أخبار

رئيس «جراحة تجميل العيون في تخصصي الملك خالد»: «اعتلال جريفز» يصيب الأغشية المحيطة بالعين في حالاتين

«عكاظ» (جدة)

كشف رئيس قسم جراحة تجميل العيون في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الدكتور أسامة آل الشيخ، حدوث مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية المعروف أيضاً باسم اعتلال جريفز المداري/ اعتلال جريفز للعين، الذي يصيب الأغشية المحيطة بالعين حين يتعذر على جهاز المناعة في الجسم التفريق بين الخلايا الشاذة والطبيعية، مشيرا إلى أنه يؤثر على الأنسجة الرخوة مثل الجلد والدهون والعضلات المحيطة بمقلة العين داخل محجر العين ويسبب فترة التهاب وتورم لهذه الأنسجة (المرحلة النشطة)، منوها في حوار مع «عكاظ» إلى زوال المرحلة النشطة بشكل عام من تلقاء نفسها من ستة أشهر إلى سنتين، بعد ذلك يستقر الالتهاب وهذا ما يعرف بالمرحلة «غير النشطة».فإلى نص الحوار:

• ما هو مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية؟

•• مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية المعروف أيضاً باسم اعتلال جريفز المداري/ اعتلال جريفز للعين، هو مرض مناعي ذاتي يصيب الأغشية المحيطة بالعين وقد يتفاقم مع الوقت حتى أنه قد يهدد الرؤية. يحدث هذا المرض حين يتعذر على جهاز المناعة في الجسم التفريق بين الخلايا الشاذة والخلايا الطبيعية. يؤثر مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية على الأنسجة الرخوة مثل الجلد والدهون والعضلات المحيطة بمقلة العين داخل محجر العين ويسبب فترة التهاب وتورم لهذه الأنسجة (المرحلة النشطة). تزول المرحلة النشطة بشكل عام من تلقاء نفسها في الغالب وتستمر عادة حوالي ستة أشهر إلى سنتين. بعد ذلك يستقر الالتهاب وهذا ما يعرف بالمرحلة «غير النشطة».

إذا أصبحت الأنسجة الرخوة حول العينين ملتهبة، فإنها تصبح حمراء ومتورمة وتسبب بعض التغييرات:

يمكن أن تصبح الجفون منتفخة وحمراء (تورم الجفن)، وهو غالبًا ما يكون أكثر وضوحًا في الصباح.

• يمكن أن تتورم العضلات والدهون (الأنسجة الرخوة) خلف مقلة العين، مما يدفع العينين إلى الأمام بما يسمى «جحوظ».

• يمكن أن يؤدي كل من تراجع الجفن وجحوظ العين إلى تفاقم أعراض جفاف العين. هذا بسبب تعرض المزيد من سطح العين للهواء وأيضًا لأن هذه التغييرات يمكن أن تعني أن الجفون غير قادرة على الإغلاق بشكل كامل.

• إذا تورمت العضلات التي تحرك مقلة العين، فقد يعني ذلك أن العينين غير قادرتين على الحركة معًا بنفس القدر كما ينبغي، مما يتسبب في ازدواج الرؤية.

• قد يصبح محجر او تجويف العين مؤلما، خصوصا عندما تتحرك العينان.

يعاني الكثير من المرضى من هذه التغييرات بشكل طفيف ويمكن أن تكون مؤقتة وقصيرة الأجل. غالبًا ما تزداد أعراض مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية سوءًا لمدة ستة أشهر إلى عام، ولكن بعد ذلك يجب أن يتحسن مظهر العينين.

بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يستغرق الأمر ما يصل إلى عامين قبل أن يختفي الالتهاب تمامًا. كلما طالت المرحلة النشطة، قل احتمال عودة مظهر العينين تمامًا إلى طبيعته مرة أخرى، وقد تستمر بعض الأعراض الأخرى مثل الرؤية المزدوجة على المدى الطويل.

