الفراغ العاطفي و«القبلة الإسبانية»
الأحد / 18 / صفر / 1445 هـ الاحد 03 سبتمبر 2023 00:38
عقل العقل
التعبير عن العواطف حاجة إنسانية ملحة ومطلوبة، ولكن العادات والأديان عملت على مر الزمن على تشذيب أو قمع أو قتل هذه العواطف بين البشر، التي أعتبرها طبيعية، وكتمها وعدم إظهارها مدمر في العلاقات العاطفية بين الأزواج، مثلاً في المجتمعات المحافظة أو التي أقحمت وادعي أنها محافظة، كانت هذه المشاعر الإنسانية الجميلة المعبرة عن الحب والشوق والإخلاص والوفاء تأتي في آخر قائمة قضايانا الإنسانية البسيطة التي يجب أن نتحكم بها ونعيشها كأزواج وأبناء وآباء وأمهات. ملايين في مجتمعاتنا العربية يحبون ويعشقون ويضحون بحياتهم في سبيل عشقهم الإنساني لامرأة أحبوها كزوجة أو صديقة والعكس من جانب النساء، الأكيد أن التعبير عن المشاعر العاطفية في منازلنا ضعيف خاصة بين الأزواج أنفسهم بسبب التربية وطريقة الزواج عندنا خاصة في الماضي، والتي يكون للصدفة نصيب كبير في بيت الزوجية، ولا يعني هذا ألا تنشأ علاقات حب ومحبة بين الأزواج.
طبعاً التعبير عن العاطفة بين الأبناء والآباء خاصة الأجيال في العقود الماضية نادرة ويعبر عنها بطرق عدة ما عدا النطق في كلمات الحب والمحبة بين الأطراف، ولا يعني هذا عدم المحبة أو التنافر بينهما، ولكن العادة والثقافة هي من تحدد سلوكياتنا وتفكيرنا في قضايا كثيرة وخاصة الجوانب العاطفية. الثقافة العربية وخاصة قبل الإسلام فيها كثير من القصائد الشعرية التي تنبض بالعشق والحب بكافة أشكاله، ونردد في ثقافتنا قصص الحب الخيالية في كل العصور، رغم كل هذا نحن فقراء في نطق الكلمات التي تعبر عن عواطفنا بشكل واضح وصريح، وقد يستغرب الطرف الآخر إن عبر حبيبه أو والده مثلاً عن مشاعره بهذا الشكل، الملايين منا يتابعون المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية وخاصة المسلسلات المكسيكية أو التركية التي تدور أحداثها عن الحب في المقام الأول بين أبطالها، بل إن البعض يذرف الدموع تعاطفاً وحزناً على أحداث ذلك الفيلم أو المسلسل ويكون فقيراً في دموعه وعواطفه في من حوله على أرض الواقع من أبناء وزوجات وأزواج، الغريب أنني ألاحظ أن بعض الذين يعبرون عن مشاعرهم العاطفية بصوت مسموع ينطقون تلك الكلمات العاطفية باللغة الإنجليزية، وكأن لغتنا العربية لا يمكن التعبير فيها عن المشاعر وهي لغة رقيقة جميلة.
على الجانب الآخر من عالمنا، أثارت قبلة رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس لنجمة منتخب بلاده جيني هيرموسو في تتويج منتخب نساء إسبانيا بكأس العالم للسيدات بعد فوزه على منتخب سيدات إنجلترا.
تلك «القبلة» على شفاه النجمة هيرموسو كانت تبدو تعبيراً عن عاطفة رئيس الاتحاد الإسباني في حدث رياضي وطني لبلده، ولكن تلك «القبلة» التي تبدو بالتراضي انقلبت إلى حدث رياضي وسياسي واجتماعي، وخاصة المدافعين عن حقوق المرأة وما تتعرض له من تحرش، الاتحاد الدولي للعبة أوقف الرجل من الفيفا حتى انتهاء التحقيقات، ودخلت والدته في إضراب عن الطعام وعزلت نفسها في إحدى الكنائس القديمة في إسبانيا احتجاجاً على معاملة ابنها، وقد تدهورت حالتها الصحية ونقلت للمستشفى.
