لقد شُفينا من مرضكم
الأحد / 02 / ربيع الأول / 1445 هـ الاحد 17 سبتمبر 2023 01:29
عبده خال
ظهرت أصوات تنتمي إلى مراجع دينية تحمل كارثتي المغرب وليبيا أنه غضب من الله، وإزاء هذه الاقوال، لا يملك المرء إلا تقليب كفيه أسفاً، فكيف لهذه العقول إدراك سنن الله في الكون، فما يحدث في الكون من سننه، (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا)، وهو خطاب إلهي يؤكد أنه لا مبدل لتلك السنن إلا هو.
فما بال تلك العقول تعيد كل شيء إلى النسخ القديمة لمنتجات العقل البشري البدائي؛ الذي ارتهن إلى التفسيرات (الغبية) لحركة الحياة.
وما بال هذه العقول تضع غضب الله تحت التجريب، وقياس ذلك الغضب بتدمير الأماكن حتى إن كان أهلها مسلمين، وليس لأهل تلك الكوارث الطبيعية من ذنب سوى وجودهم في تقلبات مناخية أو زلزالية!.
وكيف يمكن إيصال تلك العقول إلى الرشاد.. كيف؟
لندع السؤال جانباً، فاعتوار الفكر الإسلامي بدأ مبكراً حين افترقت النظرية (الدين) عن التطبيق، وحينما تختار زوايا تاريخية لمعرفة من أين بدأ ذلك الاعتوار، ستجد عشرات المواقع المشيرة إلى الافتراق، وكل تلك الأخطاء حدثت بتفسير خاطئ لمفهوم الدين، أو مسألة محددة، أو مختلفة من مسائل الحياة تم ربطها بمفهوم فقهي خاطئ، وبسبب التفاسير الخاطئة فقهياً أو عقدياً تشعبت الفرق، وتراكمت الأخطاء، وكل منها يصب الكره صبّاً على خلق الله.
الآن لا جدوى من مراجعة نشأة الأخطاء الدينية التاريخية التي أوجدت هذه العقول المغلقة، ولا جدوى من المجادلة معهم.
وانغلاق كثير من المناهج التي تدعي صواب معتقدها يصبح من الصعوبة بمكان حملها إلى جادة الحق، والصعوبة كون كل منها تدعي أنها الفرقة الناجية، ومن خلال تعاقب مئات السنوات ( لكل فرقة) آمن معتنقوها بأنهم ينتمون للفرقة الناجية، ومع ذلك الإيمان تولدت عاطفة متشبثة بالجذور الأولى التي لا تقبل المراجعة بأي صورة كانت، فقد تغلغلت العاطفة في وجدان الأفراد، ولم تعد المشكلة في موروث كل فئة، فكل الفئات تحمل نفس الداء الأول إن لم يتفاقم، وتتسع كراهيته على الإنسانية جمعاء.
وأعتقد أن العصر الراهن سيقوم بتقليم أداة الكره لما للزمن من سطوة معرفية توجب على الأجيال القادمة تطوير معطيات العقل القادر على نقد ماضية نقداً يمكنه من فرز المغلوط من التراث الإنساني قبل تراث أمته.
فإذا كانت الأمم مجتمعة استطاعت القفز على أكوام المغالطات التاريخية التي التصقت بالأديان، ولم يكن ذلك إلا من خلال التفكير السوي، وارتهان المورث للنقد الذاتي، واجتثاث الأفكار المغلوطة، واستبدالها بما ينفع الناس.
وكلما ارتفع صوت بأن الله حرك غضبه بكارثة أرضية أو سماوية فاعلم أن المتحدث (والمنتمي إليهم) لا يزالون مصرين على عدم خسارة مواقعهم السيادية أو السلطوية في قلوب المسلمين، وغباء هذه الفئة -أو تلك- أنها لم تتنبه أن جل المسلمين دخلوا إلى العصر متخلين عن عواطفهم البدائية الأولى التي لا تتسق مع منطق العقل التحليلي أو مع آيات الله الكونية.