في حالات مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية الشديد، يزداد الضغط داخل محجر العين، مما يسبب ألمًا خفيفًا. يمكن لهذا الضغط أن (يضغط) على العصب البصري. ينقل العصب البصري الرسائل من العين إلى الدماغ وإذا تم ضغطه يمكن أن يسبب مشاكل في البصر. يمكن أن يتسبب انضغاط العصب البصري في عدم وضوح الرؤية وقد يتسبب ذلك في أن تبدأ الألوان في الظهور «شاحبة» أو باهتة، وقد يضيق المجال البصري (الرؤية المحيطية) لخلق رؤية نفقية وقد يؤدي في حالات نادرة الى فقدان البصر لا سمح الله.

عند ملاحظة هذه التغييرات في الرؤية، فمن المهم الحصول على رعاية طبية على الفور، بحيث يمكن تقليل الضغط على العصب البصري بسرعة، قبل حدوث تلف دائم وفقدان البصر. قلة قليلة من المرضى (نحو 5٪) يصلون لهذه المرحلة الأكثر تقدمًا من حالة مرض العين الدرقية.

كذلك في الحالات الشديدة جدًا من مرض العين الدرقية، قد تصبح العين مكشوفة أو جافة لفترة طويلة، مما قد يتسبب في تلف القرنية (السطح الأمامي الصافي للعين). يُعرف هذا باسم التعرض لاعتلال القرنية ويمكن أن يتسبب في ضعف الرؤية، لكن هذا نادر جدًا.

• ما العلاقة بين مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية وداء جريفز؟

•• مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية وداء جريفز هما حالتان مرضيتان منفصلتان تتطلبان علاجات طبية مختلفة. عادةً يتم الخلط بين مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية وداء جريفز لأنهما من أمراض المناعة الذاتية ولأن الأشخاص المصابين بداء جريفز قد يصابون بمرض العين المرتبط بالغدة الدرقية. يمكن أن يصاب ٣-٥ من كل ١٠ أشخاص لديهم داء جريفز بمرض العين المرتبط بالغدة الدرقية. لكن تجدر الإشارة إلى أن المريض يمكن أن يصاب بـمرض العين المرتبط بالغدة الدرقية من دون الإصابة بداء جريفز.

هناك بعض الاختلافات الواضحة بين المرضين، على سبيل المثال، في حالة مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية، يهاجم الجهاز المناعي العضلات والأنسجة الدهنية خلف العين مما يسبب الالتهاب، أما داء جريفز فهو يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب الهجمات المناعية على الغدة الدرقية.

المرضى المصابون بمرض العين المرتبط بالغدة الدرقية يعانون من الأعراض التي ذكرناها سابقا. أما أعراض داء جريفز فهي تشمل تسارع ضربات القلب، والتهيج، والقلق والتوتر، والتعب، والتعرق المفرط، والتحسس من الحرارة، وفقدان الوزن غير الصحي. عادة ما يتم علاج مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية من قبل أطباء العيون الحاصلين على تدريب متقدم، بينما يتم علاج داء جريفز من قبل أطباء الغدد الصماء.

نظراً لوجود احتمالية للتشخيص الخاطئ ونظراً لاختلاف علاج المرضيْن وعدم فعالية علاج أحدهما للآخر، فمن الضروري استشارة أحد المتخصصين في أسرع وقت ممكن.

• ما هي أسباب مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية؟

•• السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية هو مرض جريفز، وهو حالة من أمراض المناعة الذاتية كما ذكرنا سابقا«. يصنع جهاز المناعة لدينا عادة بروتينات صغيرة (أجسام مضادة) لمكافحة البكتيريا و«الجراثيم» الأخرى الغريبة عنا. إذا كان الشخص يعاني من حالة من أمراض المناعة الذاتية، فإن الجهاز المناعي يعمل ضد الأنسجة الطبيعية للجسم. سبب حدوث ذلك غير واضح تمامًا في الوقت الحالي.