جميل البساطة والعفوية في التعبير عن مشاعرنا ولكن علينا الحذر بعض الأحيان ألا نندفع بهذا التعبير ويصيبنا ما أصاب الرجل الإسباني المسكين، منظر ركز عليه قبل أسبوعين لمشهد خطيب وخطيبته في لقطة عفوية في نقل إحدى مباريات الدوري السعودي والفتاة تجفف عرق جبين خطيبها في لقطة كلها دفء في المشاعر قل أن نشاهده في مشهدنا العام، استغربت من التعليقات الرافضة والمتهمة لنوايا الآخرين في تلك اللقطة الإنسانية الجميلة.
طبعاً التعبير عن العاطفة بين الأبناء والآباء خاصة الأجيال في العقود الماضية نادرة ويعبر عنها بطرق عدة ما عدا النطق في كلمات الحب والمحبة بين الأطراف، ولا يعني هذا عدم المحبة أو التنافر بينهما، ولكن العادة والثقافة هي من تحدد سلوكياتنا وتفكيرنا في قضايا كثيرة وخاصة الجوانب العاطفية. الثقافة العربية وخاصة قبل الإسلام فيها كثير من القصائد الشعرية التي تنبض بالعشق والحب بكافة أشكاله، ونردد في ثقافتنا قصص الحب الخيالية في كل العصور، رغم كل هذا نحن فقراء في نطق الكلمات التي تعبر عن عواطفنا بشكل واضح وصريح، وقد يستغرب الطرف الآخر إن عبر حبيبه أو والده مثلاً عن مشاعره بهذا الشكل، الملايين منا يتابعون المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية وخاصة المسلسلات المكسيكية أو التركية التي تدور أحداثها عن الحب في المقام الأول بين أبطالها، بل إن البعض يذرف الدموع تعاطفاً وحزناً على أحداث ذلك الفيلم أو المسلسل ويكون فقيراً في دموعه وعواطفه في من حوله على أرض الواقع من أبناء وزوجات وأزواج، الغريب أنني ألاحظ أن بعض الذين يعبرون عن مشاعرهم العاطفية بصوت مسموع ينطقون تلك الكلمات العاطفية باللغة الإنجليزية، وكأن لغتنا العربية لا يمكن التعبير فيها عن المشاعر وهي لغة رقيقة جميلة.
على الجانب الآخر من عالمنا، أثارت قبلة رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس لنجمة منتخب بلاده جيني هيرموسو في تتويج منتخب نساء إسبانيا بكأس العالم للسيدات بعد فوزه على منتخب سيدات إنجلترا.
تلك «القبلة» على شفاه النجمة هيرموسو كانت تبدو تعبيراً عن عاطفة رئيس الاتحاد الإسباني في حدث رياضي وطني لبلده، ولكن تلك «القبلة» التي تبدو بالتراضي انقلبت إلى حدث رياضي وسياسي واجتماعي، وخاصة المدافعين عن حقوق المرأة وما تتعرض له من تحرش، الاتحاد الدولي للعبة أوقف الرجل من الفيفا حتى انتهاء التحقيقات، ودخلت والدته في إضراب عن الطعام وعزلت نفسها في إحدى الكنائس القديمة في إسبانيا احتجاجاً على معاملة ابنها، وقد تدهورت حالتها الصحية ونقلت للمستشفى.
جميل البساطة والعفوية في التعبير عن مشاعرنا ولكن علينا الحذر بعض الأحيان ألا نندفع بهذا التعبير ويصيبنا ما أصاب الرجل الإسباني المسكين، منظر ركز عليه قبل أسبوعين لمشهد خطيب وخطيبته في لقطة عفوية في نقل إحدى مباريات الدوري السعودي والفتاة تجفف عرق جبين خطيبها في لقطة كلها دفء في المشاعر قل أن نشاهده في مشهدنا العام، استغربت من التعليقات الرافضة والمتهمة لنوايا الآخرين في تلك اللقطة الإنسانية الجميلة.