أخبار

«اجتماع جدة» يدفع جهود الحل الأوكراني

مشاركة صينية «إيجابية».. ومجموعات عمل لـ«قمة دولية للسلام»

«عكاظ» (جدة، لندن، باريس، كييف) OKAZ_online@

ذكر مشاركون في اجتماع جدة من أجل حل الأزمة الأوكرانية أن الاجتماع الذي بدأ ليل (الجمعة)، اختتم أعماله، بعدما أدلى المشاركون ببيانات استغرقت ساعات، قبل أن يفتح الباب لنقاشات مسهبة مغلقة. ونجح الدبلوماسيون السعوديون في إقناع أربع من أبرز دول مجموعة «بريكس» إلى الاجتماع، وهي البرازيل، والصين، وجنوب أفريقيا، والهند. ونقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس، عن مصدر أوروبي شارك في الاجتماع قوله إن مشاركة الصين في اجتماع جدة كانت «نشطة وإيجابية». لكن مندوب البرازيل مستشار الشؤون الخارجية للرئيس البرازيلي سيلسو أموريم قال، في بيانه أمام الاجتماع: إن أي مفاوضات حقيقية يجب أن تضم جميع الأطراف، بما فيها روسيا. وقال: على رغم أن أوكرانيا هي أكبر الضحايا، إلا أننا إذا كنا نريد السلام حقاً فلا بد أن نشرك روسيا في العملية بشكل أو آخر. وقال مندوب أوكرانيا إلى الاجتماع مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري يارماك: إن مهمتنا تتمثل في توحيد العالم كله حول أوكرانيا. ويقول الجانب الأوكراني إن الغرض من اجتماع جدة هو جر عدد من البلدان إلى التداول في شأن الطريق المفضية إلى السلام، خصوصاً دول مجموعة «بريكس»، التي تضم روسيا أيضاً. وكل تلك الدول اتخذت موقفاً محايداً إزاء الأزمة الأوكرانية.

أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، لوكالة «تاس» الروسية، أن روسيا ستناقش نتائج مشاورات جدة بشأن أوكرانيا مع الشركاء في «بريكس» الذين شاركوا في الاجتماع. ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله (الأحد): «بالنسبة إلى الشركاء في «بريكس» الذين تمت دعوتهم وذهبوا إلى هناك، نعم، بالطبع، هناك تفاهم بأنه عقب الفعاليات في جدة، سيجرى تبادل وجهات النظر بيننا وبين المشاركين من «بريكس» الذين حضروا إلى هناك على مستويات مختلفة». وزاد: «من وجهة نظر نقل الفطرة السليمة إلى رعاة نظام كييف، أعتقد أن مشاركة زملائنا من «بريكس» في هذا الحدث ربما قد جلبت بعض الفوائد».