في مرض جريفز، تنتج استجابة المناعة الذاتية أجسامًا مضادة تجعل الغدة الدرقية تصنع المزيد من هرموناتها. في الوقت نفسه، يهاجم الجهاز المناعي أيضًا الأنسجة الرخوة خلف العينين، مما يؤدي إلى التورم والالتهاب.

• من وجهة نظرك كطبيب، ما هي أكثر التحديات اليومية انتشاراً لدى المصابين بمرض العين المرتبط بالغدة الدرقية؟ كيف يؤثر المرض على المريض والمجتمع؟

•• مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية مرض مُنهك ومزمن ويمكن أن يؤثر سلباً على جودة حياة المريض. وتشمل الأعراض التي يعاني منها المرضى على أساس يومي الحساسية للضوء، والشعور بالترميل في العين، وجفاف العين، وتدميع العينين المفرط، وتورم الجفون، والاحمرار، والتهيج، وجحوظ العين؛ واختلال التوازي بين العينين (الحول) ويحدث لدى أكثر من 50% من المصابين بمرض العين المرتبط بالغدة الدرقية؛ وازدواج الرؤية- تم الإبلاغ عنها لدى نحو 50% من المرضى-، أما فقدان البصر فهو أحد المضاعفات النادرة والخطيرة للمرض. لا يمكن أن ننكر أن كل ذلك سيؤثر على الحياة اليومية للمريض.

نتيجة لهذه الأعراض، غالباً ما يعاني الأشخاص الذين يعيشون مع مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية من أعباء في وظائف الجسم وأعباء نفسية على المدى البعيد، بما في ذلك عدم القدرة على العمل وأداء الأنشطة اليومية. كما أن بعض الأعراض تؤثر على الحياة اليومية كالرؤية المزدوجة وتشوّه الوجه والألم. كذلك يمكن أن تجعل الرؤية المزدوجة أنشطة مثل القراءة صعبة وتجعل القيادة خطرة.

لذا، فإن للمرض تأثير ملموس على المرضى. مع ذلك، يمكن إدارة مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية بشكل فعال من خلال التشخيص المبكر والمراقبة النشطة لتحديد أفضل فرصة للتدخل الطبي.

• هل يمكنك أن تُبيّن لنا أهمية زيادة الوعي حول هذا المرض، ومساعدة المرضى ومقدمي الرعاية في التعامل بشكل أفضل مع هذه الحالة خلال رحلة العلاج؟ هل يمكن أن تكون أعراض المرض صامتة وهل هناك احتمال لحدوث خطأ في التشخيص؟ كيف يمكننا تسهيل التدخل المبكر لمساعدة المرضى؟

•• بسبب طبيعة المرض وتفاقمه بمرور الوقت، من الأفضل مباشرة علاج مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية في مرحلة مبكرة وبالتالي من الضروري زيادة الوعي حول هذه الحالة. فذلك لا يؤدي فقط إلى تحسين نتائج المرضى، بل يساعد المتخصصين في الرعاية الصحية على تقديم دعم أفضل للمرضى.

يلاحَظ أن الأعراض الخفيفة لـمرض العين المرتبط بالغدة الدرقية قد لا يتم تشخيصها بالشكل الصحيح اذا لم يكن الطبيب على علم وتركيز على هذه الاعراض، مما يؤخر علاج المرض. وقد يتباطأ تقدم المرض بمرور الوقت، لكن ذلك لا يعني أن المرض قد اختفى. قد يعاني بعض المرضى من أعراض وحتى نوبات إذا تركت الأعراض من دون علاج. لذا يُفضل العلاج المبكر والمتابعة في العلاج، وهذا لا يمنع أن العلاج في مراحل المرض المتأخرة قد يؤدي إلى نتائج أيضاً.

