كتاب ومقالات

منصتنا الثقافية

منى العتيبي

‏ وقع سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان مع رئيس مجلس إدارة إم بي سي الوليد البراهيم، اتفاقية لتشغيل وإدارة القناة الثقافية وحينها ستنتقل منصة ثقافتنا من المحلية إلى العالمية عبر الإم بي سي والمنصة ستخدم ثقافتنا: تراثاً، أدباً، فنوناً بصرية، فنون الطهي، الأزياء، أفلاماً، كتباً، مسرحاً، فنوناً أدائية، موسيقى، عمارة وتصميم.

وجاءت هذه المنصة في توقيتها المتزامن مع التقدم السياحي والثقافي الذي تعيشه بلادنا الحبيبة ومع الوقت الذي قد يجهل أغلب «إن لم يكن الكل» من أبنائنا وبناتنا ثقافتنا الأصيلة.

وحتماً لن يكون دور المنصة الثقافية الإعلامية دوراً اعتباطياً ومكروراً وذلك لعدة أسباب أولها؛ أنها ستكون رسالة يطلع من خلالها العالم على هويتنا الثقافية وستكون لهم مصدر جذب للسياحة المحلية، كما أنها ستخدم الانفتاح على الآخر وتصدير صورة واقعية ومؤثرة عن الجانب الثقافي الزاخر والمتنوع في وطننا. كما ستعزز عند الأجيال الوعي الثقافي والحفاظ على التراث الثقافي الوطني. كما ستحل محل دور الأكبر سناً في تعليم الأجيال الأصغر سناً عن التاريخ والتراث الثقافي الوطني من خلال القصص والحكايات التقليدية ومشاهد المواقع التاريخية، والمشاركة في المهرجانات والاحتفالات الوطنية. وستصنع هوية ثقافية فنية أصيلة عند الجيل من خلال تشجيعهم على المشاركة الفعّالة في النشاطات الثقافية، مثل الرقص التقليدي، والموسيقى، والفنون التقليدية. والأهم أنها ستعمل على صناعة جسر ممتد بينهم وبين لغتهم من جهة وبينهم وبين لهجتهم السعودية في جهات الوطن كافة؛ حيث تعتبر اللغة جزءاً هاماً من الثقافة.

وأيضاً ستكون المنصة «قناة» تواصل بينهم وبين الأجداد من خلال نقل التراث الثقافي لهم وتوثيق المعلومات والقصص التي يمكن أن تنتقل إلى أجيال الأجيال.

وبما أن العملية الاتصالية مهمة في دعم أي مشروع كان؛ ستعمل منصتنا الثقافية بإدارتها الجديدة على تعزيز التواصل بين الأجيال المختلفة، تعليم التاريخ والتراث، المشاركة العملية في النشاطات الثقافية، الحفاظ على اللغة، الاحتفاظ بالممارسات والتقاليد، والتواصل مع الأجداد ودعم التواصل مع الآخر الذي يجهل ثقافتنا.. هذه الجهود المشتركة يمكنها أن تعزز الوعي الثقافي والمحافظة على التراث الثقافي الوطني.