النيجر المنهوبة ..
الأحد / 19 / محرم / 1445 هـ الاحد 06 أغسطس 2023 00:14
عقل العقل
تعيش القارة السمراء أزماتٍ متكررة منذ استقلال دولها الشكلي من المستعمر الأوروبي، خاصة الفرنسي والبريطاني؛ أزمات إدارة سياسية لتلك الدول والغرب الجشع، ليس بعيداً عمّا تعيشه دول القارة من استعمار غير مباشر، أدواته قواعد عسكرية في تلك الدول وجنرالات عسكريون خريجو الكليات العسكرية الفرنسية، خاصة أنهم يعودون لدولهم ومن ثمَّ يقومون بانقلابات عسكرية عبثية تخدم جيوبهم وخزائن الدول التي تدعمهم. بعض تلك الدول تحاول الخروج من هذه الأزمات وحكم العسكر الكارثي، ولكن عند وصول رؤساء بانتخابات تشريعية نزيهة لا يستمرون في مناصبهم سنوات أو أشهراً معدودة، ومن ثمَّ نسمع الدعاية الغربية أنّ مثل هذه الانقلابات سوف تجعل القارة ساحة للإرهاب والحروب الإثنية المحلية، وكأن تلك الدول تعيش في سلام وتنمية اقتصادية قبل هذه الانقلابات المضادة للمصالح الغربية.
النيجر الدولة المنسية عن العالم؛ التي تكابد فقرها لعقود طويلة منذ استقلالها الشكلي عن الغرب في ستينيات القرن الماضي، أصبحت محط أنظار العالم؛ بسبب تمرُّد بعض عسكرها على الغطرسة الغربية الاستعمارية التي تنهب خيرات شعبها من يورانيوم وغيره، وشعبها يعيش في فقر مدقع. أموال خيرات ذلك البلد ينهبها الغرب وبعض الفاسدين المدعومين من باريس، والآن نسمع بعض الجهلة الذين يتباكون على استقرار النيجر ورخائها وهي تعيش في ظلام بعد أن هددتها جارتها نيجيريا بقطع الكهرباء عنها؛ حيث إنَّها المزود الرئيس لها في ذلك. البعض يُرجع ما حدث في النيجر إلى أنه ضربة معلم من القيصر الروسي بوتين ضد المصالح الغربية في أفريقيا؛ باعتقادي أن ذلك بعيد عن الواقع، فروسيا تعيش أزمتها في حربها مع أوكرانيا التي بدأت تدفع ثمن مغامراتها تلك، فالعاصمة الروسية موسكو أصبحت تعيش تحت رحمة المسيرات الأوكرانية في حرب نفسية فعالة ضد كبرياء بوتين، فكيف بحالة دولة تعاني أن تدخل في حروب بعيدة وليست لديها الأدوات المادية والعسكرية لهذا الصراع، أما بالنسبة للدول الأفريقية فالتدخل الروسي، إن كان موجوداً عن طريق فاغنر أو غيرها، فهو أبشع ويتساوى بالبشاعة والنهب لمقدرات شعوب العالم كما القوى الغربية؛ التي تخدمها نُخبٌ فكريةٌ وعسكريةٌ وثقافيةٌ في أفريقيا، أما روسيا خاصة فتزايد أن ما يحدث في النيجر مثلاً هو صراع ضد المستعمر، وهذا قد يجد صدىً لحظياً وعاطفياً في العواصم الأفريقية المتمردة على المستعمر الأوروبي الجديد، ولكنه على أرض الواقع لن يكون ذا قيمة في مستقبل تلك الدول. وجود علم روسي في المظاهرات أمام السفارات الغربية في نيامي هو رسالة من قوى فاعلة هناك للتدخل العسكري لتغيير الواقع الجديد في النيجر حتى تبرر التدخل العسكري الأفريقي الشكل الغربي الحقيقي المحتمل في تلك الدولة الأفريقية الإسلامية.
النيجر الدولة المنسية عن العالم؛ التي تكابد فقرها لعقود طويلة منذ استقلالها الشكلي عن الغرب في ستينيات القرن الماضي، أصبحت محط أنظار العالم؛ بسبب تمرُّد بعض عسكرها على الغطرسة الغربية الاستعمارية التي تنهب خيرات شعبها من يورانيوم وغيره، وشعبها يعيش في فقر مدقع. أموال خيرات ذلك البلد ينهبها الغرب وبعض الفاسدين المدعومين من باريس، والآن نسمع بعض الجهلة الذين يتباكون على استقرار النيجر ورخائها وهي تعيش في ظلام بعد أن هددتها جارتها نيجيريا بقطع الكهرباء عنها؛ حيث إنَّها المزود الرئيس لها في ذلك. البعض يُرجع ما حدث في النيجر إلى أنه ضربة معلم من القيصر الروسي بوتين ضد المصالح الغربية في أفريقيا؛ باعتقادي أن ذلك بعيد عن الواقع، فروسيا تعيش أزمتها في حربها مع أوكرانيا التي بدأت تدفع ثمن مغامراتها تلك، فالعاصمة الروسية موسكو أصبحت تعيش تحت رحمة المسيرات الأوكرانية في حرب نفسية فعالة ضد كبرياء بوتين، فكيف بحالة دولة تعاني أن تدخل في حروب بعيدة وليست لديها الأدوات المادية والعسكرية لهذا الصراع، أما بالنسبة للدول الأفريقية فالتدخل الروسي، إن كان موجوداً عن طريق فاغنر أو غيرها، فهو أبشع ويتساوى بالبشاعة والنهب لمقدرات شعوب العالم كما القوى الغربية؛ التي تخدمها نُخبٌ فكريةٌ وعسكريةٌ وثقافيةٌ في أفريقيا، أما روسيا خاصة فتزايد أن ما يحدث في النيجر مثلاً هو صراع ضد المستعمر، وهذا قد يجد صدىً لحظياً وعاطفياً في العواصم الأفريقية المتمردة على المستعمر الأوروبي الجديد، ولكنه على أرض الواقع لن يكون ذا قيمة في مستقبل تلك الدول. وجود علم روسي في المظاهرات أمام السفارات الغربية في نيامي هو رسالة من قوى فاعلة هناك للتدخل العسكري لتغيير الواقع الجديد في النيجر حتى تبرر التدخل العسكري الأفريقي الشكل الغربي الحقيقي المحتمل في تلك الدولة الأفريقية الإسلامية.