الباحة.. وصناعة السياحة
الجمعة / 24 / محرم / 1445 هـ الجمعة 11 أغسطس 2023 00:01
عبدالله المحيميد
في صيف هذا العام سعدت ضمن الآلاف، بل مئات الآلاف من الناس بزيارة منطقة الباحة الجميلة، ولأنها الزيارة الأولى فقد أدهشني التطور والتنمية في القطاع السياحي، فالمنطقة تحوي منظومة من الخدمات السياحية؛ إذْ تملك مقومات سياحية ليس أقلّها الأجواء اللطيفة التي تعانق الغيوم معظم أيام الصيف ما جعلها جديرة بأن تكون إحدى الوجهات السياحية الرئيسة ضمن رؤية المملكة الطموحة (2030).
في هذه السطور أسوق عددًا من الأفكار والمقترحات التي أرجو أن تحظى باهتمام مسؤولي المنطقة، وهي:
- توفير معلومات رسمية وافية عن المواقع السياحية ومزاياها والفعاليات المقامة فيها وطبيعة الطرق المؤدية لها وأوقات عملها، فالمعلومات الموجودة في وسائل النشر الإلكتروني أكثرها اجتهادات فردية، أما المواقع الإلكترونية للقطاعات الرسمية فهي شحيحة في معلوماتها، فالموقع الإلكتروني لأمانة المنطقة لا يحتوي على معلومات عن المواقع السياحية، وطبيعتها الجغرافية وأوقات عملها، فضلاً عن غياب معلومات عن الفعاليات اليومية. ولولا جهود بعض إعلاميي المنطقة والمراكز الإعلامية القائمة على حماس عدد من الإعلاميين والإعلاميات وتغطيتهم لصيف الباحة وفعالياته لما استطاع الزائر التعرف على الكثير من المواقع والخدمات السياحية بالمنطقة.
- يُعدّ منتزه رغدان، ومنتزه الأمير حسام من أجمل المواقع السياحية في الباحة وأفضلها، إذْ يتميّزان بِبُنْية خدماتية متطورة، وتصميم عصري حديث؛ ولهذا السبب يشهدان ازدحامًا كبيرًا واكتظاظًا بالزوار يؤثر على جودة الخدمات، وبما أن هذا النموذج من المرافق السياحية حقق هذا النجاح المُبهر، فمن المهم العمل على إنشاء منتزهات مُماثلة لهما في التصميم والجودة والخدمات والمساحة، وتكون في ضواحي المدينة وأطرافها، فهذا النوع من المشاريع يتوافق مع الطبيعة الجغرافية للمدينة، ويتميّز بالاستدامة، واعتدال كُلفة الصيانة والتشغيل.
- تُعدّ مشكلة توفر السكن من المشاكل التي تواجه السياح، ومن المهم أن تعمل الجهات المعنية على إيجاد حلول ومعالجات مؤقتة ومستديمة، ومن الحلول التي تساهم في تخفيف أثر هذه المشكلة؛ الشقق السكنية الخاصة التي يؤجرها أصحابها في موسم الصيف، ومن المهم تشجيع هؤلاء ودعمهم، وتذليل المعوقات والصعوبات التي تواجههم، فهذه الشقق تُمثّل رافدًا مهمًا في قطاع الإيواء في المنطقة.
- جهاز المرور يقوم بدور محوري في موسم السياحة لكنه يحتاج إلى تفاعل أكبر خاصة في مواقع الازدحام القريبة من المنتزهات، ومن المهم وضع خطة للتعامل مع الحركة المرورية في الموسم تشمل إغلاق بعض المنافذ والتقاطعات وفتحها، والتشديد على منع الوقوف الخطأ على جنبات الطرق الذي يسبب اختناقات مرورية، ومن المهم أن يكون رجال المرور في حالة تركيز واستنفار دائم في فترات الذروة؛ لمعالجة حركة المرور المزدحمة؛ فقد لاحظت أن بعضهم يبقى في مركبته مُنشغلًا بجواله في حين أن الطريق يعيش حالة اختناق؛ بسبب سيارة تقف في موقف خطأ، أو سائق متهور يريد العبور المخالف.
- بعض الطرق المؤدية إلى المواقع السياحية تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والعناية والتطوير، من ذلك وضع حواجز في المنحنيات الوعرة وتكثيف اللوحات الارشادية والإنارة؛ كما هو الحال في الطريق المؤدي إلى حديقة الشلال، فالطريق الذي يمر عبر قرية الخيرة ضيّق ويتصف بمنحنيات ومنحدرات حادة، ويحتاج إلى إعادة تأهيل ووضع سياج وحواجز في بعض أجزائه، وتركيب لوحات إرشادية في جنباته.
- تُعدّ الباحة من المناطق ذات الأجواء المناسبة لزراعة الأشجار، بل إن الأشجار الدائمة الخضرة تشكل أحد مظاهرها الطبيعية، وعلى ذلك فالأصل أن تحقق الباحة تميّزًا في مجال التشجير، لكن المُشاهَد غياب التشجير في بعض المواقع؛ خاصة في الطرق الحديثة والأحياء الجديدة.
- تحتاج بعض المواقع إلى المزيد من التأهيل والتطوير، ومن المهم ألا تكون المواقع السياحية مجالا للمجاملة أو التغاضي عن المعايير المعتبرة، ففي قرية الأطاولة التراثية ورغم عراقة المبنى وجماله إلا أنه يحتاج إلى إعادة تأهيل واهتمام أكثر، فضلا عن أنه يخلو من المعلومات التاريخية عن إنشائه واستخدامات مرافقه، كما أنه يحتوي على متحف فقير ولا يعكس الحقبة التاريخية المرتبطة بالمبنى.
- التحقق من المواقع السياحية المقترحة ومدى جاهزيتها، فمن ضمن تلك المواقع شلالات وادي الحمدة - وهو موقع بدائي وغير مؤهل - يفتقر إلى الحد الأدنى من التهيئة والخدمات، ويعطي صورة سلبية للجهود والمستوى المتطور الذي وصلت إليه السياحة في الباحة، والأفضل إغلاقه وإزالته من المواقع المقترحة للزيارة إلى أن يُطوّر ويُهيَّأ للسياحة، وتُمهّد له طرق مسفلتة.
- تشكل المزارع الصغيرة المتناثرة على تخوم الأودية وحول مصبات ينابيع الأمطار المنحدرة من الجبال أحد المعالم الطبيعية والزراعية في المنطقة، ويمكن العمل على مشروع أو برنامج يستهدف تطوير هذه المزارع وتوظيفها لأغراض سياحية ضمن ما يسمّى بالسياحة الريفية.
- تشجيع الأفكار السياحية الجديدة فالسياحة لم تعد مواقع وأجواء فحسب؛ بل هي صناعة وثقافة ومنظومة متكاملة من البنى التحتية والخدمات المستديمة والمؤقتة، وقد تبدو بعض هذه المقترحات تفاصيل أو جزئيات لكنها في أعين الزوار والسيّاح مؤثرة، وفي الختام.. مرحبًا هيل عدّ السيل.
في هذه السطور أسوق عددًا من الأفكار والمقترحات التي أرجو أن تحظى باهتمام مسؤولي المنطقة، وهي:
- توفير معلومات رسمية وافية عن المواقع السياحية ومزاياها والفعاليات المقامة فيها وطبيعة الطرق المؤدية لها وأوقات عملها، فالمعلومات الموجودة في وسائل النشر الإلكتروني أكثرها اجتهادات فردية، أما المواقع الإلكترونية للقطاعات الرسمية فهي شحيحة في معلوماتها، فالموقع الإلكتروني لأمانة المنطقة لا يحتوي على معلومات عن المواقع السياحية، وطبيعتها الجغرافية وأوقات عملها، فضلاً عن غياب معلومات عن الفعاليات اليومية. ولولا جهود بعض إعلاميي المنطقة والمراكز الإعلامية القائمة على حماس عدد من الإعلاميين والإعلاميات وتغطيتهم لصيف الباحة وفعالياته لما استطاع الزائر التعرف على الكثير من المواقع والخدمات السياحية بالمنطقة.
- يُعدّ منتزه رغدان، ومنتزه الأمير حسام من أجمل المواقع السياحية في الباحة وأفضلها، إذْ يتميّزان بِبُنْية خدماتية متطورة، وتصميم عصري حديث؛ ولهذا السبب يشهدان ازدحامًا كبيرًا واكتظاظًا بالزوار يؤثر على جودة الخدمات، وبما أن هذا النموذج من المرافق السياحية حقق هذا النجاح المُبهر، فمن المهم العمل على إنشاء منتزهات مُماثلة لهما في التصميم والجودة والخدمات والمساحة، وتكون في ضواحي المدينة وأطرافها، فهذا النوع من المشاريع يتوافق مع الطبيعة الجغرافية للمدينة، ويتميّز بالاستدامة، واعتدال كُلفة الصيانة والتشغيل.
- تُعدّ مشكلة توفر السكن من المشاكل التي تواجه السياح، ومن المهم أن تعمل الجهات المعنية على إيجاد حلول ومعالجات مؤقتة ومستديمة، ومن الحلول التي تساهم في تخفيف أثر هذه المشكلة؛ الشقق السكنية الخاصة التي يؤجرها أصحابها في موسم الصيف، ومن المهم تشجيع هؤلاء ودعمهم، وتذليل المعوقات والصعوبات التي تواجههم، فهذه الشقق تُمثّل رافدًا مهمًا في قطاع الإيواء في المنطقة.
- جهاز المرور يقوم بدور محوري في موسم السياحة لكنه يحتاج إلى تفاعل أكبر خاصة في مواقع الازدحام القريبة من المنتزهات، ومن المهم وضع خطة للتعامل مع الحركة المرورية في الموسم تشمل إغلاق بعض المنافذ والتقاطعات وفتحها، والتشديد على منع الوقوف الخطأ على جنبات الطرق الذي يسبب اختناقات مرورية، ومن المهم أن يكون رجال المرور في حالة تركيز واستنفار دائم في فترات الذروة؛ لمعالجة حركة المرور المزدحمة؛ فقد لاحظت أن بعضهم يبقى في مركبته مُنشغلًا بجواله في حين أن الطريق يعيش حالة اختناق؛ بسبب سيارة تقف في موقف خطأ، أو سائق متهور يريد العبور المخالف.
- بعض الطرق المؤدية إلى المواقع السياحية تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والعناية والتطوير، من ذلك وضع حواجز في المنحنيات الوعرة وتكثيف اللوحات الارشادية والإنارة؛ كما هو الحال في الطريق المؤدي إلى حديقة الشلال، فالطريق الذي يمر عبر قرية الخيرة ضيّق ويتصف بمنحنيات ومنحدرات حادة، ويحتاج إلى إعادة تأهيل ووضع سياج وحواجز في بعض أجزائه، وتركيب لوحات إرشادية في جنباته.
- تُعدّ الباحة من المناطق ذات الأجواء المناسبة لزراعة الأشجار، بل إن الأشجار الدائمة الخضرة تشكل أحد مظاهرها الطبيعية، وعلى ذلك فالأصل أن تحقق الباحة تميّزًا في مجال التشجير، لكن المُشاهَد غياب التشجير في بعض المواقع؛ خاصة في الطرق الحديثة والأحياء الجديدة.
- تحتاج بعض المواقع إلى المزيد من التأهيل والتطوير، ومن المهم ألا تكون المواقع السياحية مجالا للمجاملة أو التغاضي عن المعايير المعتبرة، ففي قرية الأطاولة التراثية ورغم عراقة المبنى وجماله إلا أنه يحتاج إلى إعادة تأهيل واهتمام أكثر، فضلا عن أنه يخلو من المعلومات التاريخية عن إنشائه واستخدامات مرافقه، كما أنه يحتوي على متحف فقير ولا يعكس الحقبة التاريخية المرتبطة بالمبنى.
- التحقق من المواقع السياحية المقترحة ومدى جاهزيتها، فمن ضمن تلك المواقع شلالات وادي الحمدة - وهو موقع بدائي وغير مؤهل - يفتقر إلى الحد الأدنى من التهيئة والخدمات، ويعطي صورة سلبية للجهود والمستوى المتطور الذي وصلت إليه السياحة في الباحة، والأفضل إغلاقه وإزالته من المواقع المقترحة للزيارة إلى أن يُطوّر ويُهيَّأ للسياحة، وتُمهّد له طرق مسفلتة.
- تشكل المزارع الصغيرة المتناثرة على تخوم الأودية وحول مصبات ينابيع الأمطار المنحدرة من الجبال أحد المعالم الطبيعية والزراعية في المنطقة، ويمكن العمل على مشروع أو برنامج يستهدف تطوير هذه المزارع وتوظيفها لأغراض سياحية ضمن ما يسمّى بالسياحة الريفية.
- تشجيع الأفكار السياحية الجديدة فالسياحة لم تعد مواقع وأجواء فحسب؛ بل هي صناعة وثقافة ومنظومة متكاملة من البنى التحتية والخدمات المستديمة والمؤقتة، وقد تبدو بعض هذه المقترحات تفاصيل أو جزئيات لكنها في أعين الزوار والسيّاح مؤثرة، وفي الختام.. مرحبًا هيل عدّ السيل.