البيت الأبيض يشكر السعودية على استضافة 40 دولة

أعرب البيت الأبيض عن شكره للسعودية على استضافة 40 دولة للتشاور بشأن أوكرانيا، وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض الأمريكي، إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان مثّل واشنطن في اجتماع جدة. وقال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينيسكي ليل (السبت)، إن ممثلي 42 دولة شاركوا في اجتماع جدة. وأكد أن أوكرانيا سعت خلال الاجتماع إلى البحث عن قبول أوسع لخطة السلام التي اقترحتها بلاده من 10 نقاط، أهمها انسحاب روسيا من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها، بما في ذلك أراضي جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من جانب واحد في عام 2014. لكن روسيا من جانبها تمسكت بأن أي مفاوضات سلام يجب أن تضع في الحسبان «الواقع الجديد على الأرض». واعتبر مراقبون في لندن وبروكسل أمس، أن اجتماع جدة أكد أهمية الدبلوماسية السعودية، واستعداد المملكة العربية السعودية لتكون مفاوضاً محايداً في النزاع بين موسكو وكييف. وأضافوا أن المحادثات في جدة أكدت المكانة العالمية التي تحظى بها السعودية، وجدوى سياستها الداعية إلى تنويع شركائها الدبلوماسيين. وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية جوست هلترمان، إن السعودية ستمضي قدماً بإقامة علاقات وثيقة مع الهند والبرازيل، ليكون تأثير هذه الدول ملموساً على الساحة الدولية. وذكرت صحيفة «الأوزيرفر» الأسبوعية البريطانية أمس، أن الصين أيدت خلال اجتماع جدة انعقاد جولة ثالثة من المحادثات، لإيجاد إطار عملي لإحلال السلام في أوكرانيا. ويأمل الرئيس الأوكراني زيلينيسكي أن تفضي محادثات جدة إلى عقد قمة دولية للسلام خلال الخريف القادم، على أساس الخطة الأوكرانية للسلام. ونقلت «رويترز» عن المندوب الصيني لاجتماع جدة لي هوي قوله: إن لدينا خلافات كثيرة، وسمعنا مواقف مختلفة. لكن من الضروري أن تكون المبادئ مشتركة. وأكد عضو في الوفد الأوكراني لمحادثات جدة أن دولاً عدة ساندت المقترحات الأوكرانية للسلام. واعتبر مراقبون أن مشاركة الصين في جدة تمثل نصراً كبيراً للدبلوماسية السعودية، خصوصاً أنها كانت قد دعيت إلى حضور محادثات مماثلة أجريت في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن في يونيو الماضي، لكنها امتنعت عن الحضور. وأشارت «الأوبزيرفر» أمس، إلى أن مسؤولاً في الاتحاد الأوروبي قال إن محادثات جدة توصلت إلى توافق على ضرورة إنشاء مجموعات عمل لتطوير تفاصيل القضايا البارزة في نقاط زيلينيسكي الـ10، فيما تتولى مجموعة عمل من الدبلوماسيين القيام بالجوانب الفنية المتعلقة بمختلف القضايا. وأوضح أن مجموعات العمل ستحقق في الحلول في الجوانب المتعلقة بالأمن الغذائي العالمي، والسلامة النووية، والأمن البيئي، والعون الإنساني، وإطلاق الأسرى والأطفال المختطفين، على أن يتم تحويل تلك القضايا إلى مجموعة عمل تضم مستشار شؤون الأمن القومي في البلدان المشاركة. وتتولى لجنة عمل على مستوى السفراء في كييف إيجاد أسس حيوية لإمكان عد اجتماع على مستوى رؤساء الدول، في موعد قبيل انتهاء السنة الحالية. ورجح مراقبون في بروكسل أن تكون المملكة العربية السعودية قائداً للوساطة من أجل سلام أوكرانيا.

زيلينيسكي: توحيد العالم هو أحد أهم المهمات الأساسية لوفدنا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي، أن وفد «كييف» في الاجتماع الأمني الدولي بمدينة جدة، يعمل على صيغة مقترحة للسلام في بلاده. وقال عبر حسابه في «إكس»: «اليوم هو يوم نشط آخر للجهود الدولية، فريقنا الذي يشارك في مدينة جدة السعودية، في اجتماع مستشاري زعماء الدول يعمل على صيغة مقترحة للسلام»، مضيفاً: «بالمجمل، هناك 42 دولة ممثلة هناك، من قارات مختلفة، ومقاربات سياسية مختلفة للشؤون العالمية، لكن الجميع متحدون بأولوية القانون الدولي». وأشار إلى أن بلاده اقترحت صيغة السلام لأنه يجب استعادة النظام الدولي القائم على القواعد، مشدداً على ضرورة أن تجري مفاوضات ثنائية مع الشركاء على هامش الاجتماع في جدة «نشكر وفدنا على هذا العمل. توحيد العالم هو أحد أهم المهمات الأساسية».

روسيا: مشاركة أقطاب «بريكس» تحقق فوائد