كتاب ومقالات

تغطي كويس يا (بيبي) !

ريهام زامكه

أعلم أن هذا لا يعنيكم في شيء، ولكن في فمي ماء!

فـ ليلة البارحة رفع عني القلم ونمت نومة عميقة من شدة التعب، وحلمت ليلتها أنني كنت أقود سيارتي في مكان جميل وبخط متواصل لا إشارات مرورية فيه، ولا زحام.

وعندما استيقظت، وجدت رسالة في هاتفي تفيد بأني قد أخذت مخالفة مرورية بسبب تجاوزي للسرعة المحددة، فقلت في نفسي:

هذا هو تفسير حلمك يا (فالحة).

لم ألقِ للأمر بالاً، وأكملت يومي بسلام، وفي المساء التقيت ببعض (صديقات السوء) اللواتي تربطني بهن صلة قوية مع الأسف، وكانت من بينهن صديقة عزيزة معروف عنها أنها (مهبولة) تصدق كل شيء، وأي شيء، ومن السهل جداً خداعها.

تسامرنا، وتناولنا (السوشي) وأطراف الحديث، وحكيت لهم عن (حلمي) ثم قالت لي صديقتي إنها قد حلمت قبل مدة بحلم أرّق منامها، فاتصلت بأحد مفسري الأحلام وقالت له:

«يا شيخ لقد حلمت أن زوجي أهداني ذهباً في وسط علبة، وقد أخذت الذهب هذا وأعطيته لأمي وقلت لها هذه هدية من (رجلي)، فقال لها الشيخ:

- فيها ثلاث أمور والله أعلم؛ الأولى أنك حامل في الشهر الثالث، -فقالت له: نعم صحيح، وهي (كاذبة).

- فقال: أسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة.

- ثم قال لها: وزوجك يحبك ولا يسمع فيك.

-ففرحت (العبيطة) وقالت له: بيض الله وجهك يا شيخ.

- ثم قال لها: والشيء الثالث أن زوجك بيعرس عليك.

فغضبت وقالت له: الله يلعنك أنت وزوجي والحلم، وأغلقت الخط في وجهه».

ولأنها إنسانة تتأثر دائماً بأحلامها، وتحاول تفسيرها وتفكيكها، أخبرتنا عن شخص آخر يدعي تفسير الأحلام والرؤى عبر منصة (التيك توك)، وبالفعل أدخلتنا على حسابه وكان في بث مباشر مع إحدى الفتيات وقد صُدمنا من وقاحته!

فقد كان يريد تفسير حلم إحدى الأخوات، وقبل أن يفسره بادرها بأسئلة (عجيبة غريبة) وقال لها:

«هل (عندكي) بيت ملك؟ وهل (عندكي) سيارة؟ و(عندكي) مال؟! وقولي لي كم (وزنكي)؟ (دبية أنتِ ولا هريانة)، ووش أحلى شيء في (حياتكي)؟

وبعدما أجابته (الخبلة) قال لها:

الله يطول (عمركي)، والله (إنكي) امرأة صالحة، و(رؤياكي) تدل على إنك تشتاقين للزواج من رجل لديه (لحية) ولا تأخذين (الأمرد) لأنه لا فرق (بينكي) وبينه.

واسمحي لي أن (أخطبكي) في هذا البث المبارك، و(أرجوكي) أرسلي لي (شروطكي) وأرسلي لي رقم ولي (أمركي)!

فهذه والله فرصة ربما لن تمر (عليكي) في (حياتكي) مع رجل وشيخ (فاصل) عفواً فاضل».

لا أخفيكم؛ أصابني غثيان، فالواضح أن (بقايا الصحونج) اتجهوا لتفسير الأحلام والاستشارات الأسرية ليمرروا أغراضهم الشخصية على الناس بمنتهى السذاجة والبذاءة.

وأرى أن المسألة بدأت تنافس (التنجيم) وعلم الطاقة وتأخذ منحنى خطِراً في التأويل و(الخرابيط)، وأصبحت مجرد وسيلة للتكسب بالمال واستغلال الجهل عند بعض الناس بالدخول في علم الغيبيات، وتمرير الأغراض الشخصية للحصول على المبتغى، فهؤلاء (نصابين) لأن مفسري الأحلام لا يملكون علماً ولا دليلاً قاطعاً يؤكد صحة تفاسيرهم تلك.

وبصراحة؛ موضة (تفسير الأحلام) قد انتشرت بلا حسيب أو رقيب، وبعض الدجالين استغلوا غباء البعض وتمادوا في أكاذيبهم وتفاسيرهم الوهمية خصوصاً (لناقصات العقل)، ووالله أن بعضهم وهو يفسر لامرأة حلمها مو باقي غير يقولها:

(تغطي كويس يا بيبي) !