قبة الكون لا تتسع
الثلاثاء / 06 / صفر / 1445 هـ الثلاثاء 22 أغسطس 2023 00:14
عبده خال
تكون الكلمة محظوظة في هذا الزمن إن وصلت إلى الناس، فكثافة الإرسال تفيض عن الوعاء الذي وضع للاستقبال، ولو أردت التشبيه فلن يفي (الوعاء) لذلك التشبيه، فالقبة الكونية أقرب لأن تكون هي الوعاء.
وأي كلمة تطلق في هذا التزاحم أشبه بطائر مهيض الجناح، مكث في موقعه وإن نازعته رغبة التحليق فلن يرتفع عالياً.
والكلمة في صورها المختلفة سواء كانت: فيلماً أو لحناً أو لوحة أو شعراً ستجد تعثر خطواتها، ولهذا يصبح من فواتح القول إعادة محاولة التحليق، ورفع الصوت لاختراق ثقب الضجيج الحادث، فلكثافة الإرسال ضجيج متعال، وأجد في هذا تعويذة لأن يواصل الكاتب إعادة ما كتب على جناح كلمته اكتسب بعض القوة ليكون تحليقه أكثر ارتفاعاً عما سبق، وسبب هذه الكتابة معاودتي لمشاهدة فيلم (كفر ناحوم) فتولدت رغبة إعادة نشر مقالة كتبتها عن هذا الفيلم بعنوان (كفر ناحوم نصل من الجمال) ذاكراً أن من مميزات الإبداع خلق الدهشة، وأحياناً يكون بسيطاً سهلاً لدرجة أن الآخرين ينتابهم اليقين على أحداثه كتجربة مماثلة فيفشلون.
الإبداع بصمة فريدة، وربما يتحكم الفنان بإحداث تلك الدهشة سواء شاعراً أو روائياً أو موسيقياً أو نحاتاً أو أي صورة من الصور الخلاقة التي يحدثها الفنان.
ويصبح من الصعوبة اشتراك المجاميع في خلق الحالة الإبداعية في تناسق ورتم موحد.
وهذا لا يعني عدم إيجاد هذه الحالة، وأقرب مثال يطرأ على البال فيلم (كفر ناحوم)، وهو فيلم أعتبره لحناً بديعاً.
عزف المشاركون فيه لحناً متناسقاً، يتصاعد ليصل إلى الذروة، وفي كل مشهد لوحة سينمائية رائعة، أجاد كل المشتغلين في الفيلم على خلق التناغم.
وعندما شاهد الفيلم، شاغلتني دهشتي، وظللت أتساءل:
كيف استطاعت المخرجة (نادين لبكي) العثور على الأطفال الذين هم رتم موسيقى الفيلم.
كيف استطاعت تسير طفولتهم لإعطاء المشاهد واقعية تمنع التفكير أن هؤلاء الأطفال يتحركون أمام الكاميرا، قليل وصف حركتهم بالدقة، وقليل جداً أن تصف دهشتك بمفردة (رائع)، فكل مشهد قصيدة عصماء بذاتها.
فمن حمل الفيلم إلى قمم الروعة هما الطفلان: زين الرفاعي، والطفل الإثيوبي يونس.
فقد كانا عمودي الفيلم، ليس قصة فقط وإنما في روعة الأداء، فإن قلنا عن إبداع زين ربما نجد لها محفزاً كونه طفلاً (12 سنة)، لكن المعجزة التمثيلية كانت في (يونس) فهو رضيع في السنتين الأوليين، (وربما أصغر من ذلك).
وإذا جنحنا لإلقاء الضوء على الممثلين ستجد أن كلاً منهما أدى دوراً استثنائياً كرحيل (ممثلة إثيوبية)، وكذلك: القاضي، الأب والأم، صرصور، الطفلة سهير، لا أريد ترتيب الممثلين فكل من شارك قد أبدع.
إبداع في السيناريو، الإخراج، الإضاءة، الموسيقى، التمثيل، حضر الجمال كاملاً في فيلم كفر ناحوم، (حدودة) الفيلم بسيطة إلا أن كتابتها كسيناريو رقص بين الوتر والخيال، تنقل بين تمرد الطفل (زين) على حياته ودواوين الشعر السينمائي، فيلم تكون قضية البطل شكوى أبويها لمنعهما من الخلفة، وقذف أبناءهما على قارعة الجوع والتعب، والمآسي، بهذه المباشرة في إيضاح الحدث كان (الحكي) سيكون فجاً إلا أن قصائد اللوحات التمثيلية أحالت الحدث المباشر إلى لغة إبداعية لا تسطيع أمامها إلا التسليم بأن الإبداع هو الدهشة.
في نهاية المقال أعيد أيضاً دعوة من لم يشاهد الفيلم مشاهدته، فقبة الكون لا تستوعب كثيراً من الضجيج الذي لا يولد طحيناً!
وأي كلمة تطلق في هذا التزاحم أشبه بطائر مهيض الجناح، مكث في موقعه وإن نازعته رغبة التحليق فلن يرتفع عالياً.
والكلمة في صورها المختلفة سواء كانت: فيلماً أو لحناً أو لوحة أو شعراً ستجد تعثر خطواتها، ولهذا يصبح من فواتح القول إعادة محاولة التحليق، ورفع الصوت لاختراق ثقب الضجيج الحادث، فلكثافة الإرسال ضجيج متعال، وأجد في هذا تعويذة لأن يواصل الكاتب إعادة ما كتب على جناح كلمته اكتسب بعض القوة ليكون تحليقه أكثر ارتفاعاً عما سبق، وسبب هذه الكتابة معاودتي لمشاهدة فيلم (كفر ناحوم) فتولدت رغبة إعادة نشر مقالة كتبتها عن هذا الفيلم بعنوان (كفر ناحوم نصل من الجمال) ذاكراً أن من مميزات الإبداع خلق الدهشة، وأحياناً يكون بسيطاً سهلاً لدرجة أن الآخرين ينتابهم اليقين على أحداثه كتجربة مماثلة فيفشلون.
الإبداع بصمة فريدة، وربما يتحكم الفنان بإحداث تلك الدهشة سواء شاعراً أو روائياً أو موسيقياً أو نحاتاً أو أي صورة من الصور الخلاقة التي يحدثها الفنان.
ويصبح من الصعوبة اشتراك المجاميع في خلق الحالة الإبداعية في تناسق ورتم موحد.
وهذا لا يعني عدم إيجاد هذه الحالة، وأقرب مثال يطرأ على البال فيلم (كفر ناحوم)، وهو فيلم أعتبره لحناً بديعاً.
عزف المشاركون فيه لحناً متناسقاً، يتصاعد ليصل إلى الذروة، وفي كل مشهد لوحة سينمائية رائعة، أجاد كل المشتغلين في الفيلم على خلق التناغم.
وعندما شاهد الفيلم، شاغلتني دهشتي، وظللت أتساءل:
كيف استطاعت المخرجة (نادين لبكي) العثور على الأطفال الذين هم رتم موسيقى الفيلم.
كيف استطاعت تسير طفولتهم لإعطاء المشاهد واقعية تمنع التفكير أن هؤلاء الأطفال يتحركون أمام الكاميرا، قليل وصف حركتهم بالدقة، وقليل جداً أن تصف دهشتك بمفردة (رائع)، فكل مشهد قصيدة عصماء بذاتها.
فمن حمل الفيلم إلى قمم الروعة هما الطفلان: زين الرفاعي، والطفل الإثيوبي يونس.
فقد كانا عمودي الفيلم، ليس قصة فقط وإنما في روعة الأداء، فإن قلنا عن إبداع زين ربما نجد لها محفزاً كونه طفلاً (12 سنة)، لكن المعجزة التمثيلية كانت في (يونس) فهو رضيع في السنتين الأوليين، (وربما أصغر من ذلك).
وإذا جنحنا لإلقاء الضوء على الممثلين ستجد أن كلاً منهما أدى دوراً استثنائياً كرحيل (ممثلة إثيوبية)، وكذلك: القاضي، الأب والأم، صرصور، الطفلة سهير، لا أريد ترتيب الممثلين فكل من شارك قد أبدع.
إبداع في السيناريو، الإخراج، الإضاءة، الموسيقى، التمثيل، حضر الجمال كاملاً في فيلم كفر ناحوم، (حدودة) الفيلم بسيطة إلا أن كتابتها كسيناريو رقص بين الوتر والخيال، تنقل بين تمرد الطفل (زين) على حياته ودواوين الشعر السينمائي، فيلم تكون قضية البطل شكوى أبويها لمنعهما من الخلفة، وقذف أبناءهما على قارعة الجوع والتعب، والمآسي، بهذه المباشرة في إيضاح الحدث كان (الحكي) سيكون فجاً إلا أن قصائد اللوحات التمثيلية أحالت الحدث المباشر إلى لغة إبداعية لا تسطيع أمامها إلا التسليم بأن الإبداع هو الدهشة.
في نهاية المقال أعيد أيضاً دعوة من لم يشاهد الفيلم مشاهدته، فقبة الكون لا تستوعب كثيراً من الضجيج الذي لا يولد طحيناً!