاتلين، وهذا ليس سهلاً، فالأشقاء قدموا ورفدوا القوات المسلحة كثيراً وعلى مختلف الأصعدة المالية والعسكرية واللوجستية، لاستعادة الدولة، والوصول للغاية التي جاء لأجلها الاتفاق.
شائعات حوثية
• لكن هناك تصريحات لمسؤولين سابقين أن 70% من الجيش أسماء وهمية، مما انعكس على عدم قدرة الحكومة على صرف المرتبات والعمليات العسكرية أيضاً.. ما دوركم إزاء ذلك؟
•• هناك قوات كثيرة للمقاومة لم تكن منضمة أو مرقمة وانضمت بعد ذلك للجيش الوطني وأخرى للعمالقة والنخب والساحل الغربي وغيره، وهذا الكم من القوات يحتاج إلى ترتيب، وليس سهلاً إنجازه خلال فترة وجيزة، لكن هذه القوات موجودة فعلياً على الأرض، صحيح قد لا تكون كلها في الجبهات لكن الدولة ليس مكانها الجبهات فحسب، هناك معسكرات دائمة ومراكز تدريب وكليات عسكرية ومراكز تعليمية ودوائر خدمات وإمداد لوجيستي وغيرها من القطاعات ذات الصلة في السواحل البحرية والمنافذ والجزر وغيرها، فالدولة يجب أن تكون موجودة في كل مكان.
النسبة الأكبر من القوة الفعلية موجودة في الجبهات، فيما قوات أخرى احتياطية موجودة على مقربة منها، وهناك قوات احتياط تتموضع على مسافة من قوات الاحتياط الأولى. ولو تحدثنا عن المستحقات المالية للمقاتلين فهي لا تفي باحتياج 30-40% من القوة الفعلية، حالياً نحن نعمل على تفعيل نظام البصمة الإلكتروني لأجل إنهاء الازدواج بين القوات والتشكيلات المختلفة الأمنية أو العسكرية، وأشير هنا إلى أن مليشيا الحوثي هي من تصدر هذه الشائعات المضللة والمغرضة.
قواتنا بحاجة لإعادة ترتيب وتأهيل وتوحيد رواتبها وغيرها من الخطوات الإدارية ودعمها لوجستيا بالسلاح والذخيرة، وفي الشق الآخر توفير الخدمات الطبية الكافية والاهتمام بأسر الشهداء ورعاية الجرحى بما يمكن من عدم تدهور وضعهم الصحي ليعودوا لصفوف القوات المسلحة.
• هل يمكن أن توضح لنا ما يجري في مدينة تعز المحاصرة وأين دور الجيش؟
•• ذهبت إلى تعز وكانت المرة الأولى عبر الساحل الغربي، إلا أنها تعرقلت بفعل هجوم للعدو، وزرناها مرة أخرى، ووحدات القوات المسلحة في محور تعز والمقاومة خاضت معارك شرسة وصمدت سنوات، وهي قادرة على تحرير تعز إذ حصلت على الإمكانات اللازمة، أبناء تعز أبطال شجعان في صفوف القوات المسلحة أو المقاومة، والتآمر غالباً يحصل في مناطق التماس، حيث تعمد مليشيا الحوثي إلى زرع عناصر من الاستخبارات والمرتزقة للتخريب والفوضى وإشعال الحرائق، ومن ثم يأتي دور إعلام المليشيا للترويج ونشر الشائعات، لكن الحقيقة تعز تستحق منا الدعم والمساندة وتقديم كل ما لدينا من إمكانات حتى نصل بها للمكانة التي تليق بها وتتحرر بجهود أبنائها، كي ننطلق نحو باقي المحافظات المجاورة.
كمين حوثي
• هل تطلعنا على تفاصيل ما حدث، وإلى أين وصلت التحقيقات والأطراف المتورطة في تسريب المعلومات عن تحركاتكم للمليشيا؟
•• حدث لنا كمين ونحن في طريقنا إلى محافظة تعز ضمن جولتنا برفقة رئيس هيئة الأركان وقائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف لزيارة المعسكرات والجبهات؛ التي شملت عدة محافظات منها مأرب وسقطرى والمهرة والساحل الغربي، وهو أمر طبيعي، فقد كنا على مقربة من الجبهة، وهذا ديدن المليشيا رغم أننا في فترة هدنة، إذ إن نظامها الأساسي مبني على انتهاك القوانين والأنظمة والاتفاقيات وحتى الأعراف، فهذه المليشيا لا يمكن لها التعايش مع أي شكل من أشكال الدولة وتريد الفوضى حتى يتسنى لها النهب والسلب والبطش. أما نحن فنجدد التأكيد أن الكمين الذي تعرض له موكبنا مصدره العدو الحوثي الإرهابي.
• قمتم بزيارات ميدانية، هل هناك غرفة عمليات موحدة لإدارة كافة تشكيلات الجيش والمقاومة بما فيها قوات المقاومة الوطنية والعمالقة الجنوبية والجيش الوطني؟
•• قمنا بزيارات لمأرب وسقطرى والساحل الغربي وقبلها عدن، وكان لدينا خطاب واحد وهدف وحيد هو رفع همة القوات المسلحة بمختلف مكوناتها وتشكيلاتها دون تمييز، والتشديد على رص الصفوف وتوحيد الجهود ضد المليشيا الحوثية، كل من التقينا بهم من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي كانوا لنا سنداً وعوناً، عند جلوسنا مع عضو مجلس القيادة العميد طارق صالح كان جل الحديث حول رص الصفوف وتوحيد الجهود ضد العدو الحوثي، وكل أعضاء مجلس القيادة يخاطبوننا أن هذه القوات جميعها مسؤوليتنا وعلينا أن نرتبها وفق خطة موحدة لتحقيق الهدف الرئيسي وهو تحرير كافة التراب الوطني من هذه المليشيا واستعادة الدولة والعاصمة صنعاء.
• بين فترة وأخرى تجرى عمليات تبادل للأسرى في جبهات القتال.. هل هناك دور لوزارتكم في الإشراف على عمليات التبادل؟
•• نحن نعمل على ألا تتم أي عملية تبادل عشوائية أو غير منظمة وغير رسمية، لكنها تحصل في بعض الأحيان نظراً لتعنت الحوثيين وتمسكهم بأسماء معينة بُغية إحداث الفتنة، وتجري مبادرات قبلية لإتمام صفقات تبادل محدودة، ونحن مع تنظيم هذه الأمور عبر وزارة الدفاع، لكننا نهنئ كل من ينال حريته من سجون هذه المليشيا سواء بصفقات تبادل رسمية أو مبادرات قبلية، ونبذل كافة الجهود للإفراج عن الكل مقابل الكل لولا تعنت المليشيا.
خلايا إرهابية
• بعد نجاح الجيش في القضاء على تنظيم القاعدة في حضرموت وشبوة، وأخيراً أبين.. هل يمكن أن توضح لنا خسائر التنظيم، وهل هناك قيادات كبيرة ألقي القبض عليها؟
•• فيما يخص العمليات السابقة التي تمت في حضرموت وانتهت بالقضاء على التنظيمات الإرهابية، فقد تم القبض على عناصر إرهابية في ذلك الوقت، والمعلومات الوافية حول هذا الأمر تعود للأمن القومي والسياسي كونهم المعنيين، وأيضاً أخيراً تم القبض على عدد من الإرهابيين في يافع، والتفاصيل تجدونها أيضاً لدى جهات الاختصاص.
• مع دخول العام الثاني على قيادتكم وزارة الدفاع، ما خططكم المستقبلية؟
•• حقيقة جئنا مكملين لمن قبلنا ولم نعمل شيئاً مغايراً أو مخالفاً لما كان في السابق كوننا في حالة حرب، وإنما تجري بعض التغييرات لتصحيح وضع القوات التي وصلت لحالة من الركود والجمود، لأجل تنشيط مهمات التدريب والتخطيط وتصحيح أوضاعها للانطلاق بهمة واقتدار وحيوية حتى تستطيع تحقيق الانتصارات. نحن عادة نعمل أن تكون الخطط العسكرية والتعليمات غير معلنة لأن الإعلان يفشلها ويعطي فرصة للعدو لتنفيذ عمل مضاد ويتيح للمغرضين نشر الشائعات والأكاذيب، لكن يجب أن يعرف الجميع أن لدينا خططنا لكسر شوكة هذه المليشيا وهزيمتها.
نحن مهتمون كثيراً بالتدريب والتأهيل والإعداد، فمن المعلوم أن التجنيد في زمن الحرب ليس كما هو حاصل في زمن السلم، فظروف الحرب تقتضي سرعة التدريب والحشد مباشرة نحو الجبهات، خصوصاً في ظل توقف الكليات العسكرية ومراكز التدريب، إذ إن الاعتماد على الدارسين في الخارج محدود، الأمر الذي جعل إعادة فتح الكليات العسكرية أولوية لدينا لتستعيد دورها في صنع وتخريج الضباط المؤهلين. ومنذ وصولنا قيادة وزارة الدفاع بدأنا ضبط بيانات القوات المسلحة حتى تكون شفافة ودقيقة بعيداً عن الازدواج والمظالم وضبط كافة الجوانب المحلية واللوجستية.
• ما رسالتكم للشعب اليمني، خصوصاً الواقعين تحت سيطرة الحوثي؟
•• نخاطب أبناء شعبنا في المحافظات المحررة أو المحتلة من الحوثي أن المليشيا في طريقها للزوال، وأن قواتكم المسلحة ستصنع النصر الكبير وتستعيد الدولة وتفرض الأمن والاستقرار بإذن الله، وعليهم أن يثقوا بها ويساندوها في هذه المعركة الوطنية، ورسالتنا أيضاً للقيادة السياسية بأن عليهم أن يعملوا جاهدين على توفير الإمكانات ورص الصفوف ومخاطبة الداخل والخارج وحشد المجتمع المحلي والإقليمي والدولي لدعم السلطة الشرعية والقوات المسلحة بما يعجل من إنهاء الانقلاب ويستعيد الدولة، ورسالتنا أيضاً للأشقاء: لن ننسى دور وفضل وإمكانات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وسنبقى مدينين لهم نظير الدعم والتضحيات الكبيرة التي قدموها.