ومن يدعي أن غضب الله حلّ بالمغرب أو ليبيا هم غافلون عن العلم، وغافلون عن سنن الله، وغافلون عن التقلبات الكونية، هؤلاء ما هم إلا بقايا داءٍ قد شفيت الأمة منه.
فما بال تلك العقول تعيد كل شيء إلى النسخ القديمة لمنتجات العقل البشري البدائي؛ الذي ارتهن إلى التفسيرات (الغبية) لحركة الحياة.
وما بال هذه العقول تضع غضب الله تحت التجريب، وقياس ذلك الغضب بتدمير الأماكن حتى إن كان أهلها مسلمين، وليس لأهل تلك الكوارث الطبيعية من ذنب سوى وجودهم في تقلبات مناخية أو زلزالية!.
وكيف يمكن إيصال تلك العقول إلى الرشاد.. كيف؟
لندع السؤال جانباً، فاعتوار الفكر الإسلامي بدأ مبكراً حين افترقت النظرية (الدين) عن التطبيق، وحينما تختار زوايا تاريخية لمعرفة من أين بدأ ذلك الاعتوار، ستجد عشرات المواقع المشيرة إلى الافتراق، وكل تلك الأخطاء حدثت بتفسير خاطئ لمفهوم الدين، أو مسألة محددة، أو مختلفة من مسائل الحياة تم ربطها بمفهوم فقهي خاطئ، وبسبب التفاسير الخاطئة فقهياً أو عقدياً تشعبت الفرق، وتراكمت الأخطاء، وكل منها يصب الكره صبّاً على خلق الله.
الآن لا جدوى من مراجعة نشأة الأخطاء الدينية التاريخية التي أوجدت هذه العقول المغلقة، ولا جدوى من المجادلة معهم.
وانغلاق كثير من المناهج التي تدعي صواب معتقدها يصبح من الصعوبة بمكان حملها إلى جادة الحق، والصعوبة كون كل منها تدعي أنها الفرقة الناجية، ومن خلال تعاقب مئات السنوات ( لكل فرقة) آمن معتنقوها بأنهم ينتمون للفرقة الناجية، ومع ذلك الإيمان تولدت عاطفة متشبثة بالجذور الأولى التي لا تقبل المراجعة بأي صورة كانت، فقد تغلغلت العاطفة في وجدان الأفراد، ولم تعد المشكلة في موروث كل فئة، فكل الفئات تحمل نفس الداء الأول إن لم يتفاقم، وتتسع كراهيته على الإنسانية جمعاء.
وأعتقد أن العصر الراهن سيقوم بتقليم أداة الكره لما للزمن من سطوة معرفية توجب على الأجيال القادمة تطوير معطيات العقل القادر على نقد ماضية نقداً يمكنه من فرز المغلوط من التراث الإنساني قبل تراث أمته.
فإذا كانت الأمم مجتمعة استطاعت القفز على أكوام المغالطات التاريخية التي التصقت بالأديان، ولم يكن ذلك إلا من خلال التفكير السوي، وارتهان المورث للنقد الذاتي، واجتثاث الأفكار المغلوطة، واستبدالها بما ينفع الناس.
وكلما ارتفع صوت بأن الله حرك غضبه بكارثة أرضية أو سماوية فاعلم أن المتحدث (والمنتمي إليهم) لا يزالون مصرين على عدم خسارة مواقعهم السيادية أو السلطوية في قلوب المسلمين، وغباء هذه الفئة -أو تلك- أنها لم تتنبه أن جل المسلمين دخلوا إلى العصر متخلين عن عواطفهم البدائية الأولى التي لا تتسق مع منطق العقل التحليلي أو مع آيات الله الكونية.
ومن يدعي أن غضب الله حلّ بالمغرب أو ليبيا هم غافلون عن العلم، وغافلون عن سنن الله، وغافلون عن التقلبات الكونية، هؤلاء ما هم إلا بقايا داءٍ قد شفيت الأمة منه.