كتاب ومقالات

أتمتة الحكومات و«أبشر» (1)

مي خالد

لقد تمت «أتمتة» معظم الخدمات الحكومية في كثير من الدول، ومنها دولتنا المباركة: المملكة العربية السعودية. «الأتمتة» تعني «الحوسبة» أو «الرقمنة» لكن بعد التعريب.

أصبح متوسط الاتصال بمنزل سكني واحد الآن أكبر من عرض النطاق الترددي مقارنة ببعض بدالات الهاتف بأكملها قبل عشرين عاماً.

إن انتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصية واتصالات الإنترنت في كل مكان، والمرونة العامة الملموسة للنظام، يجعل من الممكن الآن ليس فقط بالنسبة للحكومات إجراء المعالجة الداخلية باستخدام أجهزة الكمبيوتر (وهو ما كانت تفعله منذ عقود عديدة)، ولكن أيضاً قبول المدخلات وتوفير المخرجات للشعب باستخدام الإنترنت وحده.

قبل ثماني سنوات جرت حادثة غريبة كانت مثار سخرية الإعلام والناس لعدة أشهر، أعني السخرية الشهيرة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب إشارتها إلى الإنترنت باعتبارها «منطقة مجهولة».

ثم بعد ذلك كشفت الاستجابة لجائحة فايروس كورونا حجم وأوجه القصور الرقمية في القطاع العام في ألمانيا، مما حير المراقبين في جميع أنحاء العالم. إنهم يتساءلون لماذا لا تستطيع أغنى دولة في أوروبا تحديث ورقمنة إدارتها؟

قبل أيام قرأت تقريراً عن فوائد أتمتة الحكومات:

يقول التقرير إنه يسرع العمليات.

يستغرق العمل مع الملفات المادية وقتاً أطول بكثير من العمل مع الملفات الرقمية. فهي أسرع في البحث ويمكن الوصول إليها من أي مكان. وفي بعض الحالات، يمكن أتمتة العمليات جزئياً. وهذا يعني أنه يمكن إكمال العمليات بشكل أسرع وبعدد أقل من الموظفين.

كما أنه يحسن الوصول للمواطنين ذوي الإعاقة. تتطلب العديد من العمليات حضور الأشخاص شخصياً إلى مكتب حكومي، الأمر الذي قد يمثل تحدياً أو حتى مستحيلاً بالنسبة لبعض الأشخاص. يمكن إجراء العمليات الرقمية عبر الإنترنت من المنزل.

إنه يحسن الشفافية، وعن قدرته على تحسين مستوى الشفافية في الدول سنكمل الحديث في مقال الأسبوع القادم.