تتمثل إحدى الخطوات الرئيسية لتسهيل التشخيص المبكر في زيادة نسبة الوعي حول هذا المرض وعلى الأخص التثقيف حول أعراضه. وذلك يمكّن المرضى من التنبّه والحضور إلى المستشفى لبدء التشخيص والعلاج. ولا يقل أهمية عن ذلك، حرص مزودي الرعاية الصحية الأولية على الملاحظة الدقيقة للأعراض الخفيفة لمرض العين المرتبط بالغدة الدرقية وسرعة تحويل المريض للطبيب المختص.

• ما هي النصيحة التي تقدمها للمصابين بمرض العين المرتبط بالغدة الدرقية وعائلاتهم؟

•• مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية هو حالة صحية منهكة، لكن يمكن إدارتها بشكل فعال من خلال التشخيص المبكر والتدخل الطبي المناسب. نصيحتي هي التواصل بشكل فعال مع طبيب العيون للتمكن من المراقبة المستمرة للمرض وتقديم أفضل علاج. إذا كنت تعاني من مشكلة في الغدة الدرقية، خاصة إذا كنت تعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية، فمن المهم أن تكون على دراية بإمكانية تطور مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية وأعراضه. قد لا يحدث مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية في نفس الوقت الذي يتم فيه تشخيص مشكلة الغدة الدرقية الأولية. يمكن أن تتطور في أي وقت بعد ذلك أو في بعض الأحيان حتى قبل اكتشاف مشكلة الغدة الدرقية، وقد لا يحدث اطلاقا".

معظم الأشخاص الذين يعانون من مشكلة في الغدة الدرقية لن يصابوا إلا بأعراض خفيفة من مرض العين الدرقية. إذا كانت لديك علامات مرض العين الدرقية، فيجب إحالتك إلى طبيب عيون مختص قد يعمل مع أخصائي الغدد الصماء (متخصص في أنظمة هرمونات الجسم) للمساعدة في إدارة حالتك.

خلال المراحل النشطة من مرض العين الدرقية، هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها والتي قد تساعد في علاج الأعراض.

يميل الانتفاخ حول الجفون إلى أن يكون أسوأ في الصباح بعد الاستلقاء. يمكن أن يساعد النوم على وسائد إضافية في تقليل الانتفاخ والاحتقان حول عينيك.

يمكن السيطرة على أعراض جفاف العين باستخدام قطرات العين لترطيب عينيك ويمكن استخدامها عادة بشكل متكرر أو حسب الحاجة.

يمكن أيضًا محاولة تجنب أو حماية عينيك في البيئات العاصفة أو المتربة، والتي قد تهيج عينيك.

قد تجد أيضًا أن أخذ فترات راحة منتظمة عند القيام بأنشطة مثل القراءة ومشاهدة التلفزيون واستخدام شاشات الكمبيوتر يمكن أن يساعد في الحفاظ على عينيك تشعر براحة أكبر.

على الرغم من أن علاج حالة الغدة الدرقية قد لا يمنع مرض العين الدرقية أو يحسنه، فمن المهم الحفاظ على مستويات هرمون الغدة الدرقية عند المستويات الصحيحة. تأكد من إجراء فحوصات دم الغدة الدرقية بانتظام واتبع النصائح التي يقدمها طبيبك حول موعد وكيفية تناول دواء الغدة الدرقية.

يزيد التدخين من فرص الإصابة بمرض العين الدرقية ويمكن أن يزيد الأمر سوءًا بشكل كبير. كما أن العلاج أقل فعالية لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية النشط والذين يدخنون. تحدث إلى طبيبك حول الحصول على مساعدة للإقلاع عن التدخين. ربما يكون هذا هو أهم شيء يمكنك القيام به إذا كنت مدخنًا.

إذا وجدت أن الأضواء الساطعة غير مريحة، فإن تقليل كمية الضوء التي تدخل عينيك عن طريق ارتداء النظارات الشمسية يